منذ تلك الزيارة الشهيرة التي قام بها "فيوروتشو لامبورجيني" لمصانع "فيراري Ferrari" في "مارانيللو" وحتى اليوم، اشتعل الصراع بين الحصان الجامح والثور الهائج، صراع رغم أنه لم يتجاوز حدود الطرق ليصل إلى الحلبات، إلا أنه تعزَّزَ واكتسب أهمية بسبب عدم تقليد "لامبورجيني Lamborghini" لـ"فيراري Ferrari". فرغم أنّ تجربة القيادة المثيرة كانت ولا تزال هي الهدف الذي يجتمع عليه كل من الصانعين الإيطاليين، فإنّ سيارات "سانت أجاتا" كانت دائمًا تتمتع بنكهة خاصة حصرية لها، هذه النكهة الخاصة قد لا تكون أفضل من تلك التي توفرها السيارات الحمر، البارعة بنقل خبرة السباقات إلى الطريق، وتعزيز تجربة القيادة المثيرة بأداء استثنائي، إلا أنها تبقى مميزة كونها تركز على توليد الشعور بالعنفوان في السائق نفسه. واليوم، وبعد أن انتقلت "فيراري" إلى عصر السيارات الهجينة، ضمن الطرز التي تتنافس بها مع "لامبورجيني"، يتجدد الصراع ما بين طرازي "SF90 من مارنيللو" و"Revuelto من سانتا أجاتا" في قمة طرز الصانعين، وبين "296" و"Temerario" من جهة أخرى، وفي هذه السطور نعرض أبرز مميزات الطرازين الأخيرين. في البداية، تنازلت "فيراري 296 جي تي بي Ferrari 296 GTB" عن حقها الطبيعي بأن تُجهز بمحرك من ثماني أو اثنتي عشرة أسطوانة، كونها وريثة لإرث وتاريخ الحصان الجامح، لتكتفي بمحرك من ست أسطوانات، ضمن منظومة هجينة قادرة على توليد قوة 818 حصانًا، فيما تنازلت "لامبورجيني تيميراريو Lamborghini Temerario" عن محرك الأسطوانات العشر ذات التنفس الطبيعي، الذي لطالما أمتعنا بأنغامه الميكانيكية العذبة، لصالح منظومة هجينة قوامها محرك ثماني أسطوانات سعة 4.0 لتر، مع تنفس قصري عبر جهازي شحن هواء توربو، وثلاثة محركات كهربائية لإجمالي قوة تبلغ 920 حصانًا. تسيطر روح الشباب بشكلٍ واضح على خطوط Temerario الخارجية، وهذا أمر ليس بغريب على تصاميم سيارات الثور الهائج الإيطالي، إلا أنّ لغة التصميم المتبعة في هذه السيارة، وبغض النظر عن روحها الشبابية، تُعتبر لغة جديدة تمامًا، أما أجمل ما فيها فهو القسم الخلفي، الذي يحتوي على مخرج أنابيب عادم أحادي واسع، وخطوط خلفية تتخذ شكل الجناح، الذي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الأداء الديناميكي الهوائي للسيارة. في المقابل، تتمتع 296 بخطوط خارجية خلابة من مختلف الاتجاهات، مع الكثير من السمات الكلاسيكية التي ميزت سيارات الحصان الجامح الكلاسيكية، وأبرزها طراز 250 LM صاحب النصر في نسخة العام 1965 من "سباق 24 ساعة لومان"، كل ذلك في إطار تصميم عصري مثير إلى درجة أحرجت سيارات الصانع الإيطالي الأخرى، التي تنتمي إلى فئات أعلى من الفئة التي تنافس فيها 296. تتمتع Lamborghini من الداخل بمقصورة قيادة جديدة بالكامل، ولكنها كما الخطوط الخارجية حافظت على السمات الخاصة بالشركة، كغطاء زر تشغيل وإيقاف المحرك باللون الأحمر، ومقبض التحكم بعلبة التروس ذي التصميم المثلث، أما لوحة العدادات فأصبحت منفصلة عن القسم الأمامي للمقصورة، للمزيد من الشعور الرياضي. أما على صعيد الشاشات، فهي تتوافر بواقع شاشة مقاس 8.4 بوصة تتوسط الكونسول المركزي، وشاشة أخرى مخصّصة للراكب الأمامي مقاس 9.1 بوصة، يمكنه من خلالها متابعة مؤشرات القيادة والتحكم بتجهيزات السيارة التي يُسمح له أن يستخدمها، أي غير المتصلة بحالة السيارة الميكانيكية أو بعملية قيادتها. أما داخل Ferrari 296، فتُعتبر المقصورة أنيقة ببساطتها، باستثناء المقود، فالأخير معقّد، من خلال احتوائه على أدوات تحكم عديدة تعمل باللّمس، وبالتالي تٌبقي السائق عرضةً للوقوع في خطأ لمسها خلال القيادة، الأمر الذي من شأنه إرباكه بعض الشيء.
مشاركة :