أكد د. محمد أبو الجدائل أن العالم مليء بالتطورات التقنية والرقمية، وقد يتساءل البعض عن جدوى الإذاعات التجارية التقليدية ودورها في إيصال الرسائل الاجتماعية والوطنية ومع ذلك، تبقى الإذاعات واحدة من أهم الوسائل الإعلامية القادرة على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع بمختلف مستوياتهم ومناطقهم، خاصة في الدول ذات المساحات الشاسعة مثل المملكة العربية السعودية. وقال – أن واقع سوق الإذاعات في السعودية والإمارات – بحسب الإحصائيات، يبلغ حجم سوق الإعلان الإذاعي في السعودية حوالي 40 مليون ريال سعودي، في حين وصل حجم السوق في الامارات العربية المتحدة إلى 166 مليون ريال، على الرغم من أن دولة الامارات تُعد أصغر حجمًا من حيث عدد السكان والمساحة مقارنة بالسعودية. مشيرا – أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التفاوت هو أن الإنفاق الحكومي في الامارات العربية المتحدة على إعلانات الراديو أكبر من نظيره في السعودية ففي الامارات العربية المتحدة، يتم توجيه جزء كبير من الميزانيات الحكومية للإذاعات كوسيلة أساسية لتغطية الفعاليات والترويج للمبادرات الوطنية أما في السعودية، فإن غالبية الإنفاق الحكومي على الإعلانات يتجه إلى إعلانات الشوارع والإعلانات الرقمية، والتي على الرغم من أهميتها إلا أنها تُعد باهظة الثمن ومحدودة الرؤية والتأثير مقارنة بالإذاعات. أهمية الإذاعات كوسيلة فعالة لتوصيل الرسائل ، الإذاعات تمتاز بقدرتها الفريدة على الوصول إلى جميع شرائح المجتمع بشكل فوري ومباشر، سواء كانوا في المدن الكبرى أو المناطق النائية كما أن الإذاعات تُعتبر وسيلة فعالة من حيث التكلفة مقارنة بإعلانات الشوارع التي قد تكون مرئية لفترة زمنية محدودة فقط، أو الإعلانات الرقمية التي تستهدف فئة محددة من الجمهور. وأضاف الدكتور أبو الجدائل – مع ذلك، نرى أن الحملات الحكومية في السعودية تميل إلى تجاهل الإذاعات لصالح الوسائل الأخرى، مما يترك قطاع الإذاعة التجاري يعاني من قلة الدعم، رغم دوره الكبير في تعزيز الوعي ونقل الرسائل الوطنية أن الحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيات الإنفاق الحكومي، إذا كانت دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة الأصغر حجمًا، تحقق سوقًا إذاعيًا بقيمة 166 مليون ريال، فإن المملكة العربية السعودية قادرة على تحقيق أضعاف هذا الرقم إذا تمت إعادة النظر في توزيع ميزانيات الحملات الحكومية الإذاعات التجارية في السعودية لديها الإمكانيات لتقديم محتوى مؤثر وشامل يلبي احتياجات الدولة في إيصال الرسائل الاجتماعية والوطنية. بدلًا من الاعتماد المفرط على الإعلانات في الشوارع أو الوسائل الرقمية، يمكن استغلال الإذاعات بشكل أفضل لدعم الفعاليات والمبادرات، خاصة وأنها تُعتبر وسيلة منخفضة التكلفة مقارنة بالإعلانات التقليدية الأخرى. وأختتم كلامة – أن الإذاعات التجارية ليست مجرد وسيلة إعلامية تقليدية، بل هي أداة قوية قادرة على نقل الرسائل الاجتماعية والوطنية بفعالية وبتكلفة أقل من البدائل الأخرى إذا تم توجيه الإنفاق الحكومي بشكل متوازن نحو الإذاعات، فإنها ستسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتعزيز التواصل الفعّال مع كافة أطياف المجتمع.
مشاركة :