عقدت اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء أمس الإثنين، اجتماعها الدوري الثاني في فندق رووزوود أبوظبي، لمناقشة واستعراض الإنجازات التي حققتها الوكالة على صعيد تطوير القطاع الفضائي في الدولة، وتوجهاته المستقبلية. وترأس الاجتماع الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الذي حضره كل من؛ الدكتور سعيد الظاهري رئيس مجلس إدارة سمارت وولرد، وجون جاك دوردان المدير العام السابق لوكالة الفضاء الأوروبية، والدكتور تشارلز العشي مدير مختبر الدفع النفاث ونائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، والدكتور طيب كمالي المدير السابق لكليات التقنية العليا على مستوى الدولة، والدكتورة مازلان عثمان الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي والمدير العام السابق لوكالة الفضاء الماليزية، وسونغ دونغ بارك الرئيس التنفيذي لشركة ساتريك المزودة لحلول مهمات مراقبة الأرض، والسير مارتن سويتينغ المدير العام لمركز سوريي للفضاء. ناقشت اللجنة آخر مستجدات تطوير السياسة، والاستراتيجية، والقوانين الوطنية، لقطاع الفضاء في الدولة، وإمكانية تبوؤ الدولة مركزاً إقليمياً للنشاطات الفضائية، إضافة إلى الدور العالمي الذي يمكن لوكالة الإمارات للفضاء أن تلعبه في المشاريع الفضائية العالمية، وما هو المستوى الذي يجب أن تصل إليه الوكالة خلال السنوات الخمس، والعشر المقبلة، وكيف يمكن لها تحقيق العوائد المالية وحماية أصولها الفضائية. وبحثت كيفية الاستفادة من الاهتمام العالمي بالوكالة منذ تأسيسها، الذي ترجم من خلال عدد كبير من مذكرات التفاهم والتعاون التي وقعت مع مختلف الوكالات والمؤسسات والجهات العالمية المتخصصة في قطاع الفضاء، كما استعرضت مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة بقطاع الفضاء، التي يمكن للوكالة تنظيمها في الدولة، فضلاً عن دور الوكالة في لجان الأمم المتحدة المتعلقة بالفضاء. وتطرقت اللجنة إلى مبادرات الوكالة في مجال تطوير القدرات والمؤهلات البشرية المتخصصة، نظراً للنقص الذي يعانيه القطاع في هذا الإطار بشكل عام، إضافة إلى مقترحات اللجنة عن أفضل الجامعات والمؤسسات العالمية التي يمكن للوكالة ابتعاث طلاب الدولة إليها لدراسة علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء، وسبل تشجيع المزيد من طلاب الدولة على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وستسعى للاستفادة من خبرات أعضاء لجنتها الاستشارية، بهدف توقع النشاطات الفضائية المستقبلية ضمن القطاع على مستوى العالم، إذ سيطرح الأعضاء تقييمهم لمراحل استكشاف الفضاء المستقبلية، وما قد يتبع مشروع مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ، وإمكانية استغلال المصادر الفضائية، وسوق الرحلات الفضائية التجارية وتطورها، ومستقبل محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024. وقال الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إن الاجتماع الثاني للجنة، يأتي في وقت تعكف فيه الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة على مسودة وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات، وهي إحدى أهم خطوات الوكالة في وضع الإطار التنظيمي للقطاع في الدولة، التي ستحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع، فضلاً عن اللوائح التشريعية والقوانين الناظمة المستقبلية. وأضاف، تهدف السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة إلى بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة. وأوضح الرميثي، أن تشكيل اللجنة الاستشارية للوكالة جاء ليمنحها الإرشاد الضروري في مراحل نشأتها وتطورها، معرباً عن سعادته وفخره بتمكن الوكالة من جمع هذه النخبة الفريدة من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات والاختصاصات تحت سقف واحد. وأشار، إلى أن الاستفادة وتبادل الخبرات مع الجهات الفضائية والاختصاصيين العالميين يأتي في إطار الخطط الاستراتيجية لدولة الإمارات، التي قامت بصياغتها بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة للدولة ورؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى أن تكون الدولة واحدة من أفضل دول العالم بحلول عيدها الوطني الخمسين. وأكد، أن مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ، يبقى على رأس مشاريع الوكالة، نظراً لأهميته العلمية التي ستعود بالفائدة على البشرية، حيث اعتبره الرميثي منصة لتطوير القطاع الفضائي في الدولة، موضحاً أنه مشروع طموح يضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة التي تملك برامج فضائية متطورة، وهو سيكون بمثابة فخر للدولة والمنطقة أجمع، حيث إنه أول مشروع عربي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف الكواكب الأخرى، وبذلك فهو يشكل دليلاً على قدرة العالم العربي على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية. فاروق الباز يشيد بتقدم الإمارات في مجال الفضاء أشاد الدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعارعن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، بالتقدم الذي تحرزه الإمارات يوماً بعد يوم في مختلف المجالات، خاصة في مجال الفضاء وعلومه. وأكد الباز أن الإمارات تتقدم يومياً في كل المجالات العلمية والتكنولوجية والفضائية، وفي كل المجالات الحياتية بشكل، عام لتواكب الدول المتقدمة، ولتحقق السعادة لشعبها والمقيمين على أرضها. ولفت إلى أن التقدم الذي حققته الإمارات متميز للغاية في مجال الفكر على الخصوص، وفي استخدام الوسائل الفضائية عموماً، ليس في موضوع مسبار الأمل نحو المريخ فقط، وإنما في مجال التعاون العلمي والتكنولوجي أيضاً. و رداً على سؤال حول تعليقه على موضوع مسبار الأمل ورحلة الوصول إلى المريخ التي تخطط لها الإمارات في يومها الوطني الخمسيني، أكد الدكتور فاروق الباز أن خطوة المسبار فريدة من دون شك.
مشاركة :