عادت ظاهرة أسواق الآسيويين الشعبية العشوائية للمواد الغذائية، لاسيما الخضار والفواكه، لتغزو شوارع رأس الخيمة، حيث يتنقل الباعة في مركباتهم على الطرقات لعرض بضاعتهم متجاوزين القوانين ومتطلبات السلامة العامة، ما يترتب عليه انتشار للأمراض نتيجة تعرض المواد الغذائية لعوامل جوية مختلفة، وتركها مكشوفة، الأمر الذي يؤدي لتكاثر الجراثيم والبكتيريا. بدورها كثفت بلدية رأس الخيمة حملاتها لضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم، ودعت الجماهير لعدم التعامل مع الباعة الجائلين نتيجة انعدام ضوابط الأمن والسلامة، حيث ينشط الباعة في عرض بضاعتهم في الشوارع الفرعية في عدة مناطق بالإمارة، وخصوصاً تلك القريبة من المزارع. ويستقطب أصحاب الفرشات زبائنهم حال نزولهم من مركباتهم بفرشات الخضراوات المعروضة على ظهر المركبة عبر عبارات اعتادوا على ترديدها لاستقطاب الزبائن، فمن التقليدي أن تستمع كل ما اقتربت من فرشة ما: حياكم الله أو خضار محلي أو 2 كيلو بعشرة دراهم أو عسل أو تمر أصلي من رأس الخيمة ومسافي، وغيرها من عبارات الحفاوة بالزبون والترحيب به لترغيبه بالشراء. ضوابط مشددة وانتقد مواطنون هذه المظاهر مؤكدين لـالبيان أن المعروضات ربما تكون سبباً في تفشي الأمراض نتيجة بيع المواد الغذائية والفواكه المكشوفة التي تفتقر إلى الضمانات الصحية المطلوبة. وكانت دائرة بلدية رأس الخيمة أكدت في وقت سابق، وفقاً لمديرها العام منذر بن شكر الزعابي عن وضع دراسة لتقنين عمل الباعة المتجولين، تهدف من خلالها إلى وضع لائحة تنظيمية تحدد قواعد وشروط صحية لتصاريح هذا النوع من البيع من ناحية الخدمة المقدمة، عبر تحديد مواقع يتم البيع فيها وبوسائل نقل ملائمة لحفظ المواد المنقولة والمعروضة للبيع، حفاظاً عليها من التلف والفساد، إضافة إلى آلية الرقابة الصحية خصوصاً أنه لا يتم منح أية تصاريح حالياً لهذا النوع من البيع، وكذلك ضبط المخالفين غير المتقيدين بالاشتراطات الصحية، ويأتي ذلك استكمالاً لجهود الرقابة والتفتيش، للحفاظ على الصحة العامة. رصد المخالفات وأكدت رصد المخالفات، التي يقوم بها الباعة المتجولون من خلال بيع أطعمة مخالفة للاشتراطات الصحية، ومصادرة المضبوطات وإتلافها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وكانت أكثر المخالفات المسجلة بيع مواد غذائية على الطرق العامة من دون تصريح وعدم التقيد بتطبيق الاشتراطات الصحية، إلى جانب عدم مطابقة وسيلة النقل للاشتراطات الصحية المعتمدة، وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين المخصصة للبيع، إضافة إلى تشويه المنظر العام. وعن إجراءات الرقابة المتبعة، أوضحت البلدية أنه يتم الكشف على المواقع، التي يتم التردد عليها من قبل هؤلاء الباعة بشكل مستمر، وفي أوقات مختلفة وعلى مدار الأسبوع، فضلاً عن التعاون والتواصل من قبل أفراد المجتمع عبر البلاغات والملاحظات، التي ترد من قبلهم عن وجود باعة غير نظاميين. بيع مربح وفي جولة لـالبيان في موقع سوق عشوائي على جانب شارع كدرا، وصولاً إلى طريق الشيخ خليفة الرئيسي، التقينا عدداً من الباعة ومرتادي الطريق، إذ أشار بائع من الجنسية الآسيوية إلى أن البيع على الطرقات مربح، كما أنه أفضل بكثير من البيع المستقر في محل تجاري، موضحاً عن قرب موقع البيع من المزارع، التي يحمل منها على المحاصيل باستمرار. تأجير الباطن كما أشار المواطن سعيد راشد سعيد أنه لا يضمن أن تكون هذه المحاصيل طازجة، وربما من زائد المحاصيل، التي ترمى بعد قطف الجيد منها من المزارع، ورأى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بضبط هذه الفرشات؛ لوقف التأجير بالباطن، والحد من التأثير سلباً على أرزاق أصحاب الفرشات المرخصين في الأسواق الشعبية، والأهم من كل ذلك المحافظة على سلامة وصحة المقبلين على الشراء. متابعة مراقبة ومن جهته، أوضح مختص بالصحة البيئية أن متابعة ومراقبة الباعة الجائلين من المهام الموكلة للبلدية، إلا أن المشكلة تكمن في التعاطي مع هؤلاء الباعة من قبل متلقي الخدمة منهم سواء المواطن أو المقيم، مشيراً إلى أن مهمة مكافحتهم لا يمكن للجهاز الرقابي بالبلدية أن ينفذها بمفرده، داعياً إلى ضرورة أن يلتزم المواطن والمقيم بدورهم الرقابي، ويرفضوا التعامل مع الباعة الجائلين، وعدم التعاطف معهم.