دخلت أمس، سفينة فرنسية على خط البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة «مصر للطيران» التي سقطت في البحر المتوسط فجر الخميس الماضي، بالتزامن مع بدء سلطات التحقيق المصرية فحص مستندات وتسجيلات صوتية جرت بين قائد الطائرة المنكوبة والمراقبة الجوية في اليونان. وأعلن رئيس لجنة التحقيق في الحادث أيمن المقدم أن سفينة تابعة لشركة ألسيمار الفرنسية المختصة في البحث عن الحطام في البحر، ستنضم خلال الساعات المقبلة لفرق البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة» التي كان على متنها 56 راكباً بالإضافة إلى عشرة من أفراد طاقمها، موضحاً أن السفينة «تحركت من جزيرة كورسيكا الفرنسية إلى منطقة البحث عن حطام الطائرة في البحر المتوسط». وعزا المقدم الاستعانة بالشركة الفرنسية إلى «وجود إمكانات متميزة لها في عمليات البحث والتقاط الإشارات الصادرة من الصندوقين الأسودين». وكانت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية أفادت بأن القاهرة وباريس «تجريان محادثات مع شركتين خاصتين تمتلكان معدات مختلفة... الفكرة هي تعبئة الوسائل بسرعة»، من دون أن تحدد كلفة هذه العقود. لكن مصدراً ديبلوماسياً في باريس تحدث لوكالة فرانس برس كشف أن الشركتين هما «ديب أوشين سيرش» (دي أو اس) ومقرها في بورت لويس (جزر موريشوس)، و «السيمار» ومقرها في باريس. وأنه سيتم تقاسم التكاليف بين فرنسا ومصر، على أن تكون هيئة سلامة الطيران مسؤولة عن هذا الملف من الجانب الفرنسي. وتأسست «دي أو اس» العام 2010 وتمتلك سفينة تحدد إشارات الموجات ما فوق الصوتية للصناديق السوداء، ومجهزة بجهاز آلي قادر على رسم خريطة أعماق المياه واستعادة الصندوقين الأسودين، أما «السيمار» فلديها أيضاً معدات قادرة على تحديد موقع إشارات الموجات ما فوق الصوتية. وكانت مصر أرسلت مطلع الأسبوع غواصة تابعة لقطاع البترول يمكنها الوصول إلى ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر إلى موقع الحطام. وأعلن رئيس لجنة التحقيق المصرية في الحادث أيمن المقدم في تصريحات صحافية أمس، أن اللجنة «تسلمت وثائق خاصة بالطائرة من السلطات اليونانية وجارٍ فحصها حيث تتضمن الوثائق تسجيلاً صوتياً وصوراً رادارية… توضح الحوار الذي تم بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية اليونانية خلال عبوره المجال الجوي اليوناني، إضافة إلى تحديد خط سير الطائرة على شاشات الرادار اليوناني خلال عبورها». وأضاف: «سلطات التحقيق الفرنسية تقوم حالياً بتجميع كل البيانات الخاصة بالطائرة خلال رحلتها منذ إقلاعها من مطار شارل ديغول ومرورها بالأجواء الأوروبية والتي تشمل تسجيلات أجهزة الرادار الصوتية للحوار بين قائد الطائرة وأجهزة المراقبة الأوروبية وصور أجهزة الرادار، التي توضح عبور الطائرة في الأجواء الأوروبية، إضافة إلى تسجيل وصور الرادار الفرنسي ومطار شارل ديغول في باريس، ومن المتوقع الحصول عليها خلال الأيام المقبلة». وتابع: «تلقت اللجنة أيضا وثائق من شركة إيرباص المصنعة للطائرة المنكوبة توضح تلقيها إشارات من جهاز بث لتحديد الموقع في حالات الطوارئ (إي.إل.تي) وهو أحد ثلاثة أجهزة على الطائرة وتم من خلالها تحديد موقعه في أعماق المتوسط وتم إبلاغ هذه المعلومات لفريق البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة للبحث عنه في مساحة تبلغ حوالي خمسة كيلومترات مربعة». وقال المقدم إن «فرق البحث والإنقاذ تسابق الزمن لتحديد موقع الصندوقين الأسودين من خلال رصد النبضات والإشارات التي يصدرها لمدة 30 يوماً»، مشيراً إلى أنه مر من الثلاثين يوماً حتى الآن ثمانية أيام. وأضاف «حتى لو فشلنا خلال مدة الثلاثين يوماً في تحديد الصندوقين فإننا سنستمر في البحث لأن هناك حوداث مماثلة تم خلالها العثور على الصندوقين الأسودين لطائرات بعد مرور شهور عدة حيث تتم عمليات البحث في ظروف صعبة جداً، حيث تبلغ أعماق المنطقة أكثر من ثلاثة كيلومترات إضافة إلى امتداد مساحة البحث في أكثر من 40 ميلاً بحرياً». وأشار المقدم إلى فشل فرق البحث والإنقاذ في انتشال جثث الضحايا، وقال إن «ما تم انتشاله أشلاء صغيرة... تم تسليمها إلى لجنة مختصة من الطب الشرعي» للتوصل إلى أسباب الوفاة وإجراء فحوص الحمض النووي (دي.ان.ايه) لتحديد هوية الضحايا. وقال إن لجنة التحقيق ستصدر تقريراً بعد شهر من تاريخ وقوع الحادث. وشارك أمس، وزير الطيران شريف فتحي وقيادات في الوزارة وشركة مصر للطيران، في مسيرة لتأبين ضحايا الطائرة المنكوبة، انطلقت من أمام النادي الأهلي في منطقة الزمالك، وصولاً إلى دار الأوبرا المصرية. وقام المشاركون في المسيرة بوضع الشموع وأكاليل الزهور أمام النصب التذكاري داخل الأوبرا تخليداً لأرواح الضحايا.
مشاركة :