بعد تحقيق تقدم نسبي في احتواء حرائق الغابات المدمرة في ولاية كاليفورنيا، تتزايد المخاوف من عودة الرياح الشديدة التي قد تعيد إشعال النيران وتفاقم الوضع مجددًا. أدت هذه الحرائق إلى مقتل 24 شخصًا على الأقل، تدمير آلاف المنازل، وتهجير عشرات الآلاف من السكان. تحذيرات الأرصاد وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من «وضع خطير للغاية»، مع توقع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 65 ميلاً في الساعة (105 كيلومترات في الساعة) خصوصاً اليوم الثلاثاء، الذي وصفه الخبراء بأنه اليوم الأكثر خطورة. رياح «سانتا آنا» الجافة والقوية، المعروفة بدورها في تفاقم الحرائق، حولت المشهد إلى كارثة غير مسبوقة. جهود مستمرة وفي ظل جهود مستمرة، تمكن رجال الإطفاء من احتواء جزء من الحرائق الكبرى التي غطت أكثر من 62 ميلاً مربعًا، بما في ذلك حريق إيتون وحريق باليساديس. ومع ذلك، تستعد السلطات لهبوب رياح جديدة قد تطيح بالتقدم المحقق. وأفاد رئيس إدارة الإطفاء بمقاطعة لوس أنجلوس، أنتوني سي مارون، بوصول معدات إضافية لمواجهة هذا التحدي، مؤكدًا جاهزية الفرق لموجة الرياح المقبلة. أثر الكارثة وسمح تحسن الظروف الجوية لبعض السكان بالعودة لتفقد الأضرار. جيم أورلانديني الذي فقد متجره في حي ألتادينا المتضرر بشدة، عبر عن ارتياحه لنجاة منزله الذي عاش فيه لمدة 40 عامًا. ورغم الجهود المبذولة، فلا تزال الكارثة مستمرة. مع توقع استمرار الرياح حتى الأربعاء، تظل فرق الإطفاء في حالة تأهب قصوى، فيما يحذر الخبراء من أن الأيام القادمة قد تشهد تفاقمًا في الوضع ؛ وهذه أبرز التطورات: 1.التهجير واسع النطاق: أُجبر نحو 150 ألف شخص على إخلاء منازلهم، بينما لجأ أكثر من 700 شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة. 2. أضرار البنية التحتية: انقطعت الكهرباء عن نحو 70 ألف منزل، مع تسجيل أضرار واسعة في شبكات المياه والكهرباء. 3. مصادر الاشتعال: يتم التحقيق في أسباب متعددة للحرائق، مثل خطوط المرافق، الحرق العمد، والعوامل الطبيعية. لم يتم تأكيد السبب الرئيسي بعد، لكن الرياح العاتية أسهمت في انتشار النيران بشكل سريع. 4. المجتمعات المتضررة: الحرائق طالت أحياء متنوعة بين مناطق شهيرة يقطنها المشاهير وأخرى تحتضن أسرًا متعددة الأعراق. يثير الدمار مخاوف بشأن تأثيره على إعادة البناء وتهديد التنوع الاجتماعي والاقتصادي لهذه المناطق. 5. التوقعات الجوية: من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 113 كيلومترًا في الساعة في الأيام المقبلة، مما يعقّد جهود مكافحة الحرائق. الحرائق استهلكت أربعة حرائق في المنطقة أكثر من 62 ميلًا مربعًا (160 كيلومترًا مربعًا)، وهي مساحة أكبر من سان فرانسيسكو. حتى صباح الإثنين، تم احتواء حريق Palisades بنسبة 11 % وبلغ احتواء حريق Eaton %27. بلغت مساحة الحريقين وحدهما 59 ميلًا مربعًا (نحو 153 كيلومترًا مربعًا). ارتفع عدد القتلى إلى 24 خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما فُقد 16 شخصًا على الأقل حتى مساء الأحد، وهو رقم قالت السلطات إنه من المرجح أن يرتفع أيضًا. توقعات الرياح أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من ظروف حرائق شديدة حتى الأربعاء، مع رياح مستمرة تبلغ سرعتها 50 ميلاً في الساعة (80 كيلومترًا في الساعة) وعواصف في الجبال تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة (113 كيلومترًا في الساعة). وقال محلل حرائق إن اليوم الأكثر خطورة سيكون الثلاثاء. تحديات المستقبل بينما تسعى فرق الإطفاء لاحتواء الحرائق، يبقى الوضع مقلقًا مع غياب الأمطار واستمرار الرياح. يتطلب التصدي لهذه الكارثة تخطيطًا طارئًا وتعاونًا بين السلطات لتخفيف الأضرار وإعادة بناء المناطق المنكوبة.
مشاركة :