صنعاء: حمدان الرحبي اغتال مسلحون مجهولون دبلوماسيا إيرانيا أمس، بعد محاولة فاشلة لاختطافه وسط صنعاء. ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بحادثة قتل الدبلوماسي، وقالت إن الموضوع قيد المتابعة مع السلطات اليمنية، فيما نددت الخارجية اليمنية أيضا بالحادثة وعدتها استهدافا للعلاقات اليمنية - الإيرانية. وأكدت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط» مقتل الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي، الذي يشغل منصب المسؤول المالي بالسفارة الإيرانية في صنعاء، موضحة أن مسلحين يستقلون سيارة من طراز «هيلوكس» أطلقوا الرصاص على أسدي، في منطقة شميلة بصنعاء، وقت الظهر، بعد أن حاول مقاومة اختطافه. وانتشرت قوات الأمن في منطقة الحادث، فيما أغلقت الشوارع بحثا عن المهاجمين. وذكرت مصادر أمنية أخرى أن الدبلوماسي تعرض لرصاص سلاح رشاش أطلق من سيارة كان يستقلها ثلاثة شبان لاذوا بالفرار بعد ذلك. كما نقلت وكالات أنباء عن مصدر طبي قوله إن الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي «أصيب في الكتف والبطن والمعدة» مؤكدا أنه «أدخل غرفة العمليات ثم نقل إلى العناية المكثفة وتوفي بعد ساعة ونصف ساعة». ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد الله، تأكيده مقتل الدبلوماسي الإيراني، مشيرا إلى أنه «تعرض السبت لاعتداء إرهابي في صنعاء». ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بالحادثة، وقالت «إن الموضوع قيد المتابعة الجدية مع السلطات المعنية في اليمن». من جانبه، ندد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي بحادثة الاغتيال ووصفها «بالعملية الإرهابية والإجرامية». وقال القربي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الحكومية «إن العملية تستهدف العلاقات اليمنية - الإيرانية قبل أن تستهدف الدبلوماسي». وأوضح أن الأجهزة الأمنية ستقوم بواجبها في تعقب الجناة حتى القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع، مشيرا إلى أن اليمن وإيران «يحرصان على منع أي محاولات للإضرار بالعلاقة بينهما». كما قدم «باسم الحكومة اليمنية التعازي للحكومة والشعب الإيراني وأسرة الدبلوماسي في هذا المصاب». وتشهد العلاقات اليمنية - الإيرانية توترات متلاحقة على خلفية الاتهامات اليمنية لطهران بدعمها لجماعة الحوثيين، التي تفرض سيطرتها على محافظة صعدة في شمال البلاد. وضبطت السلطات اليمنية العام الماضي، الكثير من شحنات الأسلحة المقبلة من إيران على متن سفن، أبرزها سفينة «جيهان 1» التي جرت محاكمة طاقمها أمام القضاء اليمني. وما زال دبلوماسي إيراني آخر، يدعى نور أحمد نكبخت خطف في يوليو (تموز) الماضي في صنعاء، بين أيدي خاطفيه الذين يبدو أنهم من عناصر تنظيم القاعدة وفق مصادر قبلية. وكثرت الهجمات وعمليات الخطف في اليمن الذي يعاني من أعمال عنف في مناطق عدة ينشط فيها كثيرا عناصر «القاعدة». وقد جرح قنصل اليابان في اليمن في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بطعنات خنجر بيد مجهول أيضا في حي حدة الذي يضم الكثير من منازل الدبلوماسيين. وفي 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قتل مسلحون مجهولون بيلاروسيا وجرحوا آخر في العاصمة اليمنية حيث كان الرجلان، وفق مسؤول محلي، متعاقدين كمستشارين لدى الجيش. وهاجم مسلحون كانوا يستقلون دراجة نارية البيلاروسيين عند خروجهما من أحد الفنادق، كما تعود أن يفعل عناصر «القاعدة» في هجماتهم المسلحة. وفي السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قتل حارس في سفارة ألمانيا بصنعاء عندما حاول التصدي لعملية خطف.
مشاركة :