قال الشيخ الدكتور صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام إن هذا القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الذي قرأه الأولون، لم يزل غضا طريا، ولكن ليست القلوب هي القلوب، موضحا أن الله سبحانه وتعالى جعل لهذه القلوب مفاتح أولها معرفة المتكلم بهذا القرآن وهو الله جل جلاله ربكم ورب آبائكم الأولين ورب العالمين وشرف الكلام من شرف المتكلم به، وكل كلام وإن عظم وجل فهو دون كلام الله تعالى، فما بالكم بمن انشغل عن كلام الله بكلام الباطل واللهو. وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، في المسجد الحرام، أن المفتاح الثاني للقلوب هو معرفة بركات القرآن، مشيرا إلى أن بركات القرآن على النفوس والأسر والمجتمعات بركات عامة في الدنيا والآخرة من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها. وبين الشيخ آل طالب أن الحياة في ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها نعمة تبارك العمر وتزكيه وتسعد القلب وتهديه، وأي نعمة على هذا العبد الضعيف أعظم من أن يكلمه الرب جل جلاله بهذا القرآن، إنها لنعمة ورحمة وذكرى. وقال إنه يجب أن تمتلئ النفوس فرحا بهذا القرآن، ويفيض هذا الفرح والبشر على الوجوه، ويمتد إلى البيوت والمجتمعات، فرحا بهذا القرآن، وبهذه النعمة التي حمد الله نفسه عليها قبل أن يحمده الحامدون. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن هذا الكتاب العظيم لهذه الأمة المحمدية منهج حياة، وهو رسالة الإسلام يحملها الداعية وعظة الواعظ يحرك به القلوب، ولسان الخطيب على أعواد منبره، وقد كانت فيه الكفاية والموعظة والهداية، وإنما تشرف العلوم بقدر قربها من هذا القرآن. وقال إن للناس مع هذا القرآن مواقف أثبتها القرآن وحوادث سجلها التاريخ وأخبارا تداولتها السير فيها تأثير القرآن على النفوس. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي عن شكر النعم، لافتا إلى أن ربكم جل وعلا يذكركم بنعمته العامة والخاصة لتشكروه. وأوضح في خطبة الجمعة أمس بالمسجد النبوي أن الله عز وجل أخبرنا أن النعم كلها منه لنقوم بحقه تبارك تعالى في العبادة والشكر ونرغب إليه بالزيادة، فالحسنات تصيب الإنسان بفضل من الله ورحمته من جميع الوجوه، والسيئات بسبب الإنسان والله كتبها وقدرها، ولا يظلم الله عز وجل أحدا مثقال ذرة. وأفاد بأن الناس يعلمون كثيرا من النعم ويجهلون أكثرها فكم من نعمة ساقها الله إليك أيها الإنسان ومتعك بها وأنت لا تشعر بها وكم من شر ومصيبة دفعها الله عنك وأنت لا تشعر بها. وأشار إلى أن أعظم الشكر الإيمان برب العالمين فهو شكر نعمة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي أرسله بها رحمة للناس، ويأتي بعدها شكر كل نعمة بخصوصها إلى أصغر نعمة وليس في نعم الله صغير، موضحا أن أعظم كفر بالنعم الكفر بالقرآن والسنة، ولا ينفع شكر لأي نعمة مع الكفر بالإسلام. وحث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بالمداومة على الشكر والاستقامة فمن وفى مع الله وفى الله له، محذرا من التقصير في الشكر أو تغيره إلى كفر بالنعمة فمن كان على دوام شكر بالنعم زاده الله، ومن دام على الاستقامة دامت له النعم والكرامة ومن تحول من المعاصي إلى ما يرضي الله تحول الله له مما يكرهه ويسوؤه إلى ما يحب.
مشاركة :