صحيفة أمريكية: بوتين يسعى بهَوَس لاستعادة المجد الروسي

  • 5/22/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحية لها عن هوس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطير لاستعادة عظمة روسيا. وقالت إن الولايات المتحدة وروسيا تقترحان الان إسقاط الغذاء ومساعدات انسانية أخرى طارئة من الجو إذا لم يسمح بشار الأسد للشاحنات بنقل امدادات إلى مدنه المحاصرة، إن الإسقاط من الجو ينطوي على أخطار، ويعتبر خطوة يائسة ومن الصعوبة إيصالها إلى مستحقيها بدقة، وإذا أسقطت بطريقة سيئة فإنها تهدد بقتل أو جرح الأشخاص المقصود مساعدتهم. وفي الشكل يبدو هذا التحرك إشارة انسانية من دولتين يفترض أن تكونا شريكتين في وضع حد للحرب الأهلية السورية الدامية. لكنه في الواقع يسلط الضوء مجدداً على ازدواجية بوتين، في سوريا وفي أماكن أخرى. فالأسد لا يزال في السلطة بسبب المساعدة العسكرية الروسية، ومن الصعب التصديق أن بوتين، الذي يمول بنفسه رجلاً يحصل على ما يريد، عاجز عن إقناع الأسد بالسماح للمساعدات بالوصول إلى المدن إذا حاول ذلك. وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين تعهد لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالعمل مع أمريكا لوضع حد للحرب التي قتلت ما يصل إلى 470 ألف شخص، إلا أنه لم يكن قادراً أو أنه لا يريد وقف الأسد عن قصف المدنيين. وتفيد تقارير أن الغارات الجوية الروسية مستمرة، وقد انهار إلى حد كبير وقف النار الموقت الذي كان أثار الآمال بسلام أكثر ديمومة. وتوقفت المحادثات بين حكومة الأسد وقوات المعارضة. وتبدو الخطط لبدء عملية انتقال سياسي متفاوض عليها نحو حكومة أكثر شمولاً بحلول الأول من أغسطس (آب)، أكثر بعداً. وتشير الصحيفة إلى أن سوريا هي ساحة واحدة فقط من الساحات، التي تزيد السعي المهووس لبوتين لجعل روسيا دولة عظمى مجدداً. وبعد سنة من غزو أوكرانيا وضم القرم عام 2014، وقعت روسيا في مينسك على اتفاق كان يفترض أن يضع حداً للقتال، وهي اليوم تنتهك ذاك الاتفاق، وبلغ العنف بين أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا أعلى مستوى له منذ وقف النار في 2015. وتنخرط روسيا في سلوك عدواني وخطير في الجو وفي البحار، والأسبوع الماضي اعترضت مقاتلات بريطانية ثلاث طائرات نقل عسكرية روسية لدى اقترابها من دول البلطيق. وفي 29 أبريل، اقتربت طائرة روسية الى مسافة مئة قدم من مقاتلة أمريكية فوق بحر البلطيق وقامت بالتحليق فوق المقاتلة الأمريكية الأمر الذي كاد يتسبب بكارثة، وقبل نحو ذلك بأسبوعين، حلقت طائرتان روسيتان في محاكاة لهجوم فوق مدمرة أمريكية في البلطيق. كل ذلك ينذر بخطر مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وحتى الان، التزمت القوات الأمريكية ضبط النفس، لكن، تقول نيويورك تايمز، في المرات المقبلة لا يمكن ضمان ذلك. ودفع القلق من روسيا في أوساط أعضاء الناتو في شرق أوروبا الحلف إلى التخطيط لنشر أربع كتائب قتالية من ألف جندي في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا. واثنتان من هذه الكتائب أمريكيتان وواحدة المانية وأخرى بريطانية. وليست هذه القوات كافية لصد غزو روسي، لكن الناتو يأمل في ردع روسيا عن تجاوز حدود الحلف. كما أن الناتو يمضي في نشر نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي الرامي إلى الحماية من الصواريخ الإيرانية. والأسبوع الماضي جرى تشغيل قاعدة لهذا النظام في رومانيا، فيما بدأ العمل في قاعدة أخرى ببولندا، كما إن هناك مزيداً من المناورات العسكرية المنوي إجراؤها. وسيلتقي أعضاء الناتو ال28 في فرصوفيا في يوليو، وهو وقت مناسب لتأكيد قرار الحلف، وفي يونيو، ينتهي أمد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، وستكون ثمة حاجة لتجديدها، وعلى رغم ذلك، من الحكمة ان يبقي أعضاء الناتو قنوات الاتصال مفتوحة مع روسيا. ويخلص المقال إلى أنه كان يمكن لبوتين أن يحسن فرص استعادة الموقع الدولي المتعطش إليه لو أنه نوَع اقتصاده وعمل بشكل بناء مع الغرب.

مشاركة :