لو لم تجبر الظروف الاقتصادية الصعبة شركة "بنتلي Bentley" بأن تتطور ضمن قفص "رولز-رويس Rolls-Royce" الذهبي، لربما كانت سيارات الأخوين "بنتلي" اتخذت لنفسها شخصية رياضية أكثر تطرفًا مما هي عليه الآن، فرغم أنّ الروح الرياضية حاضرة اليوم في شخصية سيارات الشركة، فإنّ الحضور الأرستقراطي على الطريق هو سيد الموقف. في المقابل هناك صانع وُلد على حلبات السباق التي له فيها مكانة مميزة، أبرزها الإنجاز الكبير الذي تحقق قبل فترة، من خلال تسجيله بطولة العالم للصانعين في سباقات "الفورمولا 1" للمرة التاسعة، هذا الصانع هو "ماكلارين McLaren"، الذي يتقدم فيه الأداء الرياضي المتطرف على أي أمرٍ آخر، بما فيه الإطلالة الأرستقراطية. ولكن ماذا لو رغب الصانعان بالتنافس على ساحة السيارات الرياضية السياحية GT، المخصصة للسفر القصير بين منطقة فاخرة وأخرى، في جوٍ من الفخامة المعززة بروح رياضية، النتيجة تكون لقاء بين مدرستين مختلفتين لكل منهما نكهة خاصة، إنه لقاء بين "بنتلي كونتينتال جي تي سبيد Bentley Continental GT Speed" و"ماكلارين جي تي أس McLaren GTS". على صعيد الشكل الخارجي، تحكم هندسة تثبيت المحرك الشكل العام للسيارتين، إذ تعتمد البريطانية الأرستقراطية هندسة المحرك المثبّت في الأمام، التي تفرض مقدمة طويلة ومؤخرة قصيرة، بينما تعتمد البريطانية الرياضية هندسة المحرك المثبّت في الوسط (كما هو متوقع من سيارة وُلدت على حلبات السباق)، مع أبعاد متناسقة أكثر وتركيبة ديناميكية متوازنة من ناحية البناء. وقامت Bentley أيضًا بتحديث واجهة Continental الأمامية، والأخيرة رغم أنها تبدو مألوفة، فإنها نالت مصابيح أمامية فردية جديدة، مستوحاة من الطرازات الحصرية التي أنتجتها الشركة مؤخرًا، ولقد مثل شكل المصابيح الأمامية المزدوجة توقيع السيارة الخاص، منذ تقديم الطراز لأول مرة في عام 2003. أما McLaren، فرغم خطوطها الصندوقية بعض الشيء، فإنها تبدو كسيارة رياضية متطرفة ولكن مع مقصورة رحبة واسعة، وهذا ما يجعلها تتمتع بخصوصية عالية، كونها السيارة الرياضية السياحية الوحيدة المجهزة بمحرك وسطي. مع GTS قامت McLaren بتحسين محرك الأسطوانات الثماني، مزدوج التوربو سعة 4.0 لتر، لتوفير قوة إضافية تبلغ 14 حصانًا، ليصبح المجموع الإجمالي 626 حصانًا. بالإضافة إلى ذلك، تمت إزالة 10 كيلوجرامات من الوزن، مما يعني أن الوزن الفارغ أصبح الآن 1519 كيلوجرامًا، وهذا أمر تحقق بفضل العديد من الخطوات التي اعتمدتها الشركة، بما فيها لوحة سقف جديدة مصنوعة من ألياف الكربون المعاد تدويرها، بالإضافة إلى هيكل علوي خلفي مصنوع من ألياف الكربون أيضًا. في المقابل، يوفر محرك الأسطوانات الثماني سعة 4.0 لتر، وبالتعاون مع محرك كهربائي بقوة 190 حصانًا، قوة إجمالية تصل إلى 771 حصانًا. أي سيارة Bentley لا تكون Bentley إلا إذا كانت تتمتع بمقصورة مغطاة بالجلد الفاخر والخشب العالي الجودة، وهذا بالضبط ما ستجده داخل GT Speed، وبذلك تتميز المقاعد المبطنة بشكلٍ فاخر بأنها مريحة، مع إمكانية تعديلها كهربائيًا في 20 اتجاهًا، ويمكن تجهيزها بخاصية التدليك ونظام التحكم التلقائي في المناخ، الذي ينشط وظيفة الحرارة أو التهوية تبعًا لدرجة الحرارة في الداخل. وعندما لا ترقى قائمة الخيارات القياسية إلى مستوى توقعات العميل، يمكن له تحديد مواصفات السيارة الخاصة به بأي طريقة يريدها، من خلال خدمة التخصيص التي توفرها Bentley. أما McLaren، فيمكن الوصول إلى مقصورتها الداخلية عبر أبواب تُفتح إلى الأعلى، وهذه بحد ذاتها ميزة غير عادية بين السيارات الرياضية السياحية، ولكن بالمقارنة مع المنافسة، فإنّ GTS تعاني من عيب في سعة الركاب، إذ إنها تتسع لراكبين فقط، فيما معظم الطرز الأخرى في هذا القطاع تتسع لأربعة ركاب أو أكثر. ولكن المقصورة أكثر فخامة من نظيرتها لدى الشركة نفسها، مع تنجيد جلد "نابا" قياسي، في حين يتوافر جلد "أنيلين" الأكثر فخامة كتجهيز اختياري، فيما يسمح السقف البانورامي الزجاجي الاختياري أيضًا بدخول الضوء الطبيعي إلى المقصورة، ويتوافر السقف الزجاجي مع ميزة تسمح له بلمسة زر الانتقال من الوضعية المظلمة إلى مستويات متفاوتة من الشفافية. ومن المؤسف أنّ الميزات الفاخرة كالتدليك والمقاعد الأمامية ذات التهوية غير متوافرة في هذه السيارة، ولكن كما هو التصميم الخارجي أكثر ميلاً للروح الرياضية العالية، وكما هي المقصورة أكثر تطرفًا نحو الأداء على حساب العملية، كذلك هي تجربة القيادة الأكثر إثارةً، التي تتوافر لك بفضل أولاً الهندسة المعززة ديناميكيًا، والمقود الهيدروليكي الذي يوفر إحساسًا عاليًا بما يحصل للمحور الأمامي، ويعزز مستويات السيطرة عليه من قبل السائق، كل ذلك في جو من الراحة. التصميم الخارجي المواصفات الميكانيكية المقصورة الداخلية
مشاركة :