يؤدي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليمين رئيسًا للولايات المتحدة، اليوم الاثنين، حيث سيدعو خلال خطاب تنصيبه إلى ما وصفه بـ «ثورة في الفكر السليم»، ليبدأ عودة مظفرة إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية تعهد بأن يقوم خلالها بزيادة صلاحيات السلطة التنفيذية وترحيل ملايين المهاجرين والانتقام من خصومه السياسيين وتغيير دور واشنطن على الساحة العالمية. ونقلت صحيفة « وول ستريت جورنال » مقتطفات من الخطاب الذي من المقرر أن يلقيه الرئيس الأميركي المنتخب ترمب في وقت لاحق اليوم حيث من المتوقع أن يقول ترمب «أعود إلى الرئاسة واثقًا ومتفائلاً بأننا في بداية عصر جديد مثير من النجاح لوطننا. موجة من التغيير تجتاح البلاد. رسالتي إلى الأميركيين اليوم هي أن الوقت حان لنا للعمل مرة أخرى بشجاعة وقوة وحيوية لأعظم حضارة في التاريخ». خطاب أكثر تفاؤلاً كما نقلت الصحيفة عن أشخاص اطلعوا الخطاب بأن تصريحات ترمب ستكون أكثر تفاؤلاً من خطابه عام 2017 عندما فاز بالرئاسة للمرة الأولى. وألقى ترامب خطاب تنصيب قاتم قبل ثماني سنوات تعهد فيه بإنهاء «الفوضى الأميركية» فيما وصفه بالمدن المليئة بالجريمة وضعف المراقبة للحدود، بالمخالفة لنبرة التفاؤل التي يتبناها معظم الرؤساء في مستهل ولايتهم. والتنصيب بمثابة تتويج لمعارك ترمب السياسية الذي نجا مرتين من إجراءات مساءلة كانت تهدف إلى عزله ومن إدانة بارتكاب جناية ومحاولتي اغتيال واتهام بمحاولة إلغاء خسارته في انتخابات عام 2020. وستقام مراسم حلف اليمين في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش داخل القاعة المستديرة في مبنى الكونجرس، رمز الديمقراطية الأميركية، التي اقتحمها حشد من أنصار ترمب قبل أربع سنوات في محاولة فاشلة لمنع إقرار هزيمته أمام جو بايدن في عام 2020.  ونُقلت مراسم أداء القسم إلى مكان مغلق لأول مرة منذ 40 عاما بسبب البرد القارس. 100 أمر تنفيذي وبعد أدائه اليمين، يعتزم ترمب إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية المتعلقة بقضايا يراها ملحة بدءًا من الطاقة ووصولاً إلى الهجرة. وقال مصدران مطلعان إن أكثر من 100 أمر وتوجيه من هذا القبيل يمكن إصدارها بدءًا من اليوم الأول فيما يُعرف داخليا بجهد «الصدمة والرهبة». وفي خضم احتفالات يوم التنصيب، سيبدأ ترمب بالتوقيع على ما قد يصل إلى عشرات الأوامر التنفيذية. وقال مصدر مطلع إنه سيبدأ في بعض الإجراءات بتشديد قواعد الهجرة من خلال السعي إلى تصنيف عصابات المخدرات على أنها «منظمات إرهابية أجنبية»، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وذكرت مصادر أنه قد يهدف في أوامر أخرى إلى إلغاء اللوائح البيئية التي وضعها بايدن وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. وقال ترامب، وهو أول رئيس أمريكي منذ القرن التاسع عشر يفوز بولاية ثانية بعد خروجه من البيت الأبيض، إنه سيعفو في أول يوم له بالمنصب عن كثير مما يزيد على 1500 شخص وجهت إليهم اتهامات فيما يتصل بالهجوم على الكونجرس في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021. إجراءات أمنية مشددة ويعود الجمهوري ترمب إلى واشنطن أكثر جرأة بعد فوزه في التصويت الشعبي على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس نائبة بايدن بأكثر من مليوني صوت نتيجة لإحباط الناخبين من التضخم المستمر، لكنه لم يحصل على الأغلبية البالغة 50%. وسيجري تنصيب ترمب وسط إجراءات أمنية مشددة بعد حملة انتخابية اتسمت بارتفاع حدة العنف السياسي الذي تضمن محاولتين لاغتيال ترامب. وأصابت رصاصة أذن ترمب في واحدة منهما. ومن المنتظر، أن تتابع الحكومات الأجنبية لهجة ترمب في خطابه اليوم الاإنين بعد أن شن حملة خطابات مليئة بالتحريض. وسيقام عرض التنصيب التقليدي داخل قاعة «كابيتال وان أرينا» بعد أن كان يقام في السابق بشارع بنسلفانيا أمام البيت الأبيض، وسيحضر ترامب أيضا ثلاث حفلات في المساء. وسيكون ترمب أول مدان بارتكاب جناية يشغل البيت الأبيض بعد أن أدانته هيئة محلفين في نيويورك بتزوير سجلات تجارية لإخفاء أموال دفعها لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها. لكنه أفلت من العقوبة لأسباب من بينها اعتراف القاضي باستحالة معاقبة رئيس قادم. كما نجا ترمب من اتهامين، هما التخطيط لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020 والاحتفاظ بوثائق سرية، وذلك بفضل فوزه في الانتخابات وسياسة وزارة العدل التي لا تسمح بمحاكمة الرؤساء وهم في المنصب.