أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 300 ألف نازح فلسطيني عادوا يوم الاثنين من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وقال المكتب في بيان صحفي مقتضب "عاد أكثر من 300 ألف من محافظات الجنوب والوسطى إلى غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين بعد 470 يوما على حرب الإبادة الجماعية"، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي. وبدأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين صباح الإثنين العودة إلى ديارهم في شمال غزة لأول مرة منذ 15 شهرا من النزوح القسري في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس. وتعليقا على ذلك، قالت حركة حماس في بيان "إن المشهد التاريخي لعودة النازحين، وهذا الزحف البشري الهادر يحطّم الآن أوهام الاحتلال بتهجير شعبنا أو إخضاعه أو إرهابه وثنيه عن خيار المقاومة والتجذّر والثبات على هذه الأرض". وأضاف البيان أن "الحدث غير المسبوق في تاريخ الصراع بعودة مئات الآلاف إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة رغم أنف الاحتلال وحكومته هو تجسيدٌ لقدرة شعبنا ومقاومته على تحرير أرضنا ومقدساتنا". وجاءت هذه التطورات غداة إعلان قطر توصل حركة حماس وإسرائيل إلى تفاهم يقضي بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنين آخرين قبل يوم الجمعة القادم، وثلاث رهائن يوم السبت، مقابل سماح إسرائيل بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ابتداء من صباح الإثنين. وكان من المفترض أن يتم إطلاق سراح يهودا السبت رفقة ثلاث مجندات، وفق ما أعلنت إسرائيل، إلا أن حركة حماس أطلقت سراح أربع مجندات مقابل 200 أسير فلسطيني. بدورها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن مشاهد عودة النازحين إلى بيوتهم شمال غزة تؤكد عدم استطاعة أحد تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) "إن مشاهد عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم في شمال غزة رغم التدمير الممنهج والجرائم التي ارتكبها الاحتلال يؤكد أن الشعب سيبقى صامدا ثابتا على أرضه ولن يستطيع أحد تهجيره من وطنه". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال يوم السبت، وفق تقارير، إنه ناقش مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مسألة نقل سكان من غزة إلى دول مجاورة. وقال ترامب "تحدثت مع الملك عبد الله بشأن نقل سكان من غزة إلى دول مجاورة، طلبت منه استقبال المزيد من الأشخاص لأن الوضع في غزة فوضوي للغاية، وأريد أيضا أن تستقبل مصر أشخاصا، وسأتحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي". واعتبر أبو ردينة أن مشاريع التهجير والوطن البديل مرفوضة، وهي تعزز عدم الاستقرار والفوضى التي تشهدها المنطقة، والبديل هو تحقيق السلام العادل القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكد أن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه أثبت للجميع أن الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والاستقرار هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. ورأى "أن المطلوب حاليا هو تثبيت وقف إطلاق النار واستدامته وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل وتولي منظمة التحرير الفلسطينية مهامها في غزة والتركيز على تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية الجديدة لدعم الحلول التي تؤدي إلى تحقيق سلام دائم واستقرار لدول المنطقة والعالم، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر مع مصر والأردن اللتين وقفتا بكل إصرار لمنع التهجير. وخلال الحرب في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا أعلنت مصر والأردن مرارا رفضهما لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.■
مشاركة :