في ظل حالة السخط التي سادت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الإثنين، مع عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، أكد مسؤول إسرائيلي تطبيق آلية التفتيش عبر المحور. ونقلت صحيفة « يسرائيل هايوم » عن مسؤول رفيع، لم تذكر هويته، قوله إن آلية التفتيش في محور نتساريم يتم تطبيقها بعد إصرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على إدراجها ضمن بنود الاتفاق خلال المفاوضات الأولى. وأوضح المسؤول أنه كانت هناك معارضة جهات داخلية وخارجية على هذا المطلب لاعتقادهم بأن الإصرار على هذه النقطة قد يفشل الصفقة برمتها. وبحسب المسؤول، فإن التفتيش عبر المحور يهدف إلى منع نقل الأسلحة الثقيلة إلى شمال القطاع، مشيرا إلى أن اتحاد شركات متعددة الجنسيات – يضم شركة أمنية أميركية- يقوم بأعمال التفتيش على محور نتساريم. فيما أفاد موقع كلكاليست بأن تلك الشركات دخلت إلى القطاع خصيصا لفحص المركبات التي تعبر إلى الشمال، ومن المفترض أيضا التأكد من عدم مرور أي مسلحين أو أسلحة. وتابع الموقع: «إلا أن المارة الذين يعبرون محور نتساريم لا يتم تفتيشهم وهناك ثغرة أمنية في المنطقة ومن الصعب التأكد من هذا الأمر». استياء من العودة وكانت وعلقت القناة 12 العبرية على مشهد عودة مئات آلاف الغزيين إلى الشمال بأنها «الصورة التي انتظرت حماس لتراها». فيما زعم المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال «غالي تساهل»، دورون كادوش، أنه مع عودة هذا العدد الكبير من النازحين يمكن «تهريب السلاح بسهولة»، بحد ادعائه، قائلا: «يمكن لحماس نقل الكثير من الأسلحة إلى الشمال». وأكد أنه ليس لدى إسرائيل قدرة جدية على حل هذه القضية. صعوبة العودة للقتال وتابع في منشور له على منصة إكس : «باختصار حماس حصلت على ما تريد، من العودة إلى السيطرة الكاملة على شمال القطاع، وعودة السكان إليه (أكثر من 1.5 مليون نسمة) بعد أن تم إفراغه». ورأى أن عودة السكان إلى الشمال مرة أخرى سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العودة للقتال في تلك المنطقة إذا أراد المستوى السياسي هذا الأمر بعد نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق، متابعا: «إن العودة إلى القتال في منطقة مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة ستكون في غضون أسابيع قليلة مهمة شبه مستحيلة». فيما رأت القناة 14 اليمينية في صورة عودة النازحون وهو يرددون الأغاني أنها «صورة مشينة». «استسلام مطلق» وعلى المستوى السياسي، علق رئيس حزب «القوة اليهودية» ووزير الأمن القومي السابق، اليميني المتطرف ايتمار بن غفير ، على عودة النازحين والانسحاب من محور نتساريم بأنه «انتصار لحماس». وعلق بن غفير عبر حسابه على منصة إكس : «إعادة فتح طريق نتساريم هذا الصباح وإدخال عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هي صور انتصار لحماس وجزء إضافي ومهين من الصفقة». وزعم: «هكذا يبدو الاستسلام المطلق، جنودنا لم يضحوا بحياتهم من أجل السماح بظهور هذه الصور»، مطالبا بالعودة إلى «القتال والتدمير». فيما علق وزير الجيش يسرائيل كاتس قائلا: «سنواصل التطبيق الصارم لوقف إطلاق النار في الشمال والجنوب. ومن ينتهك القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل الثمن كاملا، ولن نسمح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر». عودة النازحين وصباح اليوم، توافد النازحون الفلسطينيون حاملين حقائبهم على ظهورهم، في طريقهم للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة. وأفاد مراسلنا بأن جسرًا بشريًّا ضخمًا تحرك من شارع الرشيد، مستهدفين العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها تحت ضغط الاحتلال. واستطلعت «الغد» آراء عديد من المواطنين، الذين عبروا عن فرحتهم بالعودة إلى منازلهم، بينما انطلقت الزغاريد من النساء تعبيرًا عن الفرح. وقال أحد النازحين، إننا جاهزين لإعادة إعمار منازلنا المدمرة، فقد كنا بحاجة إلى العودة إلى الشمال بعد غياب طويل.
مشاركة :