الطلبة: أطول إجازة .. والأهالي: أطول كابوس

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

< منذ أعوام خلت لم يكن أكثر المتفائلين من الطلبة السعوديين يتوقعون أن تتجاوز إجازتهم السنوية الـ90 يوماً، على غرار إجازاتهم قبل عامين، إلا أن هذا العام جاء مختلفاً، واختلف معه المشهد كثيراً، إذ يحتفي طلاب وطالبات التعليم العام ومعلموهم في السعودية، بداية من اليوم (السبت)، بأطول إجازة صيفية تمر بهم منذ 10 أعوام، تمتد 120 يوماً للطلاب، في مقابل 100 يوم للمعلمين لكن ذلك الاحتفاء يقتصر على الطلبة فقط دون ذووهم الذي وجد بعضهم أنهم أمام أطول كابوس.وخلال الأعوام الـ10 الماضية تفاوت عدد أيام إجازات المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام والأهلي والأجنبي، ففي العام الماضي مُنح المعلمون والمعلمات إجازة مجموعها 60 يوماً، في مقابل 80 يوماً لطلابهم وطالباتهم، أما في العام قبل الماضي، فاقتصرت إجازة المعلمين والمعلمات على 37 يوماً فقط، فيما بلغت إجازة الطلاب والطالبات 88 يوماً. وودّع الطلاب مدارسهم، محتفين ببدء أطول إجازة صيفية لهم، ستتخللها مناسبات عدة، تبدأ بشهر رمضان المبارك، الذي يليه عيد الفطر وعيد الأضحى، كما اعتبر كثيرون أن شهر ذي القعدة، الذي يخلو من المناسبات الدينية، سيكون الأفضل للسفر والاستجمام. ومع دخول الإجازة، تتضاعف المهمات والأنشطة والمسؤوليات على الأبناء وآبائهم، وسيدخل معها السهر ومشقة اختيار كيفية قضاء الوقت، والبحث عن المراكز المناسبة لميول ورغبات الأبناء، والالتزام بحضور المناسبات والاجتماعات العائلية وغيرها من الأمور المؤجلة إلى قدوم الإجازة الدراسية، التي لطالما كانت «الشماعة» التي تُعلّق عليها كل الأشياء التي لا يمكن إنجازها مع الدراسة والعمل. وخلال الإجازة، سيحظى الأبناء الطلبة بوقت فراغ كبير جداً، ما يمكن أن يكون فرصة للترويح والاستفادة، وقد يكون عكس ذلك، ومع هذا تبقى روح الضحك والابتسامة حاضرة، وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعبير الخريجين والعاطلين بأنهم بعدما غادروا مقاعد الدراسة فاتتهم «فرحة أطول إجازة»، فلم يكن من نصيبهم أن يشعروا بما يشعر به أشقاؤهم الطلاب. وطاولت «عين الغبطة» المعلمين بتعليق بعض الذين يعملون في القطاعات الأخرى، ووصفوهم بأنهم فازوا بأطول استرخاء، مع عدم انقطاع دخلهم، واقترح بعضهم، من باب السخرية، أن يستمر المعلمون في العمل، وألاّ يتوقفوا إلا في الأعياد فقط، أسوة ببقية القطاعات. ويذكر أحمد ناصر (وهو أب لأربعة أبناء) أن فكرة استغلال الإجازة كاملة أمر صعب بل قد تكون كابوساً، إذ إن الأبناء يتبرمجون على فكرة الفراغ من الواجبات والأعباء فيها، ويرى أن فكرة التسجيل في النوادي الصيفية حان وقتها. وتكتفي أم خالد الشريف بتسجيل أبنائها في المراكز بعد شهر رمضان، وذلك لارتفاع تكاليف النوادي الصيفية والمعاهد التعليمية في الإجازات، بحسب قولها. ويبين حسان العمر، وهو طالب في المرحلة الثانوية، أن من الصعب الاستمرار في اللعب أو الالتزام بمكان في شكل اختياري مدة أربعة أشهر، ويرى ضرورة التنويع في الأنشطة، التي تبدأ بالسباحة، وبعدها كرة قدم، ثم الأنشطة الأخرى المختلفة، التي قد تعود بالنفع والفائدة. ويبقى أمر «أطول إجازة» قيد التشغيل بعد تسجيل الدخول، الذي يجعل حديث الأمهات والآباء والمجتمع بكل فئاته يستمر طويلاً، في نقاش عن إيجابياتها وسلبياتها، وكيفية استغلالهم هذه الفترة الطويلة، التي ستتخللها ساعات من العمل والملل معاً، حتى لحظة تسجيل الخروج منها، ومحاولة استيعاب فكرة العودة التي طال أمد حضورها.

مشاركة :