لم يكن ظهور الهلال بالرياض في مباراته الآسيوية أمام لوكوموتيف الأوزبكي جيداً.. فقد بدا الفريق تائهاً في معظم وقت المباراة.. فلم يكن موفقاً مدربه في تشكيلته فقد غلب عليها الطابع الدفاعي وكأن اللقاء يلعب هناك في أوزباكستان.. وزاد الطين بلة برود اللاعبين وعدم تقديرهم لما يلبسوه من شعار.. فكان التعادل عادلاً.. لتتعقد المهمة في الإياب خارج الحدود يوم الثلاثاء القادم.. لكن كروياً لا يعني تعقد الأمر عدم حله.. فكم من الأمور ظنناها ضرباً من المستحيل لكنه تحققت بل وأصبحت من أجمل القصص التي تروى.. وها أنا أنقل لكم أمثلة للقاءات تداولتها وكالات الأنباء عن أشهر مباريات العودة بالتأهل بعدما كان الذهاب كارثياً لصاحب الأرض: 1 - ديبورتيفو وميلان: فاز فريق ميلان الإيطالي على ضيفه ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني 4-1 في ذهاب الدور ربع النهائي ببطولة دوري الأبطال موسم 2003-2004، لكن النادي الإسباني نجح في الفوز برباعية نظيفة في مباراة العودة على ملعب الريازور، واختطف الفريق الصغير بطاقة العبور من براثن الروسونيري حامل اللقب وقتها. 2 - ريال مدريد وجلادباخ: انتصر فريق بروسيا مونشنجلادباخ الألماني على ضيفه ريال مدريد الإسباني بنتيجة 5-1 في مباراة الذهاب بدور الـ32 من بطولة الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس -الدوري الأوروبي حالياً- لموسم 1985-1986 لكن الريال عاد في الإياب وفاز بنتيجة 4-0 على ملعب سانتياجو بيرنابيو ليتأهل بقاعدة الهدف خارج الديار، وواصل مشواره في البطولة حتى توج بها للمرة الثانية على التوالي. 3 - بارتيزان وكوينز بارك رينجرز: اكتسح فريق كوينز بارك رينجرز الإنجليزي ضيفه بارتيزان الصربي بنتيجة 6-2 في ذهاب دور الـ64 من بطولة الاتحاد الأوروبي لأبطال الكؤوس موسم 1984-1985، وعلى الرغم من ذلك نجح الفريق الصربي في خطف بطاقة العبور للدور التالي بعدما فاز في الإياب برباعية نظيفة بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض. 4 - موناكو وريال مدريد: هذه المرة كان الريال هو الضحية، حيث فاز الميرينجي على موناكو الفرنسي في ذهاب الدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا 2003-2004 بنتيجة 4-2، لكن موناكو أقصى الملكي بشكل غير متوقع بالفوز في مباراة الإياب بنتيجة 3-1 ، ليخطف بطاقة العبور بفضل قاعدة الهدف خارج الديار. 5 - برشلونة وتشيلسي: فاز تشيلسي الإنجليزي على ضيفه برشلونة الإسباني بنتيجة 3-1 في ذهاب الدور ربع النهائي بدوري الأبطال موسم 1999-2000، ونجح البلوجرانا في تحقيق عودة تاريخية بفوز ثقيل بنتيجة 5-1، ليتأهل للدور قبل النهائي. 6 - تشيلسي ونابولي: هزم نابولي الإيطالي ضيفه فريق تشيلسي بنتيجة 3-1 في ذهاب دور الـ16 بدوري الأبطال لموسم 2011-2012، وفي العودة فاز البلوز بنتيجة 4-1 ليصعدوا لدور ربع النهائي على حساب نظيرهم الإيطالي. 7 - بايرن ميونيخ وبورتو: حقق بورتو البرتغالي مفاجأة مدوية بالفوز على ضيفه الألماني بايرن ميونيخ بنتيجة 3-1 في ذهاب الدور ربع النهائي بدوري الأبطال الموسم الماضي، لكن البافاري انتقم بطريقة قاسية وفاز بنتيجة 6-1 في مباراة العودة على ملعب أليانز أرينا وتأهل للدور نصف النهائي. ولماذا أذهب بعيداً إلى القارة العجوز.. ولنا بفريق محلي في البطولة ذاتها درس لم ولن ينساه تاريخ القارة عندما عاد الاتحاد وقهر المستحيل عام 2004 حينما خسر في جدة ذهاب النهائي الآسيوي من سيونغنام الكوري بثلاثية لهدف.. ليظن الجميع أن تتويج الفريق الكوري مسألة وقت.. لكن حدثت المعجزة هناك في سيئول واتخم نجوم الجيل الذهبي الاتحادي شباك الكوريين بخماسية نظيفة منحتهم اللقب. لذا كم أتمنى أن تتسلل تلك الدروس لعقول لاعبي الفريق الأزرق الممثل الوحيد لرياضتنا في القارة وتكون تلك الأمثلة دافعاً لهم لقهر الصعاب وتجاوز الإياب.. لمصالحة جماهيرهم العريضة والتي ساندتهم في أصعب المواقف وأحلك الظروف ولم تتخل عنهم يوماً.. ولا أظن الجو أكثر مثالية مما هو عليه الآن بعد التخلص من تخبطات دونيس وتسليم الدفة للخبير السعودي عبد اللطيف الحسيني ذو التجربة المميزة في كل مرة يتم إسناد المهمة إليه.. لكن يبقى العبء الأكبر والعمل الأهم على اللاعبين فماذا هم صانعون؟!! آخر حرف لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء (نابليون بونابرت). مقالات أخرى للكاتب شراحيلي وهزازي يتفوقان على أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي! الرحلة الأخيرة! يا سامعين الصوت.. الليث يموت!! بين حِلم الهلال.. وحُلم الأهلي!! وماذا بعد قرعة كأس العالم؟!
مشاركة :