مدينة الرقة.. من الازدهار العباسي إلى جرائم إرهابيي «داعش»

  • 5/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شنت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً هجوماً واسعاً على المناطق الشمالية من محافظة الرقة، حيث تعتبر المدينة التي تحمل الاسم نفسه عاصمة تنظيم داعش في سوريا. - الرقة أول مدينة كبيرة تسقط بأيدي المعارضة: في الرابع من مارس 2013 ،وبعد عامين من بدء الانتفاضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول عاصمة محافظة في سوريا تخرج عن سلطة النظام السوري. واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر المخابرات العسكرية في المدينة أحد أسوأ مراكز الاعتقال في محافظة الرقة، حسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تم تدمير تمثال في المدينة للرئيس السابق حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار. وفي البداية كان مقاتلو الجيش السوري الحر يفتقرون كثيراً إلى السلاح فرحبوا بالمقاتلين المزودين بأسلحة متطورة وتعاونوا معهم، قبل أن يقرروا وقف ذلك بسبب تطرفهم ولجوئهم إلى الاعتقالات الاعتباطية. -الرقة عاصمة تنظيم داعش: في أغسطس 2013 تمكن تنظيم داعش في العراق والشام من طرد مقاتلي الجيش السوري الحر من مقر قيادتهم في الرقة. وفي الرابع عشر من يناير 2014 سيطر الإرهابيون بشكل كامل على مدينة الرقة. في يونيو 2014 أعلن تنظيم داعش في العراق والشام تغيير اسمه وأعلن الخلافة على الأراضي التي باتت تحت سيطرته في العراق وسوريا. في الرابع والعشرين من أغسطس بات تنظيم داعش يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وسريعاً ما فرض التنظيم الإرهابي قوانينه على الرقة، مستخدماً كل أساليب الترهيب. - إعدامات وخطف: بعد أن فرض سيطرته على محافظة الرقة ومناطق أخرى من سوريا، لجأ التنظيم الإرهابي إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس والاغتصاب والخطف والتطهير العرقي والرجم وغيرها من الممارسات الوحشية، ما استدعى الأمم المتحدة إلى وصف هذه الممارسات بجرائم ضد الإنسانية. وحسب الأرقام التي قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان في نهاية عام 2015 فإن أكثر من 3500 شخص أعدموا، نصفهم من المدنيين على أيدي هذا التنظيم الذي حرص على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعاته على شرائط فيديو بهدف إثارة الرعب. وهناك مدينتان اليوم تفلتان من سيطرة التنظيم في محافظة الرقة، هما: تل أبيض وعين عيسى. - الرقة، مدينة استراتيجية على الفرات: تتمتع مدينة الرقة بموقع استراتيجي على وادي الفرات عند مفترق طرق مهم. وهي قريبة من الحدود مع تركيا وتقع على بعد 160 كيلومتراً شرق حلب وعلى بعد أقل من مئتي كلم من الحدود العراقية. كان عدد سكانها يبلغ نحو 220 ألفاً، أضيف إليهم بعد بداية الأحداث نحو 80 ألفاً من النازحين. وأتاح بناء سد على مستوى مدينة الطبقة ازدهار مدينة الرقة التي باتت تلعب دورا مهما في الاقتصاد السوري بسبب الزراعة. - العاصمة السابقة للعباسيين: بلغت مدينة الرقة أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية. وفي عام 722 أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة. وفي عام 796 جعل الخليفة هارون الرشيد من الرقة عاصمته الثانية على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وفي عام 1258 دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد. (ا.ف.ب)

مشاركة :