قُتل 16 شخصا على الأقل في الحرائق التي تشهدها لوس أنجلوس منذ الثلاثاء، حسبما أعلن الطبيب الشرعي في المقاطعة، يوم السبت. ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس لائحة بالقتلى دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم. وجاء في الوثيقة أنه عثِر على 5 من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون. من ناحية أخرى، ألقت طائرات مياه ومواد إطفاء الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس، مع تكثيف جهود مكافحة النيران على الأرض وسط تحذيرات من هبات رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلا في الساعة مما قد يزيد الأمور سوءا. وعلى مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى والتهمت المزيد من المنازل. وتلقى السكان تحذيرات من احتمال تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة المقبلة مما قد يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران. وقال تود هوبكنز، المسؤول في إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا، للصحفيين، في مؤتمر صحفي يوم السبت، إنه على الرغم من احتواء 11% من الحرائق في حي باسيفيك باليساديس، فإن النيران أتت على أكثر من 22 ألف فدان (8900 هكتار). وأضاف هوبكنز أن حريق باليساديس امتد إلى حي ماندفيل كانيون، وهناك مخاوف من وصول الحريق إلى حي برينتوود الراقي الذي يعيش فيه مشاهير. التحذير من شدة الرياح وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم رياح سانتا آنا، وهي رياح شرقية حارة وجافة. وتوقعت الهيئة أن تشتد قوة الرياح خلال الساعات المقبلة في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا لتصل سرعتها إلى 30 ميلا في الساعة مع هبات رياح بسرعة 70 ميلا في الساعة. وذكرت خبيرة الأرصاد الجوية في الهيئة روز شونفيلد: «نحن في فترة متواصلة من طقس الحرائق الخطير حتى يوم الأربعاء». ومن المتوقع أن تهدأ الأحوال الجوية بحلول يوم الخميس. وقال روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس انجليس إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص مما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر. وأضاف أن 166 ألفا آخرين تلقوا تنبيهات بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم. وتجتاح 6 حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس أنجلوس منذ يوم الثلاثاء، مما أدى إلى وقوع ضحايا، وإلحاق أضرار أو تدمير 12 ألف مبنى. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بمجرد أن يصبح الوضع آمنا بما يسمح لرجال الإطفاء لإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر. وهدأت رياح سانتا آنا العنيفة التي أججت حرائق الغابات، يوم الجمعة، لكن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة بدأ يأخذ اتجاها جديدا بسبب الرياح القادمة من المحيط الهادي، مما يهدد المناطق المكتظة بالسكان في منطقة سان فرناندو فالي. وتسبب هذا الحريق في تدمير أحياء بأكملها وسواها بالأرض. وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريقي باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرقي العاصمة. وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أنه جرى احتواء 11% من حريق باليساديس و15% من حريق إيتون. ومع ذلك، أتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 36 ألف فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن. مساعدات وفرق جوية وسارعت 7 ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم. وأعلنت المكسيك، يوم السبت، إرسال تعزيزات للمساهمة في مكافحة الحرائق التي تشهدها لوس أنجلوس. وأعلنت الرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، في الصباح الباكر أن «مجموعة مساعدة إنسانية ستغادر إلى لوس أنجلوس في كاليفورنيا». وأضافت: «نحن بلد الكرم والتضامن»، ونشرت على منصة إكس صورة طائرتي شحن على مدرج مطار.
مشاركة :