«بابا مرزوق».. المدفع الجزائري السجين لدى فرنسا

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقف عمود بطول 7 أمتار على منصة علوها متران ونصف المتر، في ساحة ميناء مدينة بريست الفرنسية منذ 183 عاماً. كثيرون لا يعرفون قيمة هذا العمود مع أن وضعه هنا يشبه النصب التذكارية التي تخلد لأمر مهم. بالفعل هو مهم جداً لتاريخ فرنسا لأنه يرمز إلى حقبة انتصاراتها وحملاتها الاستعمارية الواسعة. العمود هو المدفع بابا مرزوق الأكبر في العالم لكل الأوقات، أخذه الفرنسيون من مدينة الجزائر بعدما فشل في رد العدوان لأول مرة منذ دخوله الخدمة عام 1542. إذ دخلت وحدات البحرية الفرنسية لاحتلال مدينة الجزائر في صيف عام 1830، واستسلم حاكمها العثماني الداي حسين وسلم ذليلاً مفاتيح المدينة إيذانا ببداية مرحلة جديدة من تاريخها وتاريخ البلد. وجسدت تلك القوات سيطرتها بضم بابا مرزوق للتراث التاريخي للدفاع الفرنسي، وإهدائه إلى الملك كغنيمة حرب استثنائية لا تشبهها غنيمة أخرى. نقل المدفع المرعب الذي صد حملات الأوربيين على الجزائر على مدى قرون إلى فرنسا عام 1832. وقررت السلطات هناك تحويله إلى تحفة عامة تعرض على مدار العام بساحة ميناء مدينة بريست لتشهد على انتصارات الجيش الفرنسي، فثبتته إلى قاعدة معدنية على الأرض بعلو مترين ونصف المتر ووجهت فوهته الساكنة إلى أعلى يقف عليها ديك هو رمز فرنسا، يضع رجله على قذيفة صامتة لا تنطلق ولا ترعب أحداً. هذا المدفع العملاق، صنعه إيطالي من البندقية من البرونز الخالص بطلب من حسان باشا ثاني حاكم عثماني للجزائر، بعد خير الدين بربروس. ويبلغ وزن المدفع 12 طناً ومدى قذفه 5 كيلومترات. وهو أكبر المدافع التي كانت تحرس مدينة الجزائر لقرون وعددها 1000 مدفع معظمها موجه إلى البحر. وبعد استقلال البلاد عام 1962 سعت السلطات الجزائرية لفك أسره وإعادته إلى وطنه لكن المفاوضات تعثرت في كل مرة وأعادت الجزائر الكَرة عام 2012 بمناسبة ذكرى مرور 50 عاماً على الاستقلال. وأعلن مستشار وزارة الدفاع الفرنسية وقتها، جون إيف دوريان، تعقيباً على طلب الجزائر بأن البحرية الفرنسية متمسكة بالمدفع وتراه جزءاً من تراثها التاريخي وملكاً دائماً لوزارة الدفاع.

مشاركة :