الظروف الاقتصاديــة وانفتـــاح المجتمع وارتفــاع المهــور والتكاليف من أسباب زيادة زواج البحرينيين من أجنبيات

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت الدراسة المنشورة في «أخبار الخليج» أمس الأول عن قيام 1356 شخصا بالزواج بأجنبية من أصل 6424 شخصا تزوجوا في عام 2015 أي بنسبة 25% بينما تزوجت 630 فتاة بحرينية بأجانب من أصل 4991 امرأة في العام ذاته. وهاتان النسبتان والأرقام المعلنة تميطان اللثام عن ظاهرة لربما يعتبرها البعض عادية وليست غريبة على المجتمع البحريني المتفتح والمتعدد في النهج والثقافة فيما يعتبرها البعض جنوحا ممن عزموا على حياة الاستقرار في ولوج عالم أقل كلفة من خلال الارتباط بأجنبي أو أجنبية مقارنة بابن أو بنت البلد، فوجدوا هذا الطريق أقل كلفة وأسهل يسرا.. فما هي آراء عدد من المهتمين بالشأن النسائي والمجتمعي والحقوقي, وماذا يقولون؟ الظروف الاقتصادية تقول النائبة رؤى الحايكي ان هناك عددا من الظروف دفعت بهذه الأرقام إلى التصاعد عاما وراء آخر, منها الاقتصادية من جهة والانفتاح الذي تشهده البلاد من جهة ثانية، بالإضافة إلى رغبة عدد من المواطنين والمواطنات في التغيير وتجربة أمور جديدة عليهم، وبالتالي يرون ان شروع البحريني في الزواج بأجنبية أو زواج البحرينية بأجنبي قد يؤدي إلى أمور محبطة لكنهم قد لا يرونها بارزة لحظتها، واستدركت ان البعض من المواطنين يتصور ان الزواج بالبحرينية قد يؤدي إلى الفشل, لذا يتجه إلى الزواج من الأجنبية وذلك على اعتبار انه زواج مستدام وأقل مصروفا وأنه مرتبط بثقافة مختلفة عن الثقافة المحلية, فلا يترددون في الإقدام عليه واللحاق بركابه. الزواج احترام وانسجام أما ليلى رجب من إدارة جمعية الفكر الحر، فقالت: «الزواج قضية شخصية، وهو في الوقت ذاته توافق فكري واجتماعي وعاطفي واقتصادي وسياسي، والانسجام هنا مطلوب بقدر الاحترام مطلوب بين الطرفين»، فتصور لو ان لك قريبا، لكن لا يوجد توافق بينهما، لا يتم الزواج، إذن الزواج هو بالأساس توافق بين طرفين في العديد من الأمور المهمة في الحياة. وتابعت تعليقها على زواج البحرينيين من الأجنبيات أو زواج البحرينيات من أجانب: المهم وجود علاقة مبنية على الحب والاحترام مع التنويه هنا إلى ان نسبة زواج البحرينيين بأجنبيات ربما ليست دقيقة لأن هناك نسبة من المواطنين متزوج بأكثر من زوجة (أجنبية) ولكن ليس معلنا عنها. أما حول الأسباب التي تدعو إلى حصول الزواج بالأجانب أو الأجنبيات، فحسب وجهة نظر ليلى رجب عائد إلى ان المرأة تعلمت وتثقفت وخرجت إلى دول العالم وشاهدت ثقافات مختلفة، فوجدت أنه لا ضرار من الزواج بأجنبي طالما توفر مبدأ الانسجام من جهة والاحترام من جهة ثانية، مشيدة في هذا الصدد بالزواج بالعربي حيث إن التقارب في العادات والتقاليد كبير. وفي هذا السياق، طلبنا من الكاتب علي الستراوي ان يعطينا رأيه حول ظاهرة زواج البحريني بأجنبية والعكس، فأوضح ان هذا الانفتاح جميل لأن الإنسان بحاجة إلى ان يرتبط بعلاقات إنسانية ومحترمة لكنه استدرك أن هذه العلاقات والتوجه الجديد لا يجب أن يكون على حساب العادات والتقاليد، ولا يجب أن تكون على حساب حرية الفكر أو ما يرتبط بالدين. وكشف متابعا تعليقه، قائلا: «أقصد ان الزواج بأجنبية شيء جيد كانتماء فكري بالدين الإسلامي، وأعتقد ان التفاهم موجود بين البحرينيين وغيرهم ممن هم على دين آخر كالمسيحيين على سبيل المثال، أو غيرهم من الديانات السماوية منوها إلى ان الرجل الشرقي يبحث عن الزواج الصالح والمناسب, ويتابع الستراوي: لكن الأخطر في هذا المفصل وهذا التوجه في الحياة هو انعكاس ذلك سلبيا على ارتفاع نسبة العانسات في البحرين, وقد لعبت المهور وارتفاع كلفة عقود الزواج والخطوبة دورا كبيرا في هذا الصدد, لذا فإني أدعو وزارة العدل والشؤون الإسلامية ان تضع حدا أعلى للمهور يتم التوافق عليه ولا يتم تجاوزه. التكيف مع العنوسة الباحث الاجتماعي (فاروق أمين) طلبنا منه تعقيبا حول ظاهرة الزواج بأجنبيات.. فقال: «هذا شيء طبيعي ان يحصل في المجتمع البحريني في ظل الانفتاح الحاصل وفي ظل السفر والدراسة في الخارج وفي ظل استخدام التقنية الحديثة (الإنترنت) والتواصل الاجتماعي مقارنة بالسنوات الماضية»، مشيرًا إلى ان ذلك صب في مجرى الزواج بأجنبيات. وأخيرا، سألنا فاروق أمين: ألا تعتقد ان زواج البحرينيين من أجنبيات, سيعمل على زيادة نسبة العنوسة بين النساء البحرينيات, فأجاب (نعم) هذا صحيح, وما هو الحل؟ فقال: الحل يكمن في تكييف المجتمع والنساء اللواتي يعانين العنوسة مع الوضع المستجد، واستشهد من جانبه ان المجتمع الأوروبي مر بمثل هذه الحالات ولكنه تجاوزها مع الزمن, لذا علينا جميعا الوقوف مع المرأة (النساء) ومساعدتهن لتجاوز هذا الوضع مع إيمانه الكبير بقدرة النساء البحرينيات على تجاوز هذا المنحى والتحدي الجديد المعروف بارتفاع نسبة العنوسة.

مشاركة :