مجتمعنا بين طفرتين! - يوسف الكويليت

  • 1/19/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بين طفرتين ماديتين ماذا حدث في مجتمعنا؟ وهل جاء التأثير الداخلي أقوى من الخارجي، أم العكس، وهل يسود حياتنا الركود، أو الحركة المستمرة والتفاعل مع المجتمعات العالمية بحيث أصبح مواطنونا عالميين بالتواصل مع حيوات تلك الشعوب، وهل نحن مقلدون مستهلكون ريعيون لنعمة النفط والتي لم تحولها خططنا إلى تنمية عامة تنتج الكفاءات والقوى العاملة المنظمة، أم أننا نعيش رحلة البدايات دون بلورة لاتجاه واضح؟ هذه الأسئلة وغيرها، لا يردّ عليها إلاّ بحثٌ طويل من عدة اختصاصيين لكن يمكن رؤية الصورة العامة من خلال ثقافتين وسلوكين سائدين، أحدهما تقليدي لا تزال أبعاده هي الاهتمام بالموروث الشعبي من شعر نبطي، وعلاج بالرقية والأدوية المتوارثة من حجامة وبعض الأعشاب، والذهاب للقراء وطاردي الجن مع المكابرة بالأصل والفصل والأرومة والتي حتى الجيل الجديد يأخذها وجاهة وتميزاً يصلان إلى حد العصبة الواحدة القبلية والمناطقية والمذهبية، وهذه المواريث لا يمكن تجاوزها إلا بطبيعة العمل المشترك مثل تجربة أرامكو في صهر المجاميع في دورة العمل المنظم ليخرج جيل يكون الحافز لديه هو الفعل المتطور.. جانب آخر حيث هناك طليعة جديدة واعية بعضها لم يجعل الدراسة ومناهجها القيمة العليا بل دخل معترك الحياة في توسيع رؤيته نحو العالم المتطور، وخاصة العاملين في الشركات والجامعات والبنوك والقطاعات غير الحكومية، كذلك من تم ابتعاثهم لاستزادة تعليمٍ وتجربة مضافة، وهؤلاء هم من سيحدثون التغيير الإيجابي دون تراكم لقيود التقاليد ومعارف الماضي، لكن رغم هذا التفاوت بين الأجيال لا يزال التعليم بدرجاته المختلفة لا يتناسب وتطلعاتنا لمجتمع تتكامل فيه القيم والفرص والتقدم العلمي والثقافي.. الظواهر الأخطر هي التنافس على الإثراء بطرق مشروعة وغير مشروعة حتى أصبح الفساد جزءاً من سلوك عام لا يجد الرادع القوي حتى أصبح المشروع الوطني الكبير في البنية الأساسية لا يتحرك إلاّ بالرشوة الصريحة، ما أوجد غبناً عاماً بين أصحاب النزاهة المؤهلين، وبين من يحصلون على الفرصة المجانية بالعديد من الوسائط، وهو ما سيُحدث شرخاً خطيراً في المجتمع وأمنه وسلامته، وهذه العاهات هي التي ولّدت اللجوء إلى ظواهر سلبية كانحراف بعض الشباب، أو اللجوء إلى المنظمات الإرهابية، أو الجريمة المنظمة كالسرقات وتهريب المخدرات أو تصنيعها، ومع أن هذا السلوك لا يمكن تجاهله، فهو التوأم للفساد الإداري والمالي.. على المستوى الآخر أظهرت الإحصاءات أننا أكثر مجتمع في العالم يتعاطى مع (الإنترنت) لكن هل حدث ذلك بالاستفادة من المعلومة واستخلاص نتائج بحوث ومعارف جديدة، والارتقاء بوعينا إلى تحويل تلك المعلومات إلى مكاسب في استحداث مناهج جديدة في حياتنا، أم لمجرد التسلية والعبث والبحث عن ما هو خارج الغايات التي استُحدث فيها هذا الكم من المعلومات وتدفقها لاختصار الزمن واستثماره؟ نحن نمر في مرحلة ما قبل القفز من الحالة التقليدية إلى المرحلة المعاصرة، وفي كل الأحوال لا نزال نقف على القدم الواحدة طالما بعض الحواجز تقف لتشدنا للخلف لندور في حلقات الفراغ الطويل..

مشاركة :