حذر مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم (السبت) من أن منع عمل الوكالة قد يؤدي إلى تخريب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاءت تحذيرات مفوض الوكالة الأممية مع اقتراب موعد حظرها في الأراضي الفلسطينية نهاية يناير الجاري. وكان الكنيست الإسرائيلي قد صوت في 28 أكتوبر الماضي على قانونين أحدهما يحظر عمل الأونروا في إسرائيل، والثاني يحظر التعامل مع الوكالة الأممية بأي شكل من الأشكال ويبطل جميع الاتفاقات الموقعة معها. ويدخل القانون الجديد حيز التنفيذ خلال ثلاثة أشهر من تاريخه، حيث تقوم إسرائيل، بزيادة التنسيق مع منظمات دولية أخرى إلى جانب إتمام الاستعدادات لوقف التعامل مع الأونروا وإيجاد بديل لها، بحسب القانون الدولي. وقال لازاريني في بيان، إن منع الأونروا من العمل قد يؤدي إلى تخريب وقف إطلاق النار في غزة وإحباط آمال الناس الذين مروا بمعاناة لا توصف. وتابع أن الوكالة في الأيام الثلاثة الأولى من وقف إطلاق النار جلبت الطعام لمليون شخص وقد وزعت فرقها بالفعل الطعام على حوالي 300 ألف شخص بما في ذلك في شمال غزة. واعتبر أن وقف إطلاق النار هو نافذة أمل ويسمح للوكالة بإحضار الإمدادات الأساسية العالقة منذ أشهر في جميع أنحاء المنطقة مثل الخيام والفرش والبطانيات. وأكد أن الإمدادات التجارية ضرورية للحد من اعتماد الناس على المساعدات الإنسانية وفي الوقت نفسه ومع صمت البنادق بدأت تظهر الندوب غير المرئية ويرجع هذا للصدمة الهائلة التي خلفتها 15 شهرًا طويلة من الحرب. وأشار لازاريني إلى أن خبراء الأونروا والمتخصصين في الصحة العقلية تمكنوا من الوصول إلى أكثر من نصف مليون فتى وفتاة منذ بداية الحرب، مشددا على أن عمل الوكالة يجب أن يستمر في غزة وجميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. وكانت إسرائيل قد اتهمت 12 من موظفي الأونروا بالمشاركة في الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل وعلى إثر ذلك، أعلنت عدة دول أوروبية وقف تمويلها للأونروا، قبل أن تتراجع وتعيد تمويل الوكالة الأممية. وأنشئت الأونروا وفق قرار أممي في 18 ديسمبر العام 1949، وتقدم خدمات لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة بميزانية إجمالية قدرت العام الماضي بـ1.6 مليار دولار، وفق بيانات الوكالة. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ الساعة 11:15 يوم الأحد الماضي، وفقا للتوقيت المحلي. وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدول الوسيطة، في بيان مشترك في 15 يناير الجاري توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار بين الطرفين. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، وسيتم في المرحلة الأولى التي تمتد 42 يوما الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، فيما ستفرج إسرائيل خلال هذه المرحلة عن أكثر من 1890 أسيرا فلسطينيا.■