وريث عرش "بافيت" يستعد لقيادة إمبراطورية "بيركشاير هاثاوي"

  • 1/13/2025
  • 10:39
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

  أصبح "هاوي بافيت"، الابن الأوسط للمستثمر الأسطوري "وارن بافيت"، على بعد خطوات من تولي رئاسة مجلس إدارة شركة "بيركشاير هاثاوي"، في خطوة مهمة نحو ضمان استدامة ثقافة الشركة العريقة، دون أن يتدخل بشكل تنفيذي في شؤونها اليومية. يعكس هذا الانتقال في القيادة التزام "بافيت" بالحفاظ على الإرث المؤسسي للشركة، التي تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار، والتي تعد واحدة من أضخم وأهم الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال". "هاوي" الذي يعتبر نفسه على استعداد كامل لتولي هذا المنصب، تحدث عن تجربته الطويلة في التعلم والنمو إلى جانب والده، مؤسس الشركة، وعلى الرغم من أن ماضيه لا يتضمن دورًا تنفيذيًا تقليديًا، إلا أنه اكتسب خبرة واسعة في مجالات متعددة، بدءًا من عمله في مجالس الشركات، وصولاً إلى نشاطاته في القطاع الخيري. وقال هاوي: "لقد قضيت معظم حياتي أفعل أشياء لم أكن متأكدًا تمامًا من كيفية القيام بها، لكنني دائمًا ما كنت أكتشف الحلول". وهذا الاستعداد يبرز من خلال تاريخه، الذي يشمل محطات متعددة مثل شراء أول جرافة، دون معرفة كيفية تشغيلها، والترشح لمنصب مفوض في مقاطعة "دوجلاس" في "نبراسكا" رغم عدم معرفته الكافية بأدوار المجلس! فيما يرى "وارن بافيت" أن دور ابنه سيكون محوريًا في الحفاظ على تقاليد الشركة وثقافتها، التي أسسها على مر العقود، وفي إحدى مقابلاته، أكد "وارن" على أن "هاوي" لن يكون مطالبًا بإدارة الأعمال اليومية، بل سيقتصر دوره على مراقبة أداء المدير التنفيذي، واتخاذ قرارات هامة بشأن أي تغييرات في قيادة الشركة عند الضرورة.  وهذا التوجه يوضح الثقة التي وضعها "وارن" في ابنه، والتي لم تكن مفاجئة لأولئك الذين يعرفون العلاقة الوثيقة بين الاثنين، حيث كان "هاوي" يرافق والده ويطرح الأسئلة حول مواضيع كان يجهلها منذ الصغر، بل ويستمر في الاستفادة من نصائح والده حتى اليوم. وعندما يتحدث "هاوي" عن فلسفة "بيركشاير هاثاوي"، يركز على البساطة والوضوح، ويعتبر أن الشركة يجب أن تظل محافظة على ثقافتها، التي تقوم على احترام المديرين والمساهمين، والتعامل بإنصاف مع جميع الأطراف المعنية. وعبر عن ذلك قائلاً: "الأمر ليس معقدًا كما في علم الصواريخ، فالكثير من الأمور في بيركشاير يجب ألا تتغير، مثل عدم انتقال المقر الرئيسي من أوماها، نبراسكا".   مع اقتراب "وارن بافيت" من سن الرابعة والتسعين، وبلوغه مرحلة التفكير الجاد في مصير "بيركشاير" بعد وفاته، لا يخفي الأب عن الجمهور أن ابنه هو الشخص الأكثر استعدادًا لهذا الدور، ووفقًا لما أعلنه "وارن"، لن يقتصر دور "هاوي" على قيادة مجلس الإدارة، بل سيكون له أيضًا دور في توجيه نحو 140 مليار دولار من أسهم الشركة لأغراض خيرية، وهو ما يعد أحد أكبر عمليات نقل الثروات في التاريخ المعاصر. وفي المستقبل يتوقع أن يواصل "هاوي بافيت" تعزيز سياسات "بيركشاير"، التي تركز على الشراء والاحتفاظ بالشركات، بما يتماشى مع ثقافة الشركة. وعندما سُئل عن إمكانية دفع توزيعات أرباح أو التفكير في فصل شركات تابعة، كان رد "هاوي" غير حاسم، حيث أشار إلى أن هذه الأمور لا تتماشى عادة مع استراتيجية "بيركشاير" ما لم توجد أسباب قوية تدعو لذلك. ويتطلع المستثمرون إلى استمرار نجاح "بيركشاير هاثاوي" تحت القيادة المستقبلية لـ"هاوي بافيت"، مع الحفاظ على التقاليد المؤسسية التي جعلت من هذه الشركة واحدة من أبرز قصص النجاح في عالم الأعمال.   دور هاوي بافيت في الشركة الاستدامة والتحديات المستقبلية التوجهات تحت قيادة هاوي

مشاركة :