انطلقت في الرياض، الأحد، فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر "ليب 2025" التقني، الذي يعد أحد أكبر التجمعات التقنية العالمية، حيث يجمع نخبة من الخبراء والمبتكرين لمناقشة مستقبل القطاع واستعراض أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية. وأعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المهندس عبد الله السواحة، خلال كلمته الافتتاحية، أن المؤتمر سيشهد استثمارات وإطلاقات تتجاوز 14.9 مليار دولار، ما يعكس التوسع المتسارع للمملكة كمركز عالمي للتقنية والابتكار. وأشار السواحة إلى التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة، موضحًا أن المملكة تمثل 50% من القوة التقنية في الشرق الأوسط، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال. كما لفت إلى أن عدد المتخصصين في التقنية داخل السعودية شهد نموًا كبيرًا، حيث ارتفع من 150 ألفًا إلى 381 ألفًا خلال فترة قصيرة، وهو ما يعكس التوسع السريع في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مدعومًا باستثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية. وشهد المؤتمر إعلان عدة استثمارات كبرى تعكس التزام الشركات العالمية بتوسيع وجودها في السوق السعودي. فقد كشفت شركة "غروك" بالتعاون مع "أرامكو ديجيتال" عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار لتعزيز مشاريع الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فيما أعلنت "غوغل" عن استثمارات جديدة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرقمية للذكاء الاصطناعي، عبر إطلاق تجمع جديد يلبي الاحتياجات المحلية والعالمية. كما أعلنت "داتا بريكس" عن ضخ 300 مليون دولار في تطوير خدمات "PaaS" المتكاملة، بهدف دعم المطورين وتمكينهم من ابتكار تطبيقات تعتمد على الحوسبة السحابية. وفي إطار الجهود المبذولة لتنمية الكفاءات الوطنية في قطاع الذكاء الاصطناعي، أطلقت "علي بابا كلاود" برنامجًا لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي في السعودية، وذلك بالتعاون مع أكاديميتي "طويق" و"إس تي سي"، بهدف تدريب المواهب المحلية وتجهيزها لمتطلبات السوق المتسارعة. كما أعلنت "سامبا نوفا" عن استثمار بقيمة 140 مليون دولار لإنشاء بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي في المملكة، في خطوة تعزز من قدرات الدولة في هذا المجال الحيوي. وضمن التوسع في مشروعات مراكز البيانات، أعلنت "آي كي آر" بالشراكة مع "جي دي إتش" عن استثمارات لتطوير مراكز بيانات ضخمة بسعات تصل إلى 300 ميغاوات، ما يسهم في تعزيز القدرات الحوسبية ودعم التحول الرقمي. كما أعلنت "سيلز فورس" عن تخصيص 500 مليون دولار لإنشاء منصة "هايبر فورس"، التي ستوفر حلولاً رقمية متقدمة لعملائها في المنطقة انطلاقًا من السعودية. وفي خطوة أخرى تؤكد أهمية المملكة كمركز إقليمي للحوسبة السحابية، أعلنت "تينسينت كلاود" عن استثمار 150 مليون دولار لإطلاق أول منطقة سحابية في الشرق الأوسط، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في تعزيز قدرات الشركات المحلية والعالمية على الاستفادة من أحدث التقنيات. وتعكس هذه الاستثمارات الضخمة التزام المملكة بتعزيز اقتصادها الرقمي، ضمن إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي. ومع تزايد المبادرات والمشاريع التقنية، يؤكد مؤتمر "ليب 2025" دوره كمحفز رئيس لمسار التحول الرقمي في المنطقة، ومساحة لعرض أحدث الحلول التي ستشكل مستقبل التكنولوجيا عالميًّا.
مشاركة :