الكرملين يشكك في استعداد زيلينسكي للتفاوض مع بوتين

  • 2/5/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحا مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك. ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة في مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشه على الجبهة والتقدّم الروسي. رد زيلينسكي على سؤال حول إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بُثت الثلاثاء، قائلا إنه سيفعل ذلك "إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح". وتحدّث عن صيغة تضم "أربعة مشاركين"هم مبدئيا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين الأربعاء "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوَف" مضيفا أن "الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما". وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسوما في تشرين الأول/أكتوبر 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسا، وذلك ردا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية. "تنازل" وأعلن بيسكوف أن "رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات"، معتبرا أن "الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة"، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيا. وكرر بوتين مرارا أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف. وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته "تنازل" من جانب أوكرانيا. ووصف الزعيم الروسي بأنه "قاتل وإرهابي". وقال "التحدث إلى قاتل هو بمثابة تنازل من جانب أوكرانيا والعالم المُتَحضِّر بأكمله". وأقرّ بأن حلفاء كييف "يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدما". وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلينسكي مجددا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي. وقال بيسكوف الأربعاء إن هذه التصريحات "تلامس الجنون"، داعيا حلفاء كييف إلى إدراك "المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا". حريق في مستودع للنفط إلى ذلك أكد بيسكوف حدوث "اتصالات" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتا إلى أن الاتصالات "تكثفت أخيرا"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية. ميدانيا، يواصل الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا. وأعلنت موسكو الأربعاء السيطرة على قريتين جديدتين في شرق البلاد وشمال شرقها هما بارانيفكا في منطقة دونيتسك، ونوفوملينسك في منطقة خاركيف. وتقع إحدى القريتين على ضفاف نهر أوسكيل الذي تمكنت القوات الروسية من عبوره في الأسابيع الأخيرة، بعدما أنشأت رأس جسر على ضفته الغربية. إلى ذلك تهدد القوات الروسية تشاسيف يار وتوريتسك وبوكروفسك في أنحاء أوكرانيا وهي مناطق مهمة باتت على وشك الاستيلاء على بعضها. وتواصل أوكرانيا من جهتها ضرباتها الليلية على منشآت الطاقة في الأراضي الروسية والتي أصبحت شبه يومية، ردا على القصف الروسي المتواصل للمدن الأوكرانية. واندلع حريق في مستودع للنفط في منطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا الأربعاء بعد هجوم بالمسيرات، بحسب محافظ المنطقة فينيامين كوندراتييف. وأكدت كييف استهداف المستودع. وأدى صاروخ بالستي روسي الثلاثاء إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين في مدينة إيزيوم في شمال شرق أوكرانيا التي استعادتها أوكرانيا من القوات الروسية في أيلول/سبتمبر 2022، وفقا للسلطات الأوكرانية.

مشاركة :