كشفت مصادر مطلعة بوزارة العدل لـ»المدينة» عن عدد من قضايا حجر الأموال والمقامة من أبناء ضد آبائهم التي تلقتها المحاكم بمختلف مناطق المملكة خلال العام المنصرم والتي بلغت (70) قضية كان أعلاها محاكم منطقة الرياض بواقع 30 قضية، وأقلها مناطق حائل والجوف والباحة بقضية واحدة لكل منهم. واستدلت المصادر بإحدى القضايا التي وردت للمحكمة العامة بالرياض والتي حكمت بصرف النظر عن الدعوى وهي «حجر لسفه» أقامها ابن ضد والده، وذلك بعد ورود تقرير طبي أكد السلامة العقلية والنفسية للأب.وتاتي تفاصيل القضية وفقا للآتي كان الابن قد أدعى على والده بقيامه بتبديد أمواله، وتحميلهم ديون لمصلحته، ووجوده خارج السعودية بشكل دائم وهو مبتلى «بفتنة النساء» -على حد وصف الابن في دعواه ضد والده- وظلمه لنا ولوالدتنا ونحن جاهزون لتحضير الشهود أنا وإخوتي وأطلب الحجر على والدي لعدم أهليته في صرف الأموال وحمايته من نفسه وحمايتنا منه ورد حقوق الناس.وأجاب الأب عن الدعوى: إن هناك وقائع سابقة بيني وبين ابني، منها قيامه ببيع عدد 52 تأشيرة باسم مؤسستي مستغلاً الوكالة الشرعية الممنوحة مني له، وبدون علمي وموافقتي وببيعه للتأشيرات فقد ضر بمصالحي التجارية وبعد مناقشة ابني «العاق» بشأن بيعه للتأشيرات قام بتهديدي بالقتل والتلفظ علي بأسوأ الألفاظ التي لا تليق بابن عاقل أن يتلفظ بها على والده وفي العشر الأواخر من رمضان، وقامت الدوريات الأمنية بالقبض عليه للشك في تعاطيه للمخدرات، وبعد إجراء الكشف الطبي عليه ثبت تعاطيه للمخدرات، ليودع في المستشفى، قبل أن اتفاجأ بخروجه ويقرر أن ينتقم مني برفعه لهذه الدعوى، وسبق أن رفعت دعوى بعقوق ابني ولكن تخلف ابني عن حضور الجلسات.وأضاف الأب: إنني أتأسف بأن المدعي ابني الذي قمت طوال هذه السنوات المنطوية بتربيته وتعليمه في ارقي الجامعات وتكلفت بتكاليف زواجه كاملة من مهر ومعيشة كريمة وقدمت له من التسهيلات المالية فوق حاجته وسلمته الجمل وما حمل وحررت له وكالات شرعية يحق له البيع والشراء والقبض وغيرها من الصلاحيات وقد ضعفت نفسه الدنيئة للشيطان واستجاب لشياطين الإنس والجن وأصبح عدوًا لي ويريد الحجر علي وأن يستحل مالي بدون مسوغ شرعي أو نظامي».وأكمل: إن ابني العاق رفع هذه الدعوى ليمارس الانتقام والضغط العصبي ضدي ويكسب من ورائها التستر على أعمالي واستغلاله للوكالات الشرعية الصادرة لي وطالب الأب من ناظر القضية بصرف النظر عن الدعوى مع حفظ كامل الحقوق الشرعية والنظامية ضد ابنه وما سببه له من أسى وتعب جراء تصرفاته بحقه. وفي جلسة أخرى رد الابن على ما ذكره والده قائلاً: إن ما طرحه «خصمي» في دعواي من أنني ابن عاق واستخدم مخدرات فالجواب أن فحوى قضيتنا هذه أنني أطلب الحجر على الوالد لسفهه وعدم حسن تصرفه بالمال وأطلب إصدار صك ولاية عليه، وبالنسبة لادعائه أنني استخدم مخدرات وسارق فقد صدر تقرير من إمارة الرياض ببطلان هذا الادعاء وتجدون القرار لديكم في الأوراق ولدي منه صورة». وقد قامت المحكمة بالكتابة لأحد المجمعات الطبية للكشف عن السلامة العقلية والنفسية للأب، وأكدت اللجنة الطبية أنه سليم من الناحية النفسية والعقلية في الوقت الراهن وعليه فهو لا يحتاج إلى ولي يرعى شؤونه. وبناء على ما تقدم من الدعوى والإجابة وبناء على التقرير الطبي والذي أكد أن المدعى عليه سليم من الناحية النفسية والعقلية في الوقت الراهن وعليه فهو لا يحتاج إلى ولي يرعى شؤونه لذا فقد أفهم القاضي الابن بعدم استحقاقه لما يدعيه، وصرفت المحكمة النظر عن الدعوى، وقد صادقت محكمة الاستئناف على الحكم.
مشاركة :