وتسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/جناح عبد العزيز الحلو على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. والإثنين، سقط 40 قتيلا و70 جريحا في قصف مدفعي طال سوقا تجارية في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، بحسب ما أعلنت السلطات التي اتّهمت قوات الحلو بشنّ هذا القصف. وتخوض "الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/جناح عبد العزيز الحلو" اشتباكات ضدّ كلّ من الجيش وقوات الدعم السريع منذ انخرط هذان الطرفان في حرب طاحنة بينهما في نيسان/أبريل 2023. والثلاثاء، قالت الحركة في بيان إنّ الجيش قصف مناطق خاضعة لسيطرتها حول كادوقلي قبل أن يحاول "التقدّم للاستيلاء على هذه المناطق". وأضافت أنّ قواتها "تصدّت للقوة المهاجمة وكبدتها خسائر كبيرة في منطقة مأهولة بالسكان". واتّهم البيان الجيش بأنّه "يتحرّك مع المواطنين وهم يحاولون التقدم نحو مناطق سيطرة" مقاتلي الحركة. ولم يصدر في الحال أيّ تعليق من الجيش على هذه الاتّهامات. وتخضع مدينة كادوقلي لسيطرة الجيش، لكنّ قوات الحلو تسيطر على مواقع في الجبال المحيطة بالمدينة وعلى مناطق ريفية قريبة منها بالإضافة إلى سيطرتها على أجزاء من ولاية النيل الأزرق القريبة. وكان الحلو رفض في 2020 الانضمام إلى قادة متمرّدين آخرين في توقيع اتفاق سلام مع الحكومة، إذ إنّه اشترط يومها أن يكون السودان دولة علمانية. كما رفض الحلو التحدث مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متّهما قواته بارتكاب فظائع. والسودان غارق منذ نيسان/أبريل 2023 في حرب أهلية طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وبشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وبعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها. وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص ودمّرت البنى التحتية الهشّة أساسا في البلاد، ممّا أجبر معظم المرافق الصحية على الخروج من الخدمة. كما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد يجد فيه الملايين من سكانه أنفسهم على حافة المجاعة.
مشاركة :