استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني الباحث والكاتب الدكتور يوسف محمد المدفعي حيث ألقى محاضرة بعنوان دور القائد في بناء الإمارات، وذلك بحضور عدد كبير من كبار الشخصيات والمسؤولين. وقد تحدث المحاضر عن المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مستعرضا أهم المراحل التي مر بها خلال هذه التجربة الرائدة والتي استمرت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. قال الدكتور يوسف المدفعي إن الحديث عن سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يحتاج إلى العديد من المحاضرات، وقد حاولت الاختصار من خلال تناول عدة عناصر تمثل عمق هذه الشخصية العظيمة، ونحن كثيرا ما نقرأ عن شخصيات خلدها التاريخ ونمر بها مرور الكرام أما شخصية الشيخ زايد فهي ترسخ في العقول والقلوب، موضحا أن حضارة الإمارات عريقة وقديمة ولكن تاريخها الفعلي بدأ مع الشيخ زايد، وإن الحديث عن تجربة المؤسس شيق ولا تسعه الكتب فهو يطول وكلما أردت البحث وجدت العديد من الجوانب المبهرة في هذه التجربة وفي أحد كتبي وصلت إلى 600 صفحة عند الحديث عن هذه الشخصية لكني حاولت الاختصار حتى لا أطيل على القارئ. وأضاف المدفعي أن العنصر الأول في فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد هو الإنسان من خلال الإيمان بقيمته إيمانا كبيرا فقد اعتبره ثروة حقيقية وكان يكرر دائما أن الثروة المادية لا تساوي شيئا من دون الاستثمار في الإنسان،وقد تميزت مدرسة زايد بالصدق والأمانة والوضوح وكانت لديه رؤية مستقبلية وتفكير بعيد، وهذا بسبب حكمته وفطرته التي وهبه إياها الله عز وجل، وعندما تولى إمارة أبوظبي كانت الإمارات الأخرى في فكره وباله، لذلك لن نستغرب مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما قال لا خوف على هذا الوطن لأن البيت متوحد لا غريب أن يطلق سموه هذا التصريح فهو ممن تخرجوا في مدرسة زايد، وكذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فقد أخذ الكثير من البناء والتأسيس من الشيخ زايد، وها نحن نرى أول تجربة برلمانية عربية تقودها امرأة، وهذا على عكس ما يقال إن العرب يهمشون المرأة، نحن لدينا 8 وزيرات في الحكومة، والمرأة الإماراتية قادت طائرة حربية عسكرية، ويوجد عدد كبير من النساء الإماراتيات سفيرات وينافسن الرجال، ومن منطلق عملي في هذا المجال أشهد أن المرأة أبدعت في السلك الدبلوماسي وأعطت الكثير، وهذا دليل أن القاعدة الأساسية التي بنيت عليها الدولة هي قاعدة سليمة، وقد أصبحت المرأة أيضا قاضية. وذكر المدفعي أن الشيخ زايد تميز بفطرته الإنسانية وهي الدبلوماسية الشعبية، وهو لم يتخرج من جامعة هارفرد أو كامبردج ولكنه جاء من الخيمة ومن صحراء هذا الوطن، وعندما أخبر الحكومة البريطانية أنه سيقيم اتحاداً قالوا هذا كلام فاشل وعارضت بريطانيا ذلك لكنه أصر وقال إذا كانت نيتي سليمة فسيوفقني الله والتاريخ يوثق هذا الكلام، مشيراً إلى أن الشيخ زايد اتصف بالعديد من الصفات الحميدة ومن أهمها الحكمة والشجاعة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فقد كان يحاور زعماء الدول القوية ويجلس معهم الند بالند، وكانت مساهماته المعطاءة تعم الجميع فطالما وقف إلى جانب الدول العربية والإسلامية في محنها، حتى إنه اقترض من البنوك البريطانية ذات مرة ليساعد باكستان في توفير ثمن السلاح لحماية أرضها وحدودها، وفي حرب 73 التي أسهمت فيها الكثير من الدول، والتاريخ يسجل مواقف الشيخ زايد الأصيلة والشجاعة أثناء حرب اليمنيين الشمالي والجنوبي سابقا، فقد قدم الكثير لليمن مثل بناء سد مأرب وطريق مأرب بالإضافة إلى بناء 27 مدرسة ومعاهد للمعلمين، وفي دول أخرى ما زلنا نذكر تدخله لوقف نزيف الدم في الحرب اللبنانية ودعوته للوفاق والمصالحة في لبنان، أما القضية الفلسطينية فقد أعطاها كل جهده وهذا دليل على عمق وبعد نظر القائد الفذ، وعندما ضربت كنيسة القيامة سعى لصيانتها، ودائماً كان ولا زال الهلال الأحمر الإماراتي يهب لنجدة الكثير من الدول التي تضربها الكوارث. وأوضح المدفعي أن الإمارات تميزت بأنها أقامت علاقات متوازية بين الشرق والغرب على أرقى المستويات وأسهمت في الأمور الخدمية وبناء الوطن في الإمارات السبع بمشاركة أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين عملوا مع الشيخ زايد، ولا بد من الإشادة بدور المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه الذي كان يدعم مواقف الشيخ زايد لقيام الاتحاد دعما كبيرا، لقد كانوا جميعا أصحاب نظر واستشعار عن بعد. وفي ختام المحاضرة التي أدارها الشاعر نعيم عيسى تفاعل الحضور كثيرا مع الضيف حيث سرد عدد منهم مجموعة شهادات حية لقصص من سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ومواقفه الخالدة التي تعجز الكلمات أن تحيط بها وتعطيها حقها.
مشاركة :