كيف يحمي الأثرياء في كاليفورنيا منازلهم من الحرائق؟

  • 1/12/2025
  • 10:29
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

  أثار أحد الأثرياء في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعدما نشر نداء، يبحث من خلاله عن "رجال أطفال خاصين" لحماية منزله في منطقة "باسيفيك باليساديس" وسط تصاعد حرائق الغابات التي تهدد المنازل. وفي منشور على حسابه الشخصي، طلب كيث واسرمان، المدير التنفيذي لشركة عقارات في لوس أنجلوس، مساعدة عاجلة قائلاً: "هل لدى أي شخص إمكانية الوصول إلى رجال الإطفاء الخاصين لحماية منزلنا في باسيفيك باليساديس؟ نحتاج إلى التحرك بسرعة، كل منازل الجيران تحترق، ونحن مستعدون لدفع أي مبلغ".  ورغم أن المنشور تم حذفه بعد فترة قصيرة، إلا أن ردود الأفعال العنيفة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كانت سريعة، حيث اعتبر الكثيرون أن الأثرياء لا ينبغي أن يحظوا بمعاملة خاصة في أوقات الطوارئ. وفي تعليق على المنشور، قال أحد المستخدمين: "لا ينبغي أن يعتمد إنقاذ منزلهم على حسابهم المصرفي". وقالت شبكة "سي إن إن": إن حرائق الغابات قد أسفرت عن تدمير العديد من المنازل في لوس أنجلوس، ما دفع بعض السكان إلى اتخاذ خطوات استثنائية، وغالبًا بتكاليف باهظة، لحماية ممتلكاتهم من الدمار، ففي محاولات لمنع الحريق من الوصول إلى ممتلكاتهم، دفع البعض آلاف الدولارات لرش منازلهم بهلام "جل" مثبط للحريق، في حين قام آخرون بالاستثمار في صنابير إطفاء حرائق خاصة بهم. ورغم ردود الفعل الغاضبة على منشور كيث واسرمان، أكد مايك ستوتس، رجل إطفاء في ولاية كاليفورنيا، أن معظم رجال الإطفاء من القطاع الخاص لا يعملون مع الأفراد الأثرياء بل مع شركات التأمين على المنازل، التي تسعى لحماية المنازل باهظة الثمن لتجنب دفع تعويضات ضخمة. ووفقا لموقع شركة التأمين "Chubb"، فإنها تقدم "خدمات الدفاع عن الحرائق البرية" للعملاء المؤهلين، والتي تشمل إرسال فرق إطفاء محترفة معتمدة إلى المنازل لتوفير الحماية اللازمة. وفي ظل حرائق الغابات العنيفة، تزايدت الطلبات على خدمات شركات الحماية الخاصة، حيث أوضح تيم باور، نائب الرئيس الأول في خدمة "Allied Disaster Defense"، أنه بعد الأيام الأولى من الحريق في باسيفيك باليساديس، كانت هناك قائمة انتظار تضم أكثر من 200 طلب للحصول على خدمات شركته، التي تشمل رش المنازل بهلام مانع للحريق. وأشار باور إلى أن تكلفة هذه الخدمات في الظروف العادية تتراوح حول 1000 دولار، لكن في حالات الطوارئ، مثل حرائق الغابات، قد ترتفع التكلفة إلى 5000 دولار. وفي سياق متصل، أشار مايكل أوينز، مطور عقاري في منطقة لوس أنجلوس، إلى أحد منازله الحديثة التي تبلغ قيمتها نحو 15 مليون دولار، وقال أوينز إن المنزل مزود بمزايا مقاومة للحرائق، بما في ذلك فوهة حريق شخصية تبلغ تكلفتها نحو 100 ألف دولار، بما في ذلك رسوم التركيب. وأضاف أوينز أن حرائق الغابات الأخيرة قد تكون دافعًا للعديد من الأشخاص للاستثمار في منازل آمنة من الحرائق، معتبرًا أن هذا النوع من الاستثمارات بات أكثر أهمية في ظل المخاطر المتزايدة التي تشهدها مناطق مثل باسيفيك باليساديس. ويبقى السؤال قائمًا حول مدى تأثير مثل هذه الحوادث على إدراك المجتمع لأهمية الإنصاف في مواجهة الكوارث الطبيعية، فبينما يسعى البعض لحماية ممتلكاتهم بكلفة مرتفعة، يتساءل آخرون عن العدالة في تقديم الدعم والمساعدة في أوقات الأزمات.

مشاركة :