توّج بايرن ميونيخ بطلاً لكأس ألمانيا لكرة القدم بعد فوزه على بروسيا دورتموند 4-3 بركلات الترجيح ليحصد المدرب بيب غوارديولا ثنائية الدوري والكأس في ختام مسيرته مع الفريق. وحافظ بايرن - الذي توج أيضاً بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي وهو رقم قياسي - على هدوئه في ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي ثم الإضافي بالتعادل بدون أهداف. ونفذ دوغلاس كوستا الركلة الأخيرة لبايرن بنجاح بعد أن أهدر اثنان من لاعبي دورتموند ليحسم الانتصار لفريق غوارديولا. وهذا اللقب 18 لبايرن في الكأس فيما خسر دورتموند في النهائي للعام الثالث على التوالي. وقال توماس مولر مهاجم بايرن كانت مباراة صعبة، كان الموسم طويلاً والمباراة أرهقتنا كثيراً، ركلات الترجيح كانت مرعبة لكن في رأيي بايرن استحق هذا الفوز. وطبع غوارديولا - الذي حصد الدوري ثلاث مرات والكأس مرتين في ثلاثة مواسم مع بايرن - القبلات على وجوه لاعبيه مع انخراطه في البكاء بعد نهاية آخر مبارياته مع الفريق قبل أن يتولى تدريب مانشستر سيتي في الموسم المقبل. وقال المدرب الإسباني للصحفيين من المذهل أن أنهي هذه السنوات الرائعة بمثل هذه المباراة، لا أنظر إلى الألقاب أو الكؤوس، هذه مجرد أرقام، ما يهمني هي الخبرة التي اكتسبتها. وخفف الفوز أمام 74 ألف متفرج على الملعب الأولمبي بالعاصمة برلين مرارة الوداع الثالث على التوالي لبايرن من الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا تحت قيادة غوارديولا في وقت سابق من الشهر الحالي أمام أتلتيكو مدريد. وأضاف غوارديولا كان يجب علي الفوز،ثم الفوز ثم الفوز من البداية، ساندني العديد من الأشخاص الرائعين، أشعر بالرضا لرحيلي بعد هذه المباراة. كما ودع ماتس هوملز فريقه دورتموند قبل أن ينتقل إلى صفوف بايرن في الموسم الجديد. وقال هوملز بالتأكيد هناك مرارة من أن تقترب في كل مرة وتفشل، قدمنا مباراة جيدة ونشعر بخيبة أمل، بالنسبة لي وقتي مع دورتموند لا ينسى وسأفتقد الجميع. وكانت الأجواء حماسية في الشوط الأول لكن الفرص كانت نادرة، ولعب مولر ضربة رأس بجوار المرمى بينما انتظر دورتموند 42 دقيقة ليسدد أول كرة على مرمى بايرن. وزاد بايرن من إيقاعه في الشوط الثاني بفضل سرعة فرانك ريبري وكوستا في مركزي الجناح لاختراق دفاع دورتموند. وكاد تيافو الكانتارا وروبرت ليفاندوفسكي هداف الدوري الألماني أن يهزا الشباك لبايرن. لكن بيير إيمريك أوباميانغ مهاجم دورتموند كان هو من أضاع أخطر فرصة في المباراة بعد أن أطاح بالكرة من مدى قريب لتمر من فوق الحارس مانويل نوير في الدقيقة 85. وبعد معاناة لاعبي الفريقين بدنياً في الوقت الإضافي والعديد من التقلصات العضلية حافظ بايرن على تركيزه في ركلات الترجيح. وأضاع سفين بيندر وسقراطيس باباستاثوبولوس ركلتين لدورتموند والشاب يوشوا كيميش لبايرن قبل أن يحسم البرازيلي كوستا المباراة في الركلة الأخيرة. مشاعر متناقضةومسيرة ناقصة العلاقة بين بايرن ميونيخ والمدرب بيب غوارديولا، بدت أقوى من أي وقت مضى بعد التتويج بلقب كأس ألمانيا رغم انفصال الطرفين رسمياً. وانهمرت دموع غوارديولا في الاستاد الأولمبي عقب المباراة مما يشير إلى أن قرار انتقاله لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي لم يكن سهلاً. صعود بايرن إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال ثلاث مرات متتالية وفوزه بخمسة ألقاب محلية بجانب التطور الهائل الذي حدث للاعبين على المستويين الفردي والجماعي، كفيل بأن يحجز مكاناً لغوارديولا في التاريخ. لكن الفشل في التتويج بلقب دوري الأبطال خلال ثلاثة مواسم في اليانز أرينا، تنتقص من المسيرة المثالية لغوارديولا. وكتب المحلل الكروي الألماني رافاييل هونيجستين في صحيفة جارديان البريطانية بالنسبة للجماهير، فإن الانتصارات والأداء الراقي لبايرن ميونيخ تحت قيادة مدربهم الرائع لم تكن كافية. وأضاف :ما تريده الجماهير شيء لم يستطع وربما لن يستطيع غوارديولا تحقيقه، بعض المظاهر العاطفية، القدرة على التواصل، والاهتمام بالمشجعين في المدرجات. غوارديولا الذي نضج وتطور في مدرسة يوهان كرويف وبرشلونة، غالباً كان يظهر بصورة البروفسور المنعزل في بايرن ميونيخ. وقال غوارديولا: إنه شرف هائل بالنسبة لي الوجود هنا في بايرن، أتمنى للنادي كل التوفيق. وأغدق توماس توخيل المدير الفني لدورتموند، الثناء على غوارديولا، مشيراً إلى أن بايرن ميونيخ سيستغرق بعض الوقت حتى يدرك بشكل كامل المجهود الذي قام به غوارديولا. وقال توخيل :بيب كان له تأثير قوي جداً في النواحي الفنية لبايرن، ربما الناس ستشعر بالقيمة الحقيقية لما قام به عندما يرحل.
مشاركة :