هل نزلت الصفقة على خد غزة؟ - عبدالمحسن بن علي المطلق

  • 2/7/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد.. بداً .. وبعيداً عن المرابح والخسائر والتي مني بها الطرفان، فكلاهما ليس تلكما بحياتهما، بيد أني أحسب أنه لابد من وضع في عين الاعتبار ذلكم، ثم والعجيب أن لا أحد منهما يرى حاله منتصرا، وبالذات - لو دققنا - في حال الطرف الأقوى بالعدد والعتاد، فهم لا يكترثون بما حققوه ماديا، وها هم - ليل نهار - يلاحقون حكومتهم بنقد لاذع.. وأعني حال الإقرار من كل متابع بالنصر المادي للعدو، لأنه بالمقابل نجد رجحان الكفة معنويا لأهلنا في غزة، الذين يكفيهم أن العالم برغم طنين الإعلام.. مال ومعهم تعاطف، لأن قضيتهم حق. ومن هذا الجانب تجدها - قضيتهم - كلما خبت يأتي مثل كهذا القدح ( العدوان) ليدفعها للواجهة، وكأن المقصد أن لا حق يضيع إذا خلفه مطالب، وهذه الملامس على ما في طيّها من ضرب موجع، توضحها آية فـ{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}. فهذه حسبها بصدارة الميزات الجالبات معها منافع أخرى.. ثم يلاحظ تكرار (لكم) في ذات الآية، ولعلها من العزأ الذي يصحب فيخفف الوقع عوداً للتبريح عن لعبة الأرقام بالذات التي تجدها الفيصل في المواضيع المُشاكلات، نعم هي كذلك تلك اللغة، عدا كهذه الأحوال ما لا يكن للأرقام ذاك التأثير، ولا حظّ في التفكير.. بها، فالذي يصل أن تكون أو لا تكون ستطوّح بكل الحسابات، وهذا يلاحظ.. لو حاولت تتعدى على أبناء قطّة، فماذا ستفعل أمهم.. التي ذاتها ستفرّ منك لو كانت وحدها وقصدت أذيتها!، عفواً لكن لأن الأمثال تضرب ولا تقاس. أجل، فالقياسات لها تنوع، ويقبع كل أحدٍ بوجهه، أي أنه إن كان التنازع في مساحة مثلا.. فالشأن يختلف عنها في مسائل الثوابت.. التي لا يفرط بها - المرء - مهما دفع من أثمان، وحسبنا دلالة ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يعجبني من الرجل إذا سيمَ خطة ضيم قال: لا.. بملء فيه»، فتلك إن اجتاحها ولو جانحة فلا حاجة للتفكير في أحقّية الرد. أبسط هذه.. على أنه لا زال بيننا (هداهم ربي) يولي الأرقام اهتماما، بكل الأمور حتى التي منها العاقل يمور.. - أي يضطرب - حال حدوثها. كالقضية الأم.. والتي يضحي أهل «غزة» بصدور عارية، وقلّ ما ينشدون من أفق سوى أن تبقى على سطح وعينا، من ناحية.. ومن ناحية متممة تجدهم بهذه المجالدة على أنفسهم وأسرهم وبيوتهم أملا بالتناد من الضمير الحي من لدن كل ذي فطرة غريب، ويزداد هذا المطلب إن عزّ الناصر من القريب، فهاهم بكل مقدراتٍ لديهم يبذلون.. ولو على حساب أنفاسهم..! فما تقدّم إنه هو إلا جزء - لا يتجزأ - من بيان في التالي: أحداث (طوفان) الأقصى.. الذي امتدّ زمانيا 15 شهراً) وتبعاته المهولة لا تساوي ذات القدر الذي على إثره يكون (الصمود) أهم علائم النصر.. موضوع على من الشجاعة غير ساعة كيف حسيان ساعته أمام (471) يوما، كان القوم يجالدون بها العدو!، فالذي يأكل العصي يختلف عمن بعدها!، وزيادة إيضاح في «عجز» بيت كشظ/ لكل ما يؤدي و إن قل ألم (ما أطول الليل على من لم يتم) كان قد اشتعل في صبيحة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 .. وإلى مساء أمس الأربعاء طالت مسافة ذاك الضرب (المفتوح) الزمانية، فبلغت منهم القلوب الحناجر وظنهم بربهم لم يتزلزل.. نعم، كان يتأرجح بين تصعيد وتخفيض، لكن (غزة..) لم تنم بها، أو تهدأ إلا لماما. أما في أعيننا فقد بقي جُرح موجع، درجة اننا صرفنا الانظار (و لا أعني الاهتمام) عن متابعة للإعلام، ومعاذ الله عن غفلة!، إلا لما تؤلم المشاهد.. نعم وأنعم بما كان من نصرٍ حلّ بالشام غطى الشهر الأخير على تلك الأحداث، لما أخرج من كوامننا من فرح خليط بترح أحداث غزة وكم اجتمع فرحٌ بأسى يوم تولى يزيد الخلافة دخل عليه عطاء بن أبي صيفي فقال (يا أمير المؤمنين أصبحت أنت خليفة الله وأعطيت خلافة الله فقد قضى معاوية نحبه وغفر الله له ذنبه وأعطيت بعده الرئاسة ومنحت السياسة فأحتسب على الله عظيم الرزية وأشكر الله على حسن العطية) وهنأ (المهدي) بالخلافة وعزاه بأبيه أبو دلامة فقال: عيناي واحدة ترى مرورة بأميرها جذلى وأخرى تذرف تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ما أنكرت ويسرها ما تعرف والعرب قربت لهذه الحالة (عين في نعيم و أخرى في جحيم)..! فهذه صدرت عنا من بين ركام آلام، وكم ممن يرقص ألما! ف.. تلكم المدّة التي لم تمر كأيام اعتيادية البتة، نعم فمن يتم بالمشفى لا سواه من يخبر كيف هو (بطئ) مرور الوقت، وكذا حال الحامل(1) التي الفرج يقترب منها ببطئ - الأشهر الأخيرة! ف.. تلكم المدّة التي لم تمر كأيام اعتيادية البتة، نعم فمن يتم بالمشفى لا سواه من يخبر كيف هو ( بطئ) مرور الوقت، وكذا حال الحامل التي بالعجب الفرج يقترب منها بطئ - الأشهر الأخيرة! لقد كانت أشهراً عصيبة.. نحن نتوجّع معنويا فيما القوم يتحسسونها بأجسادهم عدا فوضى كادت تعم ديارهم = نحن ليس لدينا سوى الكلمات، وقد كدت أُسكتها مع الشاعر العشماوي: سكت الرصاص فيا (حجارة) حدّثي أن العقيدة قوة لا تُهزم أجل هي العقيدة التي ربطت على جأش قوم أمامهم جيش.. بكامل العناد! = نحن يا أحباب تشفّعنا لربنا بالدعاء الطويل بآلام لا تبرح متابعتنا للأخبار، وكم أملى علينا صبركم من الاعتبار، وما يخبر ذاك الصبر أن ميزان القوة لم يكن يوماً بالسلاح، فـ{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ}، والجملة الأخيرة {بِإِذْنِ اللّهِ} مصدر الطمأنينة العالية الغالية تحصيلها إلا من امتلأ يقينا بأن الناصر الله ومما زاد من شنآن الحال مع كثرتهم .. تنوع أسلحتهم التي والحمد الله إن مضت بأجسادكم، لا ولم تمض لتحقيق مآربهم سوى تعداد شهداء والحمد لله، أو في هدم منازل سيعاد إنشاؤها ليقبع الرابح ربحه على الورق، فالميدان (الفيصل) والذي وقف شامخا يرى الإرادة منكم وجلال مكمنها في الواجهة، فيما الثبات هناك بالجبهة. مما جعل أحلامهم تتكسر على عتبات جلدكم، فتكدّس عود وطرها دون مبلغ غرضها. فلم يبقى إلا أن نُنشد/ يا تلاميذ غزّة علمونا نعم، علّمونا (الصبر) الذي رزقتموه كيف بلغتموه، مع ظفر طلتموه.. حتى العدو لم يخفي او يتوارى عن الاقرار به.. والعدّة التي معكم وكيف مدتكم، لا.. بل كيف وهي المتواضعة.. صمدت هذه السنة، والبضعة أشهر والقوة الكامنة لديكم من أين.. أتوقف عن الأسئلة التي كلّها جوابها واحد هو (اليقين) بحقكم، ومن قبل (الإيمان) بربكم، وما وعد به من نصرٍ.. يأخذ وقتا.. نعم، لكن العُقبى له. اليوم/ وبعد تعسّر بلغتم ما أكنتم أن لا تسليم إلا بمقايضة، ولا خسائر إلا وأمامها مكاسب قد لا تكن المادية بينها متحقق لكن المعنوي الذي هو المرام.. وقد أصبتم هدفه، ومن العمق منه قد دنوتم. لم تكن المكاسب هي الميزان، بقدر ما هو الصمود الذي يسحب البساط من العدو فيفقده التوازن، وهذا كثير منه والحمد لله حدث. عدا صيت لكم حسنه، وللعدو سوته، أدناء التلطيش الإعلامي.. الذي رافقه أصوات بحت به حناجر ذي الفطرة، ولا تعجب فلو قابلت اشد الناس غلظة فسلمت عليه إلا ورد السلام وربما وهو يتم، أيضا ما أباحت وبعد خجل طالها في البدء الكثير من المنظمات الإنسانية. والإنسانية الحقة كلها لولا ضعف المقدرات التي تمتلكها و الصلاحيات المضيق عليها لما استمر هذا العدوان الغاشم الآثم، والمخزي في حق البشرية!.. وحسب بلادي أن وقفت معكم قيادة وشعبا حيتك نافحت في المسارح الدولية التقول بلسان الصراحة عما طالكم، فأوجعنا مثلكم.. ألا فهنيئا (النصر) يا غزة، فقد كان نصراً للمبادئ و نصراً لأهل الحق ونصراً تعترف أنه معنوي - كما تقدم -، إلا أنه أينع، أو موعود بجنى يقطفه أجيال بإذن من له الأمر من قبل ومن بعد.. أجل لا يجحده أو يتعامى عنه سوى منقلب الفطرة، ومنصرف الوعي، بل أزيد بلا مزايدة منتكس الأسس، فاقدٌ للمعايير .. المعايير التي لا يقاس بها إلا قبح ربح آتٍ على أجساد الثكالي والأطفال الرضع، فرحم الله «البردوني» وهو يوجز عن غزير مما أرنوه وأقبح النصرا نصر الأقوياء بلا فهم، سوى كم باعوا.. وكم كسبوا بل قلها في وجه من لم يقف ك عند حده ولم يرتد عن مطامعه، وكذا حال من لم يقر بشدة بأس من أمامه، هنا لا ولن يعي (وربي).. معاني النصر الحقيقي، ومن لا يشهد هذه العلامات أكرر له ما تقدم/ أنهم همُ أكثر من انتقدوا حكومتهم، ولو من ناحية إدارة ذاكم الـ(طوفان).

مشاركة :