الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بإعادة النظر في آلياته

  • 5/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بدوره إزاء قضايا المنطقة من أجل حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة إصلاح هذا المجلس وإعادة النظر في لائحته ونظام العقوبات، ووجه انتقادات حادة إزاء عجز المجلس عن القيام بالدور المنوط به في إنهاء النزاعات وحفظ السلام. وتساءل العربي في كلمته أمام الاجتماع التشاوري المشترك بين الدول العربية والدول الأعضاء في مجلس الأمن على مستوى السفراء أمس السبت، كيف يمكن تبرير استخدام حق النقض الفيتو لمنع صدور قرار من المجلس بوقف إطلاق النار في إحدى مناطق النزاع من أجل حقن الدماء، كما انتقد تعامل المجلس مع قضايا التسلح النووي وانتشار أسلحة الدمار الشامل. وشاركت دولة الإمارات في أعمال الاجتماع. ومثل الدولة المستشار خليفة الطنيجي القائم بالأعمال بالإنابة لمندوب الدولة الدائم لدى الجامعة، وشارك فيه هاني بن هويدن مسؤول مندوبية الدولة لدى الجامعة.وقال العربي إن المجلس عندما يمارس مسؤولياته حول النزاعات المسلحة يقتصر على الالتجاء إلى أحكام المادة (41) من الميثاق المتعلقة بالعقوبات غير العسكرية، ولا يحاول إطلاقاً الالتجاء إلى أحكام المادة (42) المتعلقة بفرض الأمن والسلم إلا فيما ندر، معتبراً أن هذا الوضع أدى إلى أن المجلس أصبح الآن يتولى إدارة المنازعات الدولية، ولا يسعى إلى إنهاء تلك المنازعات ووضع حلول دائمة لها، وهو ما يتجلى تأثيره ذلك في إفريقيا والشرق الأوسط. ولفت العربي إلى أنه على الرغم من أن ميثاق الأمم المتحدة قد أقر عام 1945، فإن لائحة إجراءات المجلس التي يعمل طبقاً لأحكامها ما زالت حتى هذه اللحظة، وبعد أكثر من سبعة عقود، هي لائحة مؤقتة وغير نهائية، مرجعاً ذلك إلى أن نطاق استخدام حق النقض الفيتو غير محدد، وقال إن الفيتو منصوص عليه في الميثاق ولكن دون تحديد الحالات التي يسمح للدول الدائمة العضوية استخدام هذا الحق، كما لم يحدد وعلى نحو واضح الحالات التي يستخدم فيها الفيتو سواء فيما يتعلق بالمسائل الإجرائية أو المسائل الموضوعية، وشدد العربي على ضرورة إعادة النظر في نظام العقوبات الذي يستخدمه المجلس،مطالباً بضرورة إعادة النظر في العديد من المفاهيم والإجراءات والآليات التي يعمل المجلس بموجبها، لتمكينه بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدولي على الوجه الأكمل. من جانبه، قال مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة ورئيس وفد مصر بمجلس الأمن السفير عمرو أبو العطا إن التصدي للمخاطر الناتجة عن النزاعات والعمل على إنهائها لن يتحقق إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي بما في ذلك تدعيم التواصل والتعاون بين الجامعة والمجلس. ودعا أبو العطا إلى ضرورة التعاون لمواجهة الفكر المتطرف وداعميه والعمل على استئصال جذوره، واعتبره السبيل الواحد للحيلولة دون تمدده. ومن جهته استعرض سفير البحرين ومندوبها الدائم لدى الجامعة الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، الرؤية العربية إزاء القضايا الراهنة وأهمية التنسيق مع مجلس الأمن الدولي بشأنها. ولفت آل خليفة إلى خطورة ترك مجلس الأمن العديد من قضايا المنطقة بدون حسم مما يجعلها أكثر تعقيداً، مؤكداً خطورة الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل إحدى عقبات تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأعرب عن الدعم العربي للمبادرة الفرنسية الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام وتنفيذ حل الدولتين، محذراً من خطورة تنامي ظاهرة الإرهاب وتصاعد النزاعات المسلحة واستغلال التنظيمات الإرهابية تفكك مؤسسات بعض الدول لترسيخ العنف والطائفية. وأكد بيان صادر في ختام الاجتماع أهمية تعزيز قنوات التعاون والتنسيق بين الأمم المتحدة والجامعة حول مختلف القضايا المطروحة التي تتصل بتحقيق السلم والأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم. وذكر أنه تم بحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف البيان أنه تم خلال الاجتماع أيضاً استعراض مستجدات الأوضاع في ليبيا والصومال.

مشاركة :