تتطلّب الرماية درجة عالية من التركيز، للتصويب على الهدف بدقة، بالتزامن مع تجنّب أي شيءٍ قد يُشتِّتك عن هدفك، فخلال ممارسة هذه الرياضة تأخذ أنفاسًا عميقة، وتُصوِّب، وتنظر إلى هدفك، هل تطلِق الآن؟ كلّا ما تزال بعيدًا، تصوّب مجددًا، ثُمّ الآن أنت أقرب للهدف، فتُطلِق عليه، وهكذا. وسط كلّ ذلك، يبدو أنك قد حسّنت تركيزك الذهني، وزِدت قوة ذراعك وجذعك ولياقتك البدنية، بل عزّزت ثقتك بنفسك، فكيف تحمل الرماية كل هذه الفوائد في آنٍ واحد؟ تساعد الرماية على تقوية الذراع وجذع الجسم، بالإضافة إلى تحسين اللياقة البدنية والقدرة على التحمّل عمومًا، ومن فوائدها: تتطلّب الرماية بالبندقية ذراعين ويدين قويتَين، ولأجل التصويب وإطلاق النار على الهدف، يجب المحافظة على الجزء العلوي من جسمك ثابتًا، وغالبًا ما لا يدرك الرُماة الجُدد عضلات الذراع اللازمة لحمل البندقية في الوضع المناسب للتصويب بدقة، ولكن تكرار ممارسة الرماية يقوّي عضلات الذراع، خاصةً مع ممارستها بطريقةٍ صحيحة. كذلك تتطلّب الرماية الوقوف في وضعية ثابتة في أثناء التصويب، مع توزيع وزن جسمك على الجزء الأمامي من القدم، والبقاء ساكنًا، فهذا يدعم وضعية الجسم الصحيحة عمومًا. فعندما تكون عضلات البطن ضعيفة، فإنّ أسفل الظهر يحمل ضغطًا ووزنًا إضافيين، من المهام اليومية البسيطة، مثل المشي، ومع تقوية عضلات البطن بتوزيع وزن الجزء العلوي من جسمك بالتساوي على الأمام والخلف في أثناء الرماية، يتحسِّن توازنك وتقوّي عضلات الجذع. تتضمّن دروس الرماية حركات ديناميكية وتدريبات تكتيكية تتحدّى مجموعات مختلفة من العضلات، كما تزيد تحمّل القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تحسين اللياقة البدنية عمومًا، كما يمكن لتقنيات التنفّس التي تُمارَس في أثناء جلسات الرماية أن تزيد سِعة الرئة، وتحسّن وظائف الجهاز التنفسي، مما يُحسِّن اللياقة البدنية أيضًا. تُساعِد الرماية الشخص في التغلب على التوتر، إذ عليك أن تضع أي أفكارٍ جانبًا بينما تحاول التصويب بدقة، مع التركيز على استخدام التقنيات الصحيحة في الإمساك بالبندقية، وهذا يساعد على نسيان المشكلات أو الأمور المُسبّبة للتوتر مؤقتًا، والتركيز على اللحظة الحالية فقط. كذلك فإنّ إتقان الرماية يساعد على تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات، وحسب "Mayo Clinic"، فإنّ احترام الذات العالي يُؤثّر بشكلٍ إيجابي على علاقاتك وعملك، وقدرتك على الاستجابة بطريقةٍ صحيحة لما حولك، فكُلّما تدرّبت على التصويب وأتقنته، زادت ثقتك بنفسك. تتطلّب الرماية التصويب على هدفٍ بعينه والتركيز عليه، ومِنْ ثَمّ تحتاج إلى أن تُبقِي عينيك مُركّزة وثابتة على الجزء الأمامي من المسدس أو البندقية عند التصويب، وأن يكون الجزء الخلفي من السلاح والهدف في الخلفية غير واضحين، لأنّ تركيزك البصري ينصبّ بالكامل على النقطة الأمامية للتصويب بدقة، وهذه المهارة تتطلّب تركيزًا عاليًا بلا شك. كذلك عليك أن تكون منتبهًا إلى إصبعك الذي يضغط على الزناد، فالضغط على الزناد وإعادة ضبطه، بالإضافة إلى التحكّم في الارتداد (القوة التي تدفع السلاح إلى الوراء بعد إطلاق النار) ومتابعة الرؤية، يسمح لك بتحديد مكان التصويب بدقة، وهذا التركيز الكامل على التصويب دون تشتيت، يُسهِم في تحسين أدائك إلى أقصى حدٍ ممكن، ولا يتم ذلك إلّا بتركيزٍ عال. أيضًا، يُعدّ حل المشكلات جزءًا أساسيًا من عملية التصويب، فأنت تبحث عن أفضل طريقة لتوجيه الطلقات نحو الهدف بأدق ما يمكن، فثمّة رياضيات تُحسَب ذهنيًا سريعًا، مثل مسافة الهدف وكيفية تعديل نقطة التصويب، بالإضافة إلى إدارة عدد الطلقات في المخزون للأهداف التي تحتاج إلى إصابتها. وثمّة مقولة قديمة تقول بأنّ التصويب 90% عقلي و10% مهارة، ولكي تكون ناجحًا في رياضة الرماية، عليك أن تكون أولًا قادرًا على التعامل مع المهمات العقلية المتاحة، ثُمّ تنفيذ المهارات البدنية بالتصويب، ثُمّ الإطلاق على الهدف. لا شكّ أنّ هرمون "الأدرينالين" يتدفّق بكميات كبيرة في دمك عند الانتقال إلى خط إطلاق النار، إذ يزيد قدرة الكبد على تكسير "الجليكوجين"، لتزويد الجسم بالجلوكوز؛ المصدر الرئيس لطاقة الجسم، وهذه الزيادة في طاقة الجسم، تُساعِد على زيادة "الإندورفين" و"السيروتونين"، وهي هرمونات تُساعِد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة، لذا يمكن للرماية أن تكون تجربة سارّة جدًا بالنسبة لك. قد يساعد تعليم الأطفال الرماية، سواء كانت بالقوس والسهم أو بسلاحٍ ناري على الاسترخاء والتركيز على الهدف، فالتركيز لا يأتي فقط من التصويب، بل من العمل على تحسين وضعية الجسم وتقنيات الرماية عمومًا. وهذه القدرة على التركيز على التفاصيل التي يكتسبها الأطفال، تنعكس على أنشطتهم الأخرى، مثل الواجبات المدرسية والرياضات الأخرى، بل يمكن أن تكون الرماية مفيدة للأطفال الذين يُعانُون اضطرابات الانتباه، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). أيضًا تُعدّ الرماية بالسهام أو إطلاق النار مناسبة للأطفال الذين لا يكادون يتركون الشاشات، لأنّ هذه الرياضة تركّز أولًا وقبل كل شيء على بناء مهارةٍ مُعيّنة، وهي مهارة كثيرًا ما يرونها ممثّلة في الأفلام والبرامج التليفزيونية والألعاب الإلكترونية، ما يجعلها مألوفة وجذّابة للأطفال. فوائد الرماية للياقتك البدنية كيف تساعد الرماية على تخفيف التوتر وزيادة ثقتك بنفسك؟ الرماية رياضة بسيطة لزيادة التركيز الرماية والشعور بالسعادة فوائد الرماية للأطفال
مشاركة :