أصدر المغني الشعبي اللبناني فارس كرم أغنية تحت عنوان «بلا حب وبلا بطيخ»، من كلمات طوني أبي وكرم وألحان ملحم بركات وإخراج إدوارد بشعلاني. الأغنية التي ما زالت تعرض حصرياً على قناة «إم تي في» اللبنانية، فيها كثير من الفتيات المغريات اللواتي لا يخدمن فكرة العمل، علماً أن هذا الأسلوب الاستخفافي في التعامل مع الأنوثة بات جزءاً من أعمال كرم المصورة. وتقول كلمات الأغنية: «بلا حبّ بلا بطيخ... وبلا عشق وبلا إحساس حبك صار من التاريخ... وارتحنا من وجع الراس». وتتناول تجربة غرامية فاشلة، قرّر بعدها «زير النساء» عدم خوض أي علاقة جديدة والتفرّغ للعلاقات المفتوحة. تبدو الأغنية سخيفة إلى درجة كبيرة، وفيها كثير من الأفكار السيئة، وسهولة في التعبير عن مشاعر سامية، لكن يبدو أن الإنتاج والجمهور لاحقاً، باتا يفضلان ما هو خفيف على السمع، مع بعض الإيقاعات البسيطة. والسؤال هنا، هل البساطة تعني السخافة والإسفاف؟ لطالما انتشرت في ثمانينات القرن الماضي، أغانٍ لبنانية شعبية بسيطة كـ «صيدلي يا صيدلي» على سبيل المثال لا الحصر، لكنها لاقت رواجاً كبيراً في بساطتها من مرح وقرب إلى الواقع. لكن المغني اللبناني صاحب «التنورة»، يبحث دائماً عما يثير جدلاً. واللافت في الأغنية أن الموسيقي ملحم بركات هو من لحنها. هذا الفنان الذي قدّم أغاني شعبية كثيرة لكن بأسلوب راق ومنها «مرتي حلوة». لكن الغريب أن بركات لطالما هاجم الفن الهابط وانتقده بشدة، مشجعاً على ضرورة وقف هذه المهزلة. لكن يبدو اليوم أنه بات جزءاً من هذه المنظومة الفنية الهابطة. وطوال مسيرته الفنية التي تمتد نحو 20 سنة، لم يقدّم فارس كرم جديداً، خصوصاً أن غالبية أعماله تتشابه من حيث الأداء والأسلوب والتصوير، علماً أن بعض أعماله لاقت قبولاً لدى الجمهور لما فيها من واقعية كأغنيتَي «التنورة» و«الي بيكذب على مرتو»، لكنه وقع كثيراً في فخ الإسفاف والسطحية. والواقع أن الأغنية الشعبية اللبنانية لم تخرج منذ فترة طويلة من مشاكل الحب وآفاته، فيما الشعب يعاني مشاكل جمّة وعلى صعد مختلفة. وهنا لا يقع اللوم فقط على المغنين، إنما على كتّاب الأغنية الذين لا يعرفون إلا ترتيب كلمات متناسقة، وإيجاد أي موضع مع تركيب لحن بسيط، وتكون الأغنية جاهزة للإصدار، فيما يأتي لاحقاً دور الترويج الإعلامي من طريق الفيديو كليب. ولعل هذا النوع من الأغاني يصلح للأعراس والحفلات، لما فيها من أجواء حماسية وراقصة. وفي جولة بسيطة على قنوات الأغاني والإذاعات، نلاحظ وجود العديد من الأغاني المشابهة، الغارقة في الإسفاف والسخافة. فيما تحتل بعض الأغاني السيئة مراتب أولى في سباقات الأغاني، لكن كثراً باتوا يعلمون أن هذه المسابقات ليست منطقية ولا تحكمها أي شروط، وكم أنّ مبالغ طائلة تُدفع للترويج لأغان هابطة واحتلالها مراتب أولى.
مشاركة :