اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يطرح على الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه

  • 1/16/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد أكثر من عام من التعثر، ومع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الإثنين خلفا لجو بايدن، تكثفت المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة، ما أدى مساء الأربعاء إلى اتفاق بثلاث مراحل ينص على هدنة اعتبارا من الأحد وإطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن ألف معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية. ولقي الأمر ترحيبا من عدد من العواصم والمنظمات الدولية واحتفل آلاف الفلسطينيين عبر أنحاء قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل. وسارعت حركة حماس الى التأكيد أن الاتفاق "إنجاز" للمقاومة و"ثمرة صمودها الأسطوري". وفي إيران، رحب الحرس الثوري الخميس بالاتفاق معتبرا أنه "انتصار واضح وانتصار عظيم لفلسطين وهزيمة أكبر للنظام الصهيوني الوحشي". كما رحب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بالاتفاق الذي "جعل النظام الصهيوني يفشل في تحقيق هدفه الاستراتيجي". لكن الحكومة الإسرائيلية لم تصادق بعد على الاتفاق، واستمرت الغارات الإسرائيلية على القطاع ليل الأربعاء وفجر الخميس، موقعة موقعة 27 قتيلا. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان صدر خلال الليل عن مكتبه أن العمل لا يزال جاريا على معالجة "آخر تفاصيل" الاتفاق، لكنه شكر دونالد ترامب وجو بايدن اللذين تعاونا بشكل وثيق في هذه المسألة، على "مساعدتهما في الاتفاق بشأن الرهائن". ويعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا الخميس لبحث الاتفاق ومن المتوقع أن يصادق عليه رغم الخلافات، في ظل الغالبية التي يحظى بها نتانياهو. واعتبر الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن اتفاق الهدنة هو "الخيار الصحيح" لإعادة الرهائن، فيما ندد وزير المالية وزير المال اليميني المتطرّف بتسلئيل سموطريتش بـ"صفقة خطيرة" لأمن إسرائيل، موضحا أن وزراء حزبه سيصوتون ضدها. إعادة الإعمار تسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. وقُتل أكثر من 46707 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وأوضح رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الذي ساهمت بلاده في جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، بنود الاتفاق الرئيسية. وقال إن حماس "ستطلق في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال". وأشار إلى أن "فريقا مشتركا" من الولايات المتحدة وقطر ومصر "سيراقب تنفيذ الاتفاق". وشدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، دون أي عراقيل". مستقبل سياسي عالق من جانبه، أعلن بايدن أن "المرحلة الأولى تمتد على ستة أسابيع، وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بما في ذلك النساء والمسنون والجرحى". ولفت الرئيس الأميركي إلى أنّه في هذه المرحلة الأولى من الاتفاق "ستفرج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين، وسيتمكن الفلسطينيون من العودة إلى أحيائهم في كافة مناطق غزة، وسيبدأ تدفّق المساعدات الإنسانية على غزة، وسيتمكن الناس الأبرياء من الحصول على قدر أكبر من هذه الإمدادات الحيوية". وبحسب بايدن فإنّه خلال هذه المرحلة الأولى "ستتفاوض إسرائيل على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية التي ستمثّل نهاية دائمة للحرب". وأوضح أن المرحلة الثانية ستتضمن "تبادل (معتقلين فلسطينيين مقابل) الإفراج عن بقية الرهائن الأحياء، بمن فيهم الجنود الذكور، وسيتمّ سحب كلّ القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة، وسيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائما". أما في المرحلة الثالثة، فسيتمّ خلالها "إعادة رفات الرهائن المتبقّين الذين قتلوا إلى عائلاتهم، وستبدأ خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة"، بحسب ما أوضح الرئيس المنتهية ولايته. وتسببت الحرب بدمار هائل في قطاع غزة المحاصر، وأدت إلى نزوح الغالبية الكبرى من سكانه الـ2,4 مليون نسمة وسط أزمة إنسانية حادة. وقالت رندة سميح (45 عاما) وهي نازحة من مدينة غزة الى مخيم النصيرات في وسط القطاع "لا أصدق أن هذا الكابوس الذي نعيشه منذ أكثر من عام سينتهي. لقد فقدنا كثيرين، فقدنا كل شيء، نحن بحاجة للكثير من الراحة". وإن كان الاتفاق يوقف الحرب، إلا أنه يترك المستقبل السياسي عالقا في القطاع الذي تحكمها حركة حماس منذ 2007.

مشاركة :