أوصى المشاركون في منتدى مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج2016 بتعميم تجربة مملكة البحرين في مجال التمكين الرقمي في التعليم على مستوى الخليج العربي، لافتين إلى وجود فروق جوهرية بين التمكين الرقمي الذي يعتمد على بناء قدرات الطلبة والأساتذة لتطويع التقنية وتسخيرها لخدمة العملية التعليمة، وبين الرقمنة التي تعني مجرد إدخال التقنيات الرقمية إلى المدارس وبالتالي إخضاع العملية التعليمية لها. كما أوصى المشاركون في ختام أعمال المنتدى الذي أقيم في البحرين تحت رعاية وزير التربية والتعليم سعادة الدكتور ماجد النعيمي على مدى يومين بالاستفادة من التقارب الفكري والثقافي والاجتماعي بين دول الخليج العربي في تنفيذ برامج التمكين الرقمي في مختلف المؤسسات التعليمة من مدارس وجامعات في تلك الدول، مشيرين في هذا الإطار إلى أهمية التوسع في منتدى مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج ليشمل أكبر قدر ممكن من المدارس والجامعات الحكومية والخاصة الخليجية، وبما يمكِّن من الإسراع في تبني تلك البرامج، والاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة. وأشاروا إلى أهمية القيام بعملية تقييم شامل ودائم لعملية التمكين الرقمي في التعليم، وبما يواكب السرعة الكبيرة التي تتطور بها التكنلوجيا حول العالم، مع ضرورة تغيير الأهداف آنيا بتطور تلك التكنولوجيا، لكن مع الحفاظ على الرؤية الواضحة والهدف النهائي من التمكين الرقمي، والذي يدور حول تعليم وتدريب الطالب على المهارات الحياتية الأساسية ومن بينها التفكير النقدي والتواصل الفعال مع البيئية المحيطة وحل المشكلات. وأكد المشاركون أهمية تبني شركات التقنية، وخاصة العالمية منها مثل انتل ومايكروسوفت وأتش بي وغيرها، حلول وبرمجيات ونظم معلومات متطورة تواكب بيئة المؤسسات التعليمة في البحرين والخليج العربي، مع تكامل تلك الحلول والبرمجيات والنظم، لناحية البنية التحتية وعمليات الاختبار والتدريب، إضافة إلى تطوير عمل شركات التقنية الخليجية في هذا الاتجاه كونها من المفترض أن تكون أقرب لفهم ثقافة واحتياجات البيئة الخليجية والعربية عامة. عبيدلي العبيدلي رئيس جمعية الشركات التقنية في البحرين، الجهة المنظمة للمنتدى بالتعاون مع شركة وورك سمارت، أوضح أن منتدى مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج2016 خلص إلى نتيجة رئيسية مفادها صوابية اختيار البحرين للتمكين الرقمي من خلال قطاع التعليم، حيث يتيح ذلك تأهيل المواطن وإعداده في المرحلة الراهنة، كي يكون مستعدا للمرحلة المستقبلية القادمة القائمة على الرقمنة، وقال من هنا يأتي الفرق بين إخضاع الإنسان للآلة، وتحويله إلى واحد من عبيدها، وهو الرقمنة وتسخير الآلة للإنسان من خلال مساعدته على الاستخدام الأفضل والأكثر جدوى لها وهو التمكين الرقمي، وتأسيسا على ذلك يمكن القول إن صياغة البحرين لتعبير التمكين كانت موفقة، ومن ثم ستضع أقدام المشاركين في المنتدى على الجادة الصحيحة الواسعة، وليس الطرق الضيقة الملتوية، التي تهدر الأموال، وتضيع الجهود. وأشار العبيدلي إلى أن التعليم هو المدخل الصحيح للولوج إلى العالم الرقمي بكل أبعاده، وهذا يكفل تطوير المواطن الرقمي المؤهل لاستخدام الأدوات الرقمية بشكل أفضل وأكفأ، فقد طور الإنسان ذاته ثقافيا واجتماعيا من خلال عملية التعلم، التي بدأت بشكل بطيء، ثم تنامت وتائر سرعتها مع تطور استخدام الإنسان للتقنية، حتى في أشكالها البسيطة التي كانت تتلاءم وامكاناته المتواضعة المتنامية في كل مرحلة من مراحل التطور التي عرفها ذلك الإنسان. هذا وكان منتدى مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج2016 اختتم اعماله بعد أن شارك فيه خبراء تقنية وتعليم من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا إضافة إلى نظرائهم من منطقة الخليج العربي بما فيها البحرين، وعقدوا جلسات تشارك معرفي ركزت في جانب كبير منها على الرؤية البحرينية التي تؤسس لفهم مستقبلي للتمكين في مجال التربية والتعليم.
مشاركة :