المدرب الأصغر سنا«في الدوري السعودي استطاع أن يصنع لنفسه كاريزما وشخصية ثابتة بين مدربي دوري عبداللطيف جميل وهو أحد المدربين الخمسة الذين واصلوا العمل في الدوري لمدة موسمين متتاليين من خلال نتائجه المميزة مع فريقه الفتح. المدرب التونسي ناصيف البياوي يتحدث عن أبرز محطات فريقه هذا الموسم وعن مستقبله مع الفتح خلال الحوار التالي: في البداية، نهنئك على النتائج المميزة التي حققتها مع فريق الفتح هذا الموسم؟ هذا فضل من الله ثم إدارة النادي التي وفرت البيئة الممتازة للعمل والنجاح لنتمكن من تحقيق نتائج مميزة، ولا أخفي عليك كان بالإمكان تحقيق إنجاز أفضل. الفتح ظهر بمستوى فني مميز في الدور الثاني أكثر من الدور الأول؟ فريقي كان متوازنا ومنظما طيلة الموسم ولم يقتصر التميز على الدور الثاني فقط، حيث أنهى الفريق الدور الأول خامسا بـ 19 نقطة وفي ترتيب الدور الثاني حققنا المركز الثالث برصيد 22 نقطة. «أهداف مرسومة» هل حققتم أهدافكم المرسومة مع الفريق لهذا الموسم ؟ الفريق يعتبر ثالث أحسن تنظيم دفاعي كما أن الفريق لم يهزم طيلة الموسم في مباراتين متتاليتين، وانتصرنا على الوحدة ونجران والفيصلي والتعاون ذهابا وإيابا وحصدنا أربع نقاط أمام القادسية والرائد وتعادلنا مع الاتحاد ذهابا وإيابا، وبالرغم من تغيير التشكيلة الأساسية خلال 25 مباراة وبمعدل ثلاثة لاعبين كل مباراة إلا أن الفريق كان محافظاً على مستواه الفني، وقدمنا لاعبين تميزوا في هذا الموسم أمثال علي ال بليهي وحمد الجهيم ومحمد الفهيد بالإضافة إلى أن الموسم الحالي انتهى وفي رصيدنا 41 نقطة كثاني أميز موسم لنادي الفتح منذ صعوده للممتاز باستثناء موسم تحقيق الدوري. حققت نجاحات في أربع سنوات ماضية دوري زين ثم دوري ركاء ومركز خامس وسادس في دوري عبداللطيف جميل؟ الحمدلله، موسم أول مع الفتح يعود بوقت قياسي إلى الواجهة ويحقق المركز السادس بعد الأهلي والنصر والهلال والشباب والاتحاد وترتيب يؤهل لمشاركة خارجية ثم موسم ثان بترتيب خامس وقاب قوسين أو أدنى من تحقيق الرابع. «الانسجام سر التميز» لم توفقوا في التعاقدات الأجنبية خصوصا في المهاجم الأجنبي باستثناء خوزيه ألتون؟ نادي الفتح تقريبا هو الفريق الوحيد الذي لم ينتدب لاعبين في فترة الانتقالات الصيفية باستثناء المهاجم البرازيلي جوسيمار والذي تم استبداله بالفنزويلي فالكون خيمينيز، والفريق استفاد من الأجانب الموجودين واقتصر عدم التوفيق على المهاجم فقط، وبالنسبة إلى خوزيه آلتون بالطبع هو قيمة ثابتة وعلامة فارقة يستمد تميزه وعافيته من انسجام مجموعة لاعبين يكونون منظومة فريق جميل. هل أثرت الغيابات والإصابات على مستوى الفريق والتي تمثلت في أكثر من لاعب منذ بداية الموسم؟ رغم الغيابات والإصابات طيلة الموسم وفي 25 مباراة من أصل 26 الفريق لم يهزم في مناسبتين متتاليتين وانهزم في 7 مباريات منها 5 مباريات أمام النصر والشباب والأهلي والهلال وأحسن التعامل مع كل المفاجآت، كما أنهينا الموسم بفارق إيجابي على مستوى التهديف. « أصعب المحطات» ما أصعب محطات دوري عبداللطيف جميل لفريقك، هذا الموسم؟ أصعب محطات دوري عبداللطيف جميل بالنسبة لي كانت في مواجهة القادسية في الدور الأول ونادي هجر في الدور الثاني وذلك بسبب غيابات آخر اللحظات والتي أثرت فعلا على تركيزنا وافتقدنا نقاطا كانت في المتناول. البعض يرى أن شخصية البياوي المنضبطة جدا لا تناسب بعض اللاعبين السعوديين وهو ما يعرضه أحيانا لمواجهات مباشرة أو اعتراضات منهم؟ شخصيتي منضبطة جدا داخل الملعب وأثناء التمارين التي أعتبرها مقدسة بالنسبة لي، حيث من المستحيل تحقيق نتائج مميزة بدون جدية وعمل قوي، ولكن لم أتعرض إلى أي مواجهة مع اللاعبين ولله الحمد، بل العكس لاحظت أن اللاعبين يفضلون أسلوبي ويعتبرونه محفزا لهم وأعتبر علاقتي باللاعبين هي نقطة القوة لدي فأنا الأب في الملعب والصديق خارجه. «عباءة البطل» هل عباءة البطل للفتح سببت ضغوطات وثقلا كبيرا من أجل إعادة الفريق لتوهجه؟ الفتح بطل دوري زين 2012-2013، وهذا واقع يجب التعامل معه ويجب تفهم طموحات إدارة النادي ومحبي الفريق. في اعتقادك، الفتح قادر على أن يكون بطلا للدوري مجددا؟ احترافية إدارة نادي الفتح و قدرتها على توفير بيئة العمل الناجحة تجعل مسألة تحقيق الدوري للمرة الثانية أمرا ليس بالمستحيل، لكن النجاح رهينة استقطاب بعض اللاعبين سواء أكانوا من المحليين أو الأجانب. «تجربة قطبي الأحساء» البياوي مع الفتح وهجر ما الذي اختلف؟ البياوي مع الفتح وهجر حافظ على نفس الصدق في النية والإخلاص في العمل وأكثر قدرة على توظيف إمكانيات اللاعبين والتعامل مع المتغيرات رغم الضغط الأكبر. على الرغم من تحقيقك نجاحات متميزة مع الفتح إلا أن مستقبلك ما زال غامضا مع الفريق؟ عقدي مع الفتح لمدة موسمين وانتهى مع نهاية الدوري وبالنسبة لمسألة التجديد أرى من حق إدارة النادي تقييم الوضع ومراجعة مشروعها الداخلي وتحديد توجههم المستقبلي. «أصعب دوري عربي» بالتأكيد وصلتك العديد من العروض التدريبية سواء في الدوري السعودي أو خارجه نظير النجاحات التي حققتها.. لكن على ماذا يربط البياوي موافقته إن لم يكن العرض المادي؟ موافقتي على أي عرض مرتبطة أساسا وبعيدة عن الأمور المادية، حيث تعتمد على طموح النادي وبيئة العمل فيه. وأنا أعتبر نفسي محظوظا بحكم أنني واحد من ضمن أربعة مدربين تواجدوا لموسمين في أصعب دوري عربي، ومن أصعب الدوريات الآسيوية وبرصيد 51 مباراة في دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين لكرة القدم، منها 21 انتصارا و 14 تعادلا وتشرفت بالعمل في ناد بطل اسمه النموذجي وسأكون سعيدا في مواصلة العمل ضمن منظومته ومع إدارته المميزة جدا، وإن لم يكتب ذلك فأنا أتمنى البقاء في الدوري السعودي لأن ثقتي في الله كبيرة لتحقيق إنجاز جديد. كلمة أخيرة ؟ شكرا لك على هذه الاستضافة ولصحيفة «اليوم» و«الميدان الرياضي» جزيل الشكر.
مشاركة :