أثار تجدد الهجوم الذى وقع أمس على خط أنابيب لنقل النفط تديره الوحدة المحلية لشركة "إيني" الإيطالية في ولاية بايلسا في جنوبي البلاد المخاوف بشأن إمتدادات النفط النيجيري. وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت السلطات أن خط الأنابيب أجيب تعرض لهجوم بالديناميت في ساعة مبكرة من صباح أمس على شركة "إيني" التي تعمل في نيجيريا من خلال وحدتها شركة أجيب النيجيرية للنفط. وأدان زعماء ميليشيات سابقة في نيجيريا الهجمات الأخيرة التي وقعت على خطوط أنابيب في دلتا النيجر في البلاد، داعين ميليشيا "منتقمو دلتا النيجر" الجديدة إلى التوقف عن تدمير الموارد الوطنية لنيجيريا. وتحصل نيجيريا، أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية، على نحو 70 في المائة من إيرادات الدولة من صناعة النفط، وهاجمت الجماعات المتمردة عديدا من خطوط الأنابيب ذات الصلة بشركات النفط الدولية خلال الأسابيع الماضية، خاصة منظومة الأنابيب الخاصة بمجموعة النفط الأمريكية "شيفرون". وأعلن الرئيس النيجيري محمد بخاري تحت ضغط من شركة "شل" الهولندية، حملة ضد جماعة "منتقمو دلتا النيجر" ضمن جماعات أخرى، وقال روبين ويلسون، الذي يرأس مجموعة من المسلحين السابقين "إن تصرفات الميليشيات تعمل فقط على زيادة التوترات في المنطقة"، مضيفا أنه "ينبغي للمتمردين أن ينخرطوا بدلا من ذلك في حوار مع الساسة المحليين"، وذكرت ميليشيا "منتقمو دلتا النيجر" أن الهجمات الأخيرة عطلت خطا رئيسا لشركة شيفرون في دلتا النيجر. وأدت التوترات حول حقول النفط في نيجيريا إضافة إلى إضراب عمال القطاع في الأسبوع الماضى إلى تراجع إنتاج البلاد من الخام ما يهدد بتدهور الإيرادات النفطية لأكبر منتج للخام في القارة السمراء. وذكر مكتب الإحصاءات النيجيري أن إنتاج البلاد من النفط الخام بلغ 2.11 مليون برميل يوميا في الربع الأول من هذا العام انخفاضا من 2.16 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من 2015، مضيفا أن "إنتاج النفط في الربع الأول من 2016 انخفض أيضا مقارنة بالربع الأول من 2015 عندما سجل 2.18 مليون برميل يوميا". وأمر بخاري بتشديد التدابير الأمنية حول المنشآت النفطية في جنوب البلاد، بعد تصعيد الهجمات التي تهدد اقتصاد البلاد، وأعلن خلال لقاء مع كبار المسؤولين في شركة "رويال داتش شل" الإنجليزية-الهولندية، أنه "يجب أن نتعامل مع الوضع بكثير من الجدية في دلتا النيجر لأنه يهدد اقتصادنا"، مؤكدا أن حكومته ستفعل كل ما بوسعها لحماية الموظفين والبنى التحتية النفطية في المنطقة. وتعرضت شركة "رويال داتش شل" النفطية العملاقة في الأشهر الأخيرة في نيجيريا لعدد كبير من الهجمات التي نفذتها مجموعة "منتقمو دلتا النيجر"، وتناضل هذه المجموعة من أجل توزيع أفضل للثروات في هذه المنطقة التي تؤمن تقريبا كامل النفط في نيجيريا. وجاء في بيان للرئاسة النيجيرية أن رئيس أركان البحرية النيجيرية تولى مهمة إعادة تنظيم وتعزيز القوات المسلحة في دلتا النيجر حتى تواجه بقوة تزايد أعمال التخريب التي تستهدف المنشآت النفطية، وقال يمي أوسينباجو نائب الرئيس النيجيري "إن هذه الهجمات المتكررة أدت إلى تراجع الإنتاج اليومي في نيجيريا من 1.9 مليون برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا". وأشار مكتب الإحصاءات النيجيري إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا انكمش بنسبة 0.36 في المائة في الربع الأول من 2016 مقارنة بنمو بلغ 3.96 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.
مشاركة :