الرؤية 2030 ودعم الفنون التشكيلية - فيصل خالد الخديدي

  • 5/27/2016
  • 00:00
  • 229
  • 0
  • 0
news-picture

بعد إعلان الرؤية السعودية الطموحة 2030 والبدء في إعادة تشكيل الوزارات وإنشاء الهيئات، بدأت بعض الآراء والمقترحات تظهر على السطح من خلال الصحف ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بين طرح عميق يسعى للتمشي مع طموح الرؤية وتقديم أفكار تضيف وتبني للبناء بناء، وبين رؤى سطحية لا تضيف شيئًا جديدًا عمّا قبل الرؤية للمجال الذي طرحت فيه وهذه الرؤى السطحية إن ظهرت للسطح بشكل رؤية جمعية للمجال فإنه يحكم على هذا المجال بالبقاء مكانه سر كما كان قبل الرؤية. التغيير قادم والتطوير مطلب لكل مجال ورأي أرباب المجال والمتخصصين يضيف ويسهم بفاعلية متى ما كان بشكل مدروس وشامل وقارئ جيد للواقع ومتطلع للمستقبل وساعيًا إليه، وفي الفنون التشكيلية الأمر لا يختلف كثيرًا عن بقية المجالات الثقافية والفنية فالمطالب كثيرة والتطلعات كبيرة والآمال بالتغيير للأفضل والتطوير لحال الفنون التشكيلية والبصرية تتعدى المعارض وإقامتها وتنظيمها وتصل للمتاحف وتأسيسها ونشر ثقافتها فمتى ما كان هناك إيمان كامل بدور الفنون وأهميتها متى ما كان هناك تغيير وتطوير وانتعاش حقيقي لها، وهو ما تضمنته الرؤية كأحد محاورها المعلنة في العناية والدعم للثقافة بشتى مجالاتها والاستثمار فيها وتنويع مصادر الدخل المستدامة لها. الفنون التشكيلية ومن قبل إعلان الرؤية تعاني من غياب أمور أساسية وإلزامية للعمل الجاد في أي مجال ثقافي ومنها عدم وجود قاعدة بيانات أساسية للفنانين التشكيليين وتصنيفهم وغياب الثقافة الحقوقية للفنانين وأعمالهم ابتداء من شهادات الأعمال وصولاً إلى حفظ حقوق الفنانين ومعرفة مالهم وعليهم في جميع تعاملاتهم الفنية، وغياب التنظيم المؤسسي للمعارض والمشاركات الداخلية والخارجية وعدم وجود تنظيم لإنشاء المتاحف والصالات الفنية ودعمها وهذه جميعها وأكثر يمكن تنظيمها بعد البدء في عمل الهيئة والتنسيق مع أذرعها من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تعنى بالفنون التشكيلية ودعمها وتنظيم العمل فيما بينها بشكل تكاملي لخدمة الفنون التشكيلية والاستثمار فيها بشكل عملي وحقيقي. إن دور القطاع الخاص في دعم أوجه الثقافة والفنون غائب أو مغيب ويمكن تفعيله بشكل جاد متى ما فعلت برامج الخدمة المجتمعية وألزمت بها الشركات والمؤسسات والبنوك وكانت شرطًا في تصاريحها وتجديدها، فإلزام الفنادق والشركات والمستشفيات الخاصة باقتناء أعمال أصلية للفنانين السعوديين معتمدة بشهادات معدة لذلك وتكون بعقود موحدة وتسعيرات معتمدة تعرض بمرافق وغرف وأجنحة الفنادق والشركات والمستشفيات ويدخل ذلك في تقييمها وتصاريحها يعد ذلك دعمًا مستحقًا للفنان والفنون، وتفعيل دور البنوك والمؤسسات المصرفية بدعم المشروعات الثقافية في مختلف مناطق السعودية وذلك بإنشاء متاحف وصالات عرض وتبنٍ لمشروعات الفنانين ويكون ذلك إلزامًا عليها ومن مهامها الأساسية ويكون الإلزام بالتكامل بين المؤسسات الحكومية المختلفة لتقدم الخدمية المجتمعية التي تليق بمدخولاتها، دعم الاستثمار في الفنون التشكيلية يحتاج للكثير وهو مجال خصب وبكر لم يستغل بالشكل المستحق فالمتاحف والمعارض والمزادات الفنية مصدر دخل ويستحق الدعم والاستثمار بشكل يتوافق مع الرؤية. مقالات أخرى للكاتب التشكيليون وثقافة التكريم هيئة الثقافة.. رؤية للأمام صناعة التشكيلي بين الموهبة والزيف الدوال التشكيلية بين المحسوس والمتخيل مِنَح التفرغ بين الغياب والضرورة

مشاركة :