الصين تنتقد القمع الأميركي مع تفاقم الحرب التجارية

  • 2/5/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الأيام الأخيرة، بعدما فرضت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم مجموعة من الرسوم الجمركية على منتجات بعضهما البعض، الأمر الذي أثر على تجارة بمئات المليارات من الدولارات. والثلاثاء، ألغت خدمة البريد الأميركية (USPS) أيضا الإعفاء من الرسوم الجمركية على الطرود ذات القيمة المنخفضة. وكان ذلك الإعفاء يسمح بدخول السلع التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل، إلى الولايات المتحدة من دون دفع رسوم جمركية أو ضرائب معينة. لكنها أصبحت عرضة للتدقيق بسبب زيادة الشحنات التي تطالب بالإعفاء في السنوات الأخيرة. قالت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية في بيان الشهر الماضي، إنّ الشحنات المعفاة من الرسوم الجمركية ستبلغ قيمتها أكثر من 1,6 مليار دولار في العام 2024، ما يخلق تحديات أمام تطبيق قوانين التجارة ومتطلّبات الصحة والسلامة وحقوق الملكية الفكرية وقواعد حماية المستهلك. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن نمو شركتي التجزئة عبر الإنترنت "شي إن" و"تيمو"، عامل أساسي وراء هذه الزيادة، بينما قد يؤدي القرار الصادر الثلاثاء إلى تأخير دخول الطرود من الشركتين إلى البلاد. وردّت بكين على الخطوة الأميركية متهمة الولايات المتحدة بـ"تسييس القضايا التجارية والاقتصادية واستخدامها كأدوات". وتعهّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان بـ"اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية"، متهما واشنطن بممارسة "قمع غير معقول". وتسعى واشنطن إلى تشديد قواعد "الحد الأدنى"، معتبرة أنّ النمو في الشحنات يجعل من الصعب التحقّق من البضائع بحثا عن مخاطر أمنية. ولكن هيئة البريد الأميركية لم تعط أي سبب وراء تعليق استقبال الطرود من الصين وهونغ كونغ. وقد تتأثر أيضا شركات أخرى للبيع بالتجزئة، مثل أمازون. ورغم أنه بدا في وقت سابق أن الطرود الأميركية لا تزال تُرسل من ماكاو، إلا أن مكتب البريد في المنطقة الصينية شبه المستقلة أعلن مساء الأربعاء أنّ خدمته عُلّقت أيضا. معركة التعريفات الجمركية الأربعاء، أعربت الصين عن "معارضتها القاطعة" للرسوم الجمركية الأميركية على صادراتها، ودعت إلى "الحوار" لحل الخلافات التجارية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان "ما نحن في حاجة إليه الآن، ليس زيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد، بل حوار ومناقشات مبنية على الاحترام المتبادل". وبعدما استُهدفت برسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على كل صادراتها إلى الولايات المتحدة، ردت بكين على الفور الثلاثاء متوعّدة برفع الحواجز الجمركية على سلسلة من المنتجات الأميركية، من النفط الخام إلى الآلات الزراعية. كذلك، أعلنت الصين عن قيود جديدة على تصدير المعادن والعناصر شبه المعدنية المهمة، المستخدمة في قطاعات مثل التعدين وغيرها. وقال لين جيان إنّ "الإجراءات التي اتخذتها الصين ضرورية للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة". وفي اليوم السابق، علّق ترامب الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا لمدة شهر بعدما تعهّدت الدولتان تعزيز الإجراءات لمواجهة تدفّقات مخدّر الفنتانيل وعبور المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة. ويقدم ترامب الرسوم الجمركية المفروضة على بكين على أنّها رد على النهج السلبي الذي تعتمده الصين في مواجهة إنتاج المواد الأولية للفنتانيل على أراضيها، وهي مادة أفيونية تتسبّب بالكثير من الوفيات في الولايات المتحدة. ورفض لين جيان هذه الاتهامات، مؤكدا أنّ الصين لديها "واحدة من أكثر السياسات صرامة لمكافحة المخدرات في العالم"، مضيفا أنّ "الفنتانيل هو مشكلة أميركا، وأسبابه موجودة في أميركا نفسها". وتؤثر الخطوات التي اتخذتها بكين على ما قيمته نحو 20 مليار دولار من البضائع الأميركية سنويا، أي ما يقرب من 12 في المئة من إجمالي الواردات الأميركية إلى الصين، وفقا لحسابات كابيتال إيكونوميكس. غير أنّ تأثيرها لا يصل إلى مستوى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي ستؤثر على سلع تصل قيمتها إلى نحو 450 مليار دولار. وكان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى أنه قد يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت مبكر من هذا الأسبوع. لكنّه لم يلبث أن تراجع وقال إنّه "ليس في عجلة من أمره" للتحدث مع شي. بور-اوهو/ناش/ص ك

مشاركة :