كشف المستثمر الأميركي والخبير في قطاع العقارات، براندون تيرنر، عن مجموعة من السلوكيات التي يعتمدها الأثرياء وتساعدهم على تحقيق النجاح المالي، مشيرًا إلى أن هذه العادات تمثل خريطة طريق نحو بناء الثروة والاستدامة المالية. وأكد تيرنر أن الأثرياء لا يكتفون بوضع قرارات عشوائية، بل يعملون وفق رؤية واضحة وخطط محددة بأهداف قابلة للقياس، فهم يعلمون بدقة وجهتهم، ويضعون استراتيجيات مدروسة للوصول إليها، ما يمنحهم ميزة تنافسية في عالم المال والأعمال. أحد العوامل الحاسمة في نجاح الأثرياء هو إحاطة أنفسهم بأشخاص ناجحين، ففي بعض الحالات، قد يدفع الأثرياء مبالغ طائلة تصل إلى 250 ألف دولار للانضمام إلى دوائر مؤثرة، لأنهم يدركون أن البيئة المحيطة تلعب دورًا جوهريًّا في تحقيق الطموحات. ويؤمن الأثرياء بأن تحقيق المكاسب الكبيرة يتطلب خوض مخاطر محسوبة، حيث يراهنون على قرارات قد تكون مكلفة إذا فشلت، لكنها في المقابل قد تدر عليهم أرباحًا طائلة في حال نجاحها. وعلى سبيل المثال، قد يكلف توظيف موظف جديد 100 ألف دولار، لكن نجاحه قد يحقق ملايين الدولارات للشركة. وشدد تيرنر على أن النجاح ليس ضربة حظ، بل هو نتيجة للانضباط المستمر، والأثرياء يحرصون على تتبع عاداتهم اليومية وتعديل روتينهم بما يتماشى مع أهدافهم طويلة المدى، ما يساعدهم على تحقيق نتائج استثنائية بمرور الوقت. إحدى أبرز سمات الأثرياء هي شغفهم المستمر بالتعلم، فهم لا يتوقفون عند التعليم الأكاديمي، بل يستثمرون في المعرفة من خلال الكتب، والبودكاست، والمؤتمرات، والتدريب الشخصي، ما يعزز فرص نموهم المهني والمالي. ويؤمن الأثرياء بأن القرارات المالية يجب ألاّ تكون مبنية على مكاسب سريعة، بل على استراتيجيات تمتد لعقود، فهم يضعون خططًا تمتد لعشرة أو عشرين أو حتى ثلاثين عامًا، معتمدين على المعرفة العميقة والاستشارات المهنية لضمان تحقيق ثروات مستدامة. ومن بين الصفات التي تميز الأثرياء هو عدم انتظار الفرص، بل خلقها بأنفسهم، فهم لا يتركون النجاح للمصادفة، بل يتخذون خطوات استباقية، ويسعون ليكونوا الأفضل في مجالاتهم من خلال التنافس على أعلى المستويات. كما يدرك الأثرياء أن تحقيق الثروة يتطلب طاقة ذهنية وجسدية عالية، لذا يحرصون على اتباع أنظمة غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية، والنوم الجيد، ما يساعدهم على تعزيز إنتاجيتهم وتحقيق نجاحات مستدامة. ويعتبر تيرنر أن مهارات القيادة والتواصل من أهم العوامل التي تسهم في زيادة الدخل وفتح فرص جديدة. وهذه المهارات، وفقًا له، ليست فطرية بل مكتسبة، ويستثمر الأثرياء الوقت والجهد في تطويرها لأنها تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح المالي. وأخيرًا، أكد تيرنر أن الأثرياء يتقنون فن التفويض، حيث يتخلون عن المهام الثانوية ويفوضونها للآخرين، ما يسمح لهم بالتركيز على المشاريع الكبرى التي تحقق لهم قفزات نوعية في مسيرتهم المالية والمهنية. ويرى تيرنر أن النجاح المالي ليس مجرد نتيجة للحظ، بل هو نتاج استراتيجيات مدروسة وسلوكيات محددة يتبناها الأثرياء بوعي. فمن خلال التخطيط، والمخاطرة الذكية، والتعلم المستمر، والانضباط، يمكن لأي شخص أن يسلك طريق النجاح المالي ويحقق الاستقلال الاقتصادي.
مشاركة :