تشير التقارير الرسمية إلى تراجع مستمر ومطرد بالمساحات الخضراء في مملكة البحرين، في الوقت الذي أكد فيه مدير عام بلدية المنطقة الشمالية يوسف الغتم أن تراجع تزيين الشوارع بالنخيل يعود الى عدم توافر النخل المزروع محليا، ومنع المملكة العربية السعودية تصديرها للخارج. وأكد وكيل شؤون البلديات بوزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني د.نبيل أبوالفتح أن المخطط الاستراتيجي للبحرين حدد نسبة معينة من المساحات الخضراء التي ينبغي تحقيقها على مستوى المملكة، إذ أن لكل نسبة معينة من السكان مساحة خضراء محددة. ورأى أعضاء مجالس بلدية أن هناك نقصا بأعداد المزارعين البحرينيين، والعاملين بهذا المجال، وهناك حاجة لزيادة عدد النخلاوية وبحرنة الوظائف الزراعية. دراسة بدائل استيراده من الخارج الغتم: نقص النخيل لعدم توافر المزروع محليًا أكد مدير عام بلدية المنطقة الشمالية والقائم بأعمال بلدية المحرق يوسف الغتم أن تراجع تزيين الشوارع بالنخيل يعود الى عدم توافر النخل المزروع محليا. وأشار الغتم إلى أن هناك قرارا صادرا من المملكة العربية السعودية بعدم تصدير النخيل الى خارج المملكة وهذا ما يؤثر علينا في البحرين. وذكر انه سيتم القيام بتنظيم حملة لتشجيع زراعة النخيل. وذكر ان الوزارة تقوم حاليا بدراسة بدائل لتوفير النخيل عبر استيراده من بعض الدول. ولفت الى ان تزيين الشوارع العامة بالنخيل مسؤولية وزارة الاشغال والبلديات وان الشوارع الفرعية والداخلية مسؤولية البلديات الفرعية. تقاس بمقارنتها بعدد السكان.. وكيل البلديات: البحرين ضمن المعدل العالمي لتحقيق المساحة الخضراء أكد وكيل شؤون البلديات بوزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني د. نبيل أبوالفتح أن المخطط الاستراتيجي لمملكة البحرين حدد نسبة معينة من المساحات الخضراء التي ينبغي تحقيقها على مستوى المملكة، حيث إن لكل نسبة معينة من السكان مساحة خضراء محددة. وأشار الى إن البحرين حاليا في المستوى العالمي بتحقيق نسبة المساحات الخضراء، إذا بلغت مساحة المسطحات الخضراء التجميلية 2.1 متر لكل مواطن في البحرين. ولفت إلى ان مشروع تطوير الحدائق يأتي متماشيا مع استراتيجية الحكومة بتوزيع المساحات الخضراء في مختلف مناطق البحرين. وأفصح عن مخطط الوزارة لافتتاح حديقتين هذا العام، الأولى تقع في محافظة المحرق، والأخرى تقع ضمن نطاق المحافظة الجنوبية. فيما يتعلق بسحب الوزارة للحراسات الأمنية من بعض الحدائق في المحافظة الوسطى (سابقا)، قال إن الوزارة طرحت عددا من المناقصات في هذا الشأن، وأنه سيجري ترسية عطاءاتها في المستقبل القريب. وأضاف أن سحب الوزارة للحراسات من الحدائق في قادم الأعوام يعتمد على مستوى وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على المرافق العامة من التدمير. إرساء مناقصة العناية بالأشجار نهاية الشهر الحالي رئيس صيانة الحدائق: %80 من النخيل لا ينمو بسبب ملوحة التربة أكد رئيس قسم صيانة الحدائق والمنتزهات ببلدية المنطقة الشمالية حسين الصفار أن النخيل بمدينة حمد مزروعة منذ زمن طويل. وقال ان 80% من هذه النخيل لا تنمو بسبب ان صلابة التربة التي لا تعطي مجالا لانتشار الجذور، إذ تصل الى حد معين ومن ثم يتوقف نموها. وأكد ان هناك مناقصة عامة قيد التقييم وننتظر في هذا الشهر ان ترسي على أحد الشركات. وقال إن المنطقة القريبة من جسر الملك فهد وهي مزروعة فيها النخيل منذ الثمانينات، إلا ان الكثير من النخيل تأثرت وماتت بسبب منسوب ملوحة الأرض. وذكر ان منسوب الملوحة غير مستقر يرتفع وينخفض وبالتالي يكون هناك تأثير على نمو النخيل، مقارنة ببعض النخيل التي يصل طولها الى 8 أمتار. وأكد ان إدارة الزراعة قامت بزيارة هذه المنطقة وتم عمل دراسة والتي على ضوئها تشكلت لجنة تحقيق بأمر من الوزير لوضع الحلول. وتابع إن المياه المعالجة التي تستخدم في عملية الزراعة تعتمد على الشبكة الموجودة ففي بعض المناطق الشبكة لا تغطي المنطقة بأكملها وانما تصل الى مناطق دون أخرى. وكشف ان هناك عدد محافظات تستخدم مياه الآبار حتى الآن مثل محافظة المحرق. واعتبر ان هذه الطريقة في ري النخيل ليست أفضل بكثير من المياه المعالجة لأن بعض المناطق قد استخدمت المياه الجوفية بكثرة فارتفعت نسبة الملوحة فيها، لذلك لا يمكن استخدامها الآن. وأوضح ان المحافظة الشمالية يوجد فيها عدد من الآبار، مثل البئر الموجود تحت جسر الملك فهد وبئر آخر في منطقة الجسرة ولكن ارتفعت فيها نسبة الملوحة. وعن العمر الافتراضي لأشجار الزينة، قال ليس لدينا عمر افتراضي لأشجار الزينة، لأنها من الأشجار التي يمتد عمرها 30 سنة، وتعتبر أشجار دائمة، مثل الرول والميم والأكاسيا، ونحن نأخذ الأشجار من مشتل البلدية وهو مصدر المزروعات، وهذا المشتل يأخذ المزروعات المحلية الموجودة في البحرين ويكاثرها. وفيما يتعلق بعناية الأشجار، قال الصفارالعناية التي نقدمها يوميا، مثل الري، وهناك أيام إجازات طويلة وبالتالي نجعل اجهزة الري تعمل في اوقات معينة خلال فترات الاجازة. وفيما يتعلق بشبكات الري في الشوارع، ذكر انها تعتمد محطة توبلي للمياه المعالجة، وهذه هي شبكة الري الرئيسية وتوصل الى الخزانات في مدينة حمد وتخرج منها شبكات ري ثانوية، وهذه الشبكة في مدينة حمد أسستها وزارة الأسكان، في 2006. 5446 نخلة بالشمالية و4 نخلاوية فقط قال رئيس قسم صيانة الحدائق والمنتزهات ببلدية المنطقة الشمالية حسين الصفار إن هناك مراحل لتقييم الشجر، ويتم ذلك بشكل دوري وليس وفق توقيت معين. وأشار إلى أن هناك 5446 نخلة في الحدائق والشوارع العامة الشمالية، وفي المقابل هناك 4 نخلاويين يقومون بتقليمها. وفيما يتعلق بالمسطحات الخضراء، أوضح أنه يتم تقليم الحشيش مرة كل 10 أيام خلال فصل الصيف، ومرة في الشتاء مرة كل اسبوعين، لافتا إلى أن البربير يعد الأصعب من حيث التقليم. وتابع بالنسبة لمرحلة التسميد، نحن نقوم بها مرة واحدة سنويا خلال فصل الشتاء، إذ نضيف بعض المحسنات لزيادة اخضرار الحشيش، فضلا عن زراعة 400 الف وردة موسمية خلال فصلي الصيف والشتاء، لافتا إلى أن هناك حملات أهلية تقوم بها الجمعيات للمساعدة على التشجير. باحث اقتصادي: تراجع المساحات الخضراء إلى النصف قال الباحث الاقتصادي عبدالحميد عبدالغفار إن مساحة الأراضي القابلة للزراعة تراجعت إلى النصف بحسب الاحصائيات وذلك خلال الفترة من سنة 2000 إلى 2010. وأشار إلى أن هناك تراجعا إجمالا بالمساحات الخضراء بالرغم من تزايد الأراضي بشكل عام في مملكة البحرين. وأوضح أن المساحات الخضراء كانت تبلغ 110 كيلومترات مربعة خلال العام 2000، في حين بلغت 64 كيلو مترا مربعا فقط في العام 2010. وأكد ضرورة البحث عن بدائل مثل استخدام تقنية الزراعة بدون تربة وغيرها، وذلك بهدف التوسع في المشاريع. لا بديل لـ النخلاوي المتقاعد بوحمود: بحرنة الوظائف الزراعية سيزيد الإخضرار أشار رئيس مجلس بلدي الشمالية محمد خليفة بوحمود إلى أن أسباب تدهور المساحات الخضراء وتراجعها بالمحافظة الشمالية يرجع إلى شح المياه وقلة الموظفين العاملين بهذا المجال، فضلا عن ضعف الرعاية مما تسبب بتدهور أوضاع الزراعة بشكل عام والنخيل الموجودة على شارع الشيخ حمد تحديدا. وأضاف: كانت الزلاق تعتبر مثالا على اعتبار أن من يقوم بالمهام الزراعية وأعمال التنظيف والبلدية فيها هم من البحرينيين، إذ أن ارتباط الشخص بالمهنة يمنحه رقابة ومحاسبة. وتابع: أما الآن، وللأسف نحن نتعامل مع شركة تقوم بأعمال التنظيف، دون مراعاة ما إذا كانت تقوم بالتقطيع بشكل صحيح أم خاطئ، وهو الأمر الذي قد يؤدي لموت النخلة. واعتبر أن إبعاد العامل البحريني هو السبب الرئيسي لتدهور الزراعة في البحرين، والنخلة تحديدا، داعيا في السياق ذاته إلى بحرنة الوظائف المرتبطة بالنخيل على اعتبار ارتباطهم النفسي بها. وأشار إلى أن عدد الموظفين المعنيين والمزارعين قليل، ولا يتم توظيف نخلاوي عند تقاعد من سبقه. المصدر: غالب أحمد
مشاركة :