أعلنت حكومة ولاية الخرطوم السودانية اليوم (السبت) عن أزمة في مياه الشرب بمدينة ام درمان شمالي العاصمة بسبب انقطاع الكهرباء، وذلك بعد خمسة أيام من قصف استهدف سد مروي شمال البلاد. وقالت الحكومة في بيان صحفي اليوم إنه "بسبب الانقطاع الكامل للإمداد الكهربائي، حدثت مشكلة مياه نتيجة خروج المحطات النيلية والآبار عن الخدمة". وأضافت "نبذل جهودا مكثفة لتنفيذ بعض الحلول العاجلة لمعالجة أزمة مياه الشرب". وتفقد والي الخرطوم عدداً من الآبار بمحلية كرري في ام درمان، ووقف خلالها على تشغيل الآبار بالمولدات، كما وجه بإمداد المواطنين بالمياه من مخزون محطة مياه المنارة، بحسب إعلام ولاية الخرطوم. وتوقفت محطة مياه المنارة، وهي المحطة الرئيسية التي تغذي مدينة ام درمان، عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد أن استهدفت قوات الدعم السريع سد مروي بشمال السودان في 13 يناير الجاري، وفق هيئة مياه الخرطوم. وقالت الهيئة في تعميم صحفي اليوم إن مهندسيها يعملون على تنفيذ معالجات طارئة لتشغيل آبار المياه، وإعادة ضخها في الشبكة القومية. وكشفت عن تشغيل 15 بئرًا، مما ساهم بقدر كبير في توفير الإمداد المائي لبعض المناطق. وأصبح شائعا في ام درمان، وهي الضلع الثالث من العاصمة السودانية الخرطوم، اصطفاف السكان في طوابير طويلة للحصول على المياه من آبار قديمة أو عربات لجلب المياه. وقال السوداني ياسر محمد، وهو أحد سكان منطقة الثورة بمدينة ام درمان "نعاني معاناة كبيرة بسبب عدم توفر المياه، نخرج من منازلنا فجرا للبحث عن المياه". وأضاف محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أذهب لوحدي، وإنما يذهب معي كل أفراد الأسرة من أجل إحضار المياه". وتشهد مدينة ام درمان تزايدا في تعداد مواطنيها، بعد أن أصبحت، ولاسيما محلية كرري، أكثر المناطق الآمنة بولاية الخرطوم، مما دفع آلاف النازحين للعودة إليها. وتعد محلية كرري المنطقة الوحيدة في ام درمان التي ما زالت مأهولة بالسكان وخاضعة بصورة كلية لسيطرة الجيش السوداني. ويتواجد في محلية كرري عدد من القواعد العسكرية التابعة للجيش، منها منطقة وادي سيدنا التي تضم مطارا عسكريا، بجانب مقر الكلية الحربية وقيادة الفرقة التاسعة المحمولة جوا ومعسكر القوات الخاصة. والإثنين الماضي اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة استهدف سد مروي شمال البلاد، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفق أحدث تقرير صادر عن موقع (ACLED)، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة. وبحسب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، ارتفع عدد الفارين من النزاع الدائر في السودان إلى قرابة 15 مليون شخص. وتسعى الأمم المتحدة لجمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى 20.9 مليون سوداني في هذا العام بعد أن دمر النزاع سبل العيش في الريف والحضر.
مشاركة :