حذَّر الدكتور عبد العزيز محمد الزير - أستاذ علوم المكتبات بجامعة الإمام والداعية الإعلامي المعروف - من أن تكون هذه الإجازة الصيفية مرتعاً لتغلغل الأفكار والسلوكيات المنحرفة لعقول أبنائنا والتأثير عليهم، منوهاً بأن البرنامج الوقائي الوطني «فطن» يقع على عاتقه دور كبير للتصدي لهذه الأفكار تحديداً في هذه الإجازة الصيفية. جاء ذلك لدى إطلالته ضيفاً للندوة الثامنة التي نظمها برنامج «فطن» بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون مساء الأمس الثلاثاء 17-8-1437بعنوان: (كن فطناً واستثمر الإجازة الصيفية) والتي أدارها أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود والمشرف العام على المركز الإعلامي لـ«فطن» الدكتور تركي العيار. واستأنف د. الزير حديثه عن واقع ومفهوم الإجازة في مجتمعنا منتقداً المفهوم السائد لدينا عن الإجازة والذي ينحصر غالباً بين الترفيه والنوم، رافعاً شعار (إجازة بلا عجازة) والذي يعني استثمار أيام الإجازة مثلاً في الأعمال التطوعية كما يحدث في كثير من الدول الأوروبية والأمريكية، لافتاً إلى أن هذا المفهوم الغربي للإجازة موجود لدينا في موروثنا الثقافي حيث لم يكن لدينا قديماً ما يُسمى بالإجازة مطلقاً، بل كان أجدادنا يستثمرون جميع أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع. ودعا د. الزير الآباء والمربيين ووسائل الإعلام إلى تحمُّل مسؤولية ملء أوقات الفراغ لأبنائنا وتوجيههم نحو الترفيه الهادف والبعيد عن الأفكار المتطرفة، ومحاولة صقل ما لديهم من مواهب وإبداع مدفون في أعماقهم، منتقداً في الوقت ذاته نظرة الكثير من الأسر لإبداع أبنائهم على أنه مجرد عبث، بينما الواقع يخالف تلك النظرة المثبطة، ويرى بأن العادات والتقاليد أحياناً تقيّد الإبداع والموهبة بحجة الخوف من العين والحسد، بل إن هذه العادات أحياناً تعارض الشرع والذي بدوره يحث على السعي والعمل دائماً: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة. وأوضح د. الزير بأن المملكة باتت تمتلك عقولاً رائعة تبتكر وتخترع أجهزة حديثة لم يصل إليها أحد في العالم مستشهداً باختراع أحد الطلاب الذين أشرف عليهم شخصياً والذي سمّاه (السياج الأمني) حيث يُعد الأول من نوعه عالمياً من حيث المسمى، مشيراً إلى اختراع أحد الطلاب الذين أشرف عليهم جهازاً يمنع سرقة السيارات، وطالب آخر اخترع جهازاً ينظم ضربات القلب، فكل هذه الاختراعات تعطينا مؤشراً على كمية الإبداع المدفون في عقول أبنائنا والذي لا يخرجه إلا المربون آباء كانوا أو معلمين. من جانبه شدد الضيف الآخر لهذه الندوة الأستاذ محمد إبراهيم المعجل - رئيس اللجنة الوطنية السياحية في الغرفة التجارية - على ضرورة وضع خطط مسبقة للأسرة لاختيار آلية وموقع قضاء هذه الإجازة قبل بدايتها، محذراً أن يكون التخطيط لهذه الإجازة من قِبل الأطفال ذاتهم؛ لأنهم يفتقدون للقاعدة الأساسية للتخطيط السليم، مطالباً كل من يريد السفر لقضاء أوقات ممتعة بوضع أهداف معينة كاكتساب ثقافة جديدة مثلاً أو معلومات أساسية عن المواقع التي يزورها مع ضرورة التقصي والبحث المسبق عن الدولة التي سيزورها لئلا يضيع وقته وجهده وماله هدراً. ونوه المعجل إلى بعض الجهات الرسمية التي تستطيع الاستعانة بها كدليل لك خلال السفر لمعرفة الفعاليات ومواقعها، كالأمانات البلدية ورعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام، كذلك هيئة السياحة،حيث تقوم كل جهة منها بدورها المستقل في تنظيم المهرجانات والفعاليات المصاحبة للإجازة الصيفية، إضافة إلى وجود هيئة الترفيه والتي يعوّل عليها في توسيع دائرة الترفيه في المجتمع ووضع خيارات جديدة ومتنوعة للترفيه. ونادى المعجل لدعم السياحة الداخلية في المملكة بقوة، لأنها تحتوي على مواقع جميلة جداً وتستحق منها الوقوف والتعرف عليها، كما أن السياحة الداخلية في المملكة تدعم الاقتصاد الوطني وتزيد من مدخولاته، مطالباً في الوقت ذاته الأخذ بعين الاعتبار تقويم البنية التحتية للبلد لجذب السياح ودعم السياحة الداخلية. وأشار المعجل إلى أن هناك نوعاً من أنواع السياحة يكاد يفقد، وهو سياحة زيارة الأقارب - خصوصاً لأرباب الأسر الذين أنهكتهم السياحة الخارجية سنوياً مادياً وبدنياً - لأن سياحة زيارة الأقارب تفيد كثيراً الآباء والأبناء معاً حيث تقوي أواصر الرحم بين الأسر وتكلفتها أقل مادياً. ودعا المعجل الأسر المتواجدة في هذه الإجازة الصيفية بالرياض إلى الاستفادة من مهرجان الرياض الصيفي والذي تتبناه الغرفة التجارية وأصبح يجذب الزوار سنوياً، بل إن أعداد الزوار للمهرجان العام الماضي وصل إلى 10 ملايين زائر وحركة البيع تجاوزت غيره من السنوات بنسبة ربح وصلت لـ15% مع ملاحظة وجود زوار له من كافة دول الخليج، وتقام فعالياته في أكثر من 20 مركزاً تجارياً يشاركون بأكثر من 300 فعالية في جميع أنحاء مدينة الرياض
مشاركة :