محاضرة في مجلس محمد بن زايد: الإمارات تنفرد عالمياً بتحقيق السعادة

  • 5/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصرالبطين في أبوظبي، عصر أمس، محاضرة بعنوان لماذا نحتاج إلى علم للسعادة، ألقاها البروفيسور دانيال غيلبرت، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد. شهد المحاضرة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة، وعدد من الشيوخ والوزراء، وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة. وأشاد البروفيسور دانيال غيلبرت بسياسة ورؤية الإمارات في تحقيق السعادة لمواطنيها، قائلاً الإمارات لديها سياسة ورؤية خاصة تركز على جعل سعادة مواطنيها أولوية أساسية، وبالتالي لا توجد دولة في العالم تطبق مثل ما تطبقه الإمارات لتحقيق السعادة لأبنائها. وقال ما يجب أن تفعله الإمارات لتعزيز السعادة هو عدم الإصغاء للخبراء، فالإمارات لديها خبرتها وعاداتها وتقاليدها، وتمتاز بالتلاحم المجتمعي والعلاقة المميزة والمتواصلة بين القيادة والشعب، وهذه جميعها عوامل تجلب السعادة لأبناء الوطن. وأضاف من هذا المنطلق على الجهات المختصة في الإمارات تطوير الافكار الخاصة لتعزيز السعادة وتطوير الخطط وقياس النتائج وصولا إلى نتائج افضل. وأكد أن الإمارات فريدة من نوعها لجهة تحقيق السعادة لأبنائها، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي عيّنت وزيرة للسعادة انطلاقاً من حرصها على تحقيق السعادة لأبنائها، مشيراً إلى أن أي أمة، أو دولة ملتزمة باستخدام الطرق العلمية وتعمل بقلب وعقل مفتوح، كما هو الحال في الإمارات، ستجد السعادة لمواطنيها. وتوجه المحاضر في البداية بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعوته، وإتاحة المجال للحديث في مجلس سموه أمام حشد من الحضور لنقل خبراته التي استمرت نحو 25 عاماً في إجراء الدراسات والأبحاث في علم السعادة. وقال المحاضر إن السعادة حقيقة من حقائق الطبيعة، وإن زيادة الناتج المحلي الإجمالي والتخلص من الأمراض والتمتع بالصحة والعافية جميعها تزيد من السعادة، وعندما يكون الانسان أكثر غنى وصحة يكون أكثر سعادة. واضاف أن الحكومات تعمل جاهدة لزيادة الناتج المحلي الاجمالي والقضاء على الأمراض وضمان أمن مواطنيها، لأنها تؤمن بأن المواطنين يشعرون بالسعادة عندما يصبحون اثرياء، واصحاء وآمنين. انتقال الهرمون واكد البروفيسور دانيال غيلبرت ان السعادة هي الهدف النهائي لجميع السياسات الاجتماعية، ورغم ذلك فإن هذه السياسات نادراً ما تبنى على الحقائق العلمية، بل تستند إلى اعتقادات الناس القائمة على الحدس بشأن ما يسعد البشر، وما لا يسعدهم، مشيراً إلى ان طرق قياس السعادة تتم من خلال قياس حجم الابتسامة على الوجه و قياس نشاطات الدماغ وقياس مقدار انتقال هرمون السعادة في الجسم لتحقيق السعادة، والأهم طرح الاسئلة على الناس ان كانوا سعداء من غير ذلك. و قال على سبيل المثال يعتقد الناس في جميع انحاء العالم، بأن ثلاثة أمور أساسية تجلب السعادة، وهي الزواج والمال والأطفال، متسائلاً ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟، وخلال العقدين الماضيين قام علماء النفس وخبراء الاقتصاد السلوكي واخصائيو علم الأعصاب الإدراكي بتطبيق الأدوات القياسية للعلوم على الاسئلة المتعلقة بالسعادة البشرية وتوصلوا إلى خطأ بعض الاعتقادات القائمة على الحدس. رسم بياني واضاف، بالنسبة للزواج يعتقد العلماء بأن الزواج يجعل الإنسان سعيداً، والأشخاص المتزوجون تكون صحتهم أفضل، ويعيشون حياة سعيدة مقارنة مع غير المتزوجين الذين يعيشون حياة سعيدة ولكن بنسب أقل، وبالتالي الزواج والسعادة يرتبطان مع بعضهما بعضاً. واوضح أنه في دراسة أجراها في أمريكا حول علاقة الزواج بالسعادة، وجد ان الرسم البياني للسعادة يرتفع مع مرور سنوات على الزواج، وبعد مرور 15 سنة على الزواج قد تنخفض السعادة قليلاً، وربما تعود إلى نفس مستوى ما قبل الزواج، وأن بعد الطلاق تكون نسبة من النساء أكثر سعادة، مشيراً إلى انه لا يعني ذلك أن نتزوج ثم نطلق، ولكن هذا يؤكد ان الزواج الجيد والناجح مصدر لسعادة الانسان. وقال العنصر الثاني للسعادة هو المال، فعندما تغير الناس من الفقر إلى الامن المالي يشعرهم بكثير من السعادة، وفي دراسة في امريكا وجد أن من يصل دخله السنوي إلى نحو 65 ألف دولار يشعر بالسعادة، كما وجد أن مقدار السعادة عند الراحة مساو لمقدار السعادة عند العمل بينما تزداد السعادة مع ممارسة التمارين الرياضية وسماع الأشياء التي يرغبها الإنسان، مثل الموسيقى مثلاً، ومتابعة البرامج التلفزيونية، وعدم القيام بأي شيء لا يجعل الإنسان سعيداً. واضاف ان العنصر الثالث للسعادة هو الاطفال، مشيرا إلى أن الاعتقاد عند الناس أن الانسان يحتاج أن يكون عنده أطفال حتى يكون سعيداً، ولكن من خلال الدراسة التي اجريت في امريكا وجدنا أن نسبة من الذين ليس لديهم أطفال قد يكونوا أكثر سعادة من الذين عندهم اطفال، ومن هنا أظهرت نتائج الاستبيانات ان الاطفال قد يجعلون الناس اقل سعادة، مع الأخذ في الاعتبار ان النسب تختلف من منطقة لأخرى، ففي مونتنيغروا وجد أن الأبوين يكونان اكثر سعادة مع وجود الاطفال، بينما في دول أخرى، منها تركيا والعراق، يكون الأبوان فيها أقل سعادة مع وجود الأطفال. واوضح ان الدراسات التي اجريت في امريكا أشارت أيضاً إلى أن الرجال والنساء يشعرون بانخفاض في الشعور بالسعادة عندما يكونون آباء وأمهات، وتكون النساء أقل سعادة عندما تصبح أمّاً، والرجال يكونون اكثر سعادة اذا كانوا أرامل، ووجد أن الأطفال يخفضون من مصدر سعادة الأمهات، مع الأخذ في الاعتبار أن 70% من نتائج الدراسات صحيحة وتشمل مختلف دول العالم وقال في دراسة اخرى أجريت حول السعادة والنشاطات اليومية، وجد ان الحديث مع الأصدقاء والتسوق يجعل الانسان اكثر سعادة، والسعادة مثل ضغط الدم، ترتفع وتخفض لدى الإنسان بناء على مؤثرات وعوامل كثيرة. السعادة معدية مثل الفيروسات أكد البروفيسور دانيال غيلبرت في معرض اجابته عن اسئلة واستفسارات الحضور أن الإنسان اجتماعي ومصادر سعادته تأتي من الآخرين، والعلاقات الاجتماعية الجيدة مع أفراد الأسرة، والأصدقاء مصدر اساسي للسعادة، لذلك علينا ان الاستثمار في الأصدقاء وأفراد الأسرة. وأوضح أن السعادة امر معد ينتقل بين البشر مثل الفيروس، لذلك مرافقة الناس السعداء يزيد من سعادة الشخص، والسعادة الجوهر الأساسي للخير، وهو الهدف الذي نتجه اليه. وقال السعادة تعتمد على القياد بأشياء بسيطة يومياً، منها الأمور الدينية التي تجلب السعادة للإنسان، كما وجد أن الإنسان الذي لا يغير رأيه من واقع قناعات مبنية على أدلة يكون أكثر سعادة. واضاف أن على المتزوجين الجدد أن يقللوا من مستوى توقعاتهم من الزواج، حيث إن الطرف الثاني، الزوج أو الزوجة، قد لا يكون نفسه بعد 10 أو 15 عاماً من الزواج. المحاضر في سطور المحاضر البروفيسور دانيال غيلبرت فاز بالعديد من الجوائز لقاء أبحاثه ومسيرته الاكاديمية، وفي سنة 2007 حصل كتابه اكتشاف السعادة بالصدفة على جائزة المجمع الملكي عن افضل كتاب علمي لذلك العام، كما ترجم إلى اكثر من 30 لغة، وفي سنة 2010 استضاف وشارك في كتابه سلسلة نوفا التلفزيونية، هذه الحياة العاطفية التي حازت العديد من الجوائز وشاهدها اكثر من 10 ملايين مشاهد في البث الاول لها، وفي العام 2014 صنفته مجلة العلوم باعتباره احد العلماء الخمسين الاكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وتحظى محاضراته بأكثر من 15 مليون مشاهدة.

مشاركة :