أوضح عاملون في قطاع النقل البحري أن أسعار الطيران الاقتصادية المنخفضة وعروضها القوية خلال المواسم قد ألقت بظلالها على الاستثمارات البحرية وحركة سفن الركاب في العديد من الموانئ السعودية. وقالوا إن انخفاض أسعار تذاكر الطيران الاقتصادي، وقصر مدة الطيران، مقارنة بأسعار تذاكر السفن وطول المدة حتى الوصول إلى السعودية أو المغادرة منها، خاصة في المدن على الساحل الغربي للمملكة، انعكس على أعداد المسافرين بحرا دون إعطائهم نسبة تقريبية للتغيرات في القطاع نظرا لعدم توافر أرقام رسمية لديهم. وقال لـ"الاقتصادية" المستشار بحري محمد بابيضان نائب رئيس لجنة ملاك السفن في الغرفة التجارية الصناعية في جدة, إن استثمارات ملاك السفن في السعودية تراجعت من 700 مليون دولار إلى أقل من 200 مليون دولار، بسبب انعدام الجدوى الاقتصادية من نقل الركاب من وإلى السعودية. سجلت الاستثمارات السعودية تراجعاً ملحوظاً في قطاع سفن الركاب. «الاقتصادية» وأوضح محمد بابيضان أن ظهور شركات الطيران الاقتصادي أحد أهم الأسباب خلف تراجع حجم الاستثمارات في القطاع البحري, حيث تقدم بعض شركات الطيران الاقتصادي أسعارا مخفضة للتذاكر, إضافة إلى ميزة قصر الوقت, مقارنة بطول الرحلات الدولية البحرية, وأسعار التذاكر في القطاع البحري. وبين بابيضان أن أعداد الركاب في القطاع البحري تراجعت بشكل ملحوظ في بعض المدن الرئيسة على الساحل الغربي للمملكة تحديداً، كما توقفت بعض السفن عن العمل من وإلى بعض الموانئ في السعودية، إلا في بعض الأوقات المحددة من العام مثل موسم الحج. ولفت إلى أن اشتراطات السلامة للسفن، خصوصاً في الرحلات الدولية، أسهمت في رفع التكاليف، في ظل الإحجام عن التمويل في القطاع البحري، لذلك توقفت بعض السفن عن العمل، وأخرى ما زالت تعمل بشكل محدود، في ظل توقف وتراجع الاستثمارات الجديدة، حيث لا توجد سفن جديدة دخلت الخدمة في الخطوط البحرية من وإلى السعودية، خاصة ما يتعلق بسفن الركاب. وأضاف: "بسبب الاشتراطات على السفن في الرحلات الدولية، توقف العديد من الرحلات بين مصر والسعودية، خاصة بعض الرحلات من جدة وينبع إلى السويس أو سفاجا، والعكس، وبالذات رحلات المعتمرين، حيث تحولت من السويس وسفاجا إلى ضبا على الساحل الغربي للمملكة والعكس، بسبب القيود على الرحلات الدولية من جدة وينبع إلى الموانئ المصرية والعكس، بينما لا تطبق الاشتراطات ذاتها على الرحلة البحرية القصيرة بين ضبا في السعودية وميناء سفاجا في مصر". ونوه نائب رئيس لجنة ملاك السفن في الغرفة التجارية الصناعية في جدة في الدورة الماضية، بأن اشتراطات السلامة في السفن الجديدة، تتطلب تكاليف عالية، والبواخر المؤهلة ستكون مكلفة، لذلك لا نجد الرغبة في الاستثمار في القطاع البحري، خاصة في ظل الإحجام عن تمويل مشاريع القطاع. من جانبه أكد فيصل التركي رئيس شركة "نسما للطيران"، أن هناك نموا ملحوظا في السعة المقعدية لرحلات الطيران الدولية، خصوصاً الرحلات الدولية من وإلى السعودية. وأوضح أن شركة نسما للطيران وسعت نشاطها في العديد من مدن المملكة، نتيجة النمو في الطلب على رحلات الطيران الدولية، حيث تسيير الشركة رحلات من نجران وأبها وتبوك والجوف إلى مصر، وتوسيع الخطوط لتشمل سوهاج وشرم الشيخ، ومن الممكن التوجه إلى مطارات مصرية أخرى. ولفت إلى أن أسعار التذاكر التي تطرحها شركة نسما للطيران، وشركات الطيران الاقتصادي أسهمت في جذب المسافرين، خصوصاً المعتمرين من الخارج، حيث تشهد شركة نسما للطيران زيادة مستمرة في أعداد المعتمرين القادمين للسعودية من الخارج. وفي السياق ذاته أكد لـ"الاقتصادية" مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للموانئ تراجع أعداد الركاب القادمين للسعودية عبر ميناء جدة الإسلامي خلال العام الماضي 2013، حيث بلغ إجمالي الركاب القادمين حتى كانون الأول (ديسمبر) 169.727 راكبا، فيما بلغ عدد الركاب القادمين عبر ميناء جدة الإسلامي خلال الفترة ذاتها من العام قبل الماضي 172.659 راكبا.
مشاركة :