عادت جماهير الجزيرة إلى العاصمة أبوظبي فرحة وسعيدة بالنصر وبالوصول لنهائي أغلى الكؤوس ، كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وزفت عريس الليلة المهاجم الرائع علي مبخوت الذي هزم الأهلي بطل دوري الخليج العربي وحده وسجل هاتريك في شباك ماجد ناصر. استحق فخر أبوظبي الصعود للمباراة النهائية بكل جدارة لأنه كان صاحب الأفضلية في المستطيل الأخضر سواء من الناحية الفنية أو التكتيكية، وكان الأكثر رغبة وشراسة في الالتحام، ووضح ذلك من خلال الكرات المشتركة بين لاعبي الفريقين، حيث كان التفوق دائماً لتلاميذ المدرب الهولندي تين كات، وهو ما يؤكد الروح القتالية العالية لهم، فيما كان الأهلي بعيداً كل البعد عن مستواه وظهر الإعياء على معظم لاعبيه وكأنهم يعانون شيئاً ما فكانت التحركات والتمريرات خاطئة، ولم يصدق أحد أن صاحب أقوى خط هجوم في دورينا عجز أن يجد الحلول الهجومية بالرغم من وجود قوته الضاربة كاملة. دخل الجزيرة أجواء اللقاء مبكراً وكان خط الوسط بقيادة الكوري بارك ومعه يعقوب الحوسني هو كلمة السر بهيمنته على المنطقة وعدم ترك مساحات للاعبي الأهلي لبناء الهجمات وألغى دور البرازيلي روبيرو العقل المفكر للفرسان وهو ما نتج عنه ضعف في وصول الكرات للمهاجمين، كما كان لقيادة الحارس الجزراوي المخضرم علي خصيف دور مهم في التوجيه وتهدئة الأوضاع خصوصاً في الجزء الأخير من المباراة والتي كان يبحث فيه الأهلي عن العودة والوصول للوقت الإضافي على الأقل ، ولكن الروح القتالية لدفاع فخر أبوظبي تغلبت في النهاية وقادت الفريق إلى نهائي أغلى البطولات. في هذا الوقت كان التألق غير العادي الذي أبداه علي مبخوت هو حديث اللقاء، وهو ما رأى فيه البعض أن الطلياني الصغير أراد توجيه رسالة ما، وقد اعترف أحمد سعيد مشرف الفريق بذلك وأكد أن مبخوت ظلم بعدم اختياره أفضل لاعب محلي في الموسم وأن اللاعب تضايق كثيرا بسبب ذلك. من ناحية أخرى، أبدى الهولندي تين كات مدرب الجزيرة سعادته البالغة بفوز فريقه المستحق على بطل دوري الخليج العربي وصعوده لنهائي الكأس، وكشف في المؤتمر الصحفي السر في تفوق فريقه داخل المستطيل الأخضر وقال: قبل انطلاق مباراة الأهلي بساعات قمت بتوزيع برنامج الإعداد لمباراة النهائي في الأسبوع المقبل ويتضمن البرنامج الراحة ليومين ثم بدء التحضير لمواجهة الطرف الآخر في النهائي وهذا بالطبع منح اللاعبين ثقة ودافعا كبيرا للفوز وهو ما تحقق على أرضية الملعب ، فقد قدم لاعبونا مباراة رائعة المستوى من كافة النواحي وكانوا الطرف الأفضل بالرغم من صعوبة المباراة والمنافس الذي توج بلقب الدوري. وتابع: أغلقنا كل المنافذ أمام هجوم الأهلي سواء من العمق أو الأطراف وسيطرنا على منطقة الوسط، وكنا نعلم أن قوة وخطورة الأهلي تكمن في خط وسطه الذي يقوم بالتمويل اللازم للخط الأمامي، بجانب أننا استغللنا الفرص عن طريق اللاعب الاستثنائي علي مبخوت، وما حققناه يحسب لفريق العمل ككل. وعن مستقبله مع فريق الجزيرة قال كات: حالياً لا أفكر في مستقبلي وفي استمراري من عدمه مع نادي الجزيرة وأهم شيء عندي هو كيفية الحصول على الكأس، وعندما حضرت لتدريب الجزيرة لمست روح الفريق القوية الموجودة عند اللاعبين وهو ما ساعد على النجاح في مهمتي. وعن أهم عوامل الفوز قال: بكل بساطة نحن كنا الأفضل في الملعب واحترمنا الأهلي كمنافس بجانب الروح القتالية العالية للاعبين. من جهته، اعترف الروماني أولاريو كوزمين مدرب الأهلي بأحقية فريق الجزيرة في الفوز والوصول للمباراة النهائية لأنه كان الطرف الأفضل في المباراة وقال: هي ليلة غير سعيدة بالنسبة لنا غاب فيها التركيز عنا في كثير من الأوقات، وربما لم استطيع أن أصل باللاعبين بالدرجة الكافية من الدوافع والحوافز للمواجهة وكانت النتيجة أننا خسرنا ودفعنا ثمن خروجنا من الكأس، فقد بدأنا المباراة بارتباك وبدون روح وعزيمة واستقبل مرمانا هدفاً من ضربة ثابتة ثم عدنا للمباراة من ركلة جزاء، ثم تلقينا أيضاً هدفاً من ضربة ثابتة، وفي الشوط الثاني بدأنا المباراة بشكل جيد ولكن للأسف استقبلت شباكنا هدفا ثالثا، وأعتقد أنه ليس لدينا حظ في هذه البطولة، وربما أكون قد أخطأت في وضع التشكيلة المثالية للمباراة لأنني اعتمدت على بعض الأمور، لذلك أنا من يتحمل مسؤولية الخسارة والخروج من الكأس. وتابع: الموسم كان صعباً وطويلاً وكنا قريبين من اللعب في النهائي لمرة أخرى، ويجب ألا نحكم على اللاعبين بعد مباراة اليوم وإنما تقييمنا لهم يكون على الموسم ككل، أما بالنسبة للجزيرة فقد كان هو الأفضل والأكثر شراسة وقوة وتفوقا في الالتحامات ولعب بصورة تكتيكية رائعة حتى لو كان معظم لاعبيه من الشباب واستفاد من أخطائنا، وأعتقد أنه استحق الفوز والوصول للنهائي. خلفان: تأهّلنا على حساب فريق كبير عبر لاعب فريق الجزيرة خلفان مبارك عن سعادته بتأهل فريقه لنهائي كأس رئيس الدولة، معتبراً أن الفوز على حساب الأهلي لم يكن سهلاً وجاء عن جدارة واستحقاق بعدما حافظ الفريق على تقدمه حتى نهاية المباراة على الرغم من الضغط الكبير من جانب الأهلي في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وقال: نحن سعداء لأننا تأهلنا على حساب فريق كبير لديه ثمانية ألقاب في هذه المسابقة كما أنه كان من الفرق المرشحة للوصول للنهائي في هذا الموسم ولكنه اصطدم برغبتنا القوية ونحن فخورون بوجودنا في نهائي أغلى البطولات. فارس جمعة: استحققنا التأهل أوضح مدافع فريق الجزيرة فارس جمعة أنهم قدموا مباراة جيدة استحقوا عليها التأهل للنهائي عن جدارة وقال: استغللنا الفرص المتاحة لنا بصورة مثالية بجانب تماسكنا في الأوقات الصعبة التي حاول فيها الأهلي العودة للمباراة، والحمد لله في النهاية حققنا هدفنا ووصلنا للمباراة النهائية. وأضاف: لا أحب أن أتحدث عن التحكيم لاحتسابه ركلة جزاء أو تسجيل الأهلي لهدف من تسلل فهذا ليس من اختصاصي والمهم أننا وصلنا للنهائي. غياب ماجد حسن يكشف العيوب وضح تأثير غياب نجم خط الوسط ماجد حسن في الأهلي وكشف كثير من عيوب الفريق باعتباره رمانة الميزان فلم يستطع خميس إسماعيل أداء دوره الفعال، وبعد إصابة ماجد بالرباط الصليبي لم يخض الأهلي اختباراً صعباً في المباريات التي لعبها من دونه، وكان أول اختبار حقيقي أمام الجزيرة فكان السقوط الكبير للبطل. أبلغ رد على المشككين أكد أحمد سعيد مشرف الجزيرة أن الروح القتالية العالية للاعبين هي من صنعت الفارق في مواجهة بطل الدوري وقال: الكثيرون شككوا في قدرات الجزيرة وقللوا من شأنه وكانت كل الترشيحات تصب في مصلحة الأهلي، وأنا لا ألوم أحداً بعينه وربما يكون ذلك بسبب الظروف الصعبة التي مر بها الفريق في بداية الموسم، ولكن يجب ألا يهضم الجميع حق الجزيرة في المستويات التي ظل يقدمها في الدور الثاني وهو في تحسن مستمر من مباراة إلى أخرى وأعتقد أن وجودنا في النهائي أبلغ رد على المشككين في قدرات لاعبي ومدرب الجزيرة. وأشاد سعيد بالمستوى الرائع الذي قدمه علي مبخوت ويعتبره نجم الموسم الأول. مبخوت: رد على موسمنا المخيّب اعتبرت جماهير الجزيرة نجمها الفنان وهدافها المرعب والاستثنائي علي مبخوت نجماً للموسم حتى ولو لم يتوج بالجائزة ولم يتم اختياره بصورة رسمية، وبعد نهاية المباراة قال عريس الليلة مبخوت: الحمد الله على الفوز والتأهل إلى نهائي أغلى البطولات، قدمنا مباراة كبيرة وكذلك منافسنا الأهلي ولكن الغلبة في النهاية كانت لنا، وكل اللاعبين لم يقصروا وأدوا ما عليهم في الملعب، وأعتقد أننا استحقينا الصعود للنهائي عن جدارة. وأضاف: موسمنا كان مخيباً للآمال ولا يلبي طموحاتنا لذلك نحاول أن نغطي على السلبيات التي حدثت معنا ونحصل على بطولة في آخر الموسم وهي بطولة غالية على نفوس الجميع ونتمنى أن يحالفنا التوفيق في النهائي.
مشاركة :