قبة ضخمة تلف بإشعاعاتها تلك المنطقة التي تحتضن علوم العالم ومعارفه بصروحها الشامخة «مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك»، محطة أرضية مختلفة تأخذ زائريها برحلة فريدة إلى محطة كانت غامضة في عالم آخر تغمره الأسرار في الفضاء الكوني بكواكبه ومجراته ومدلولاته. المرصد الفلكي من المرافق المهمة التي شملتها جولة مركز الشارقة الإعلامي مرصد الشارقة الفلكي، وهو مرصد بصري لرصد المجرات والنجوم والكواكب حتى 10 سنوات ضوئية، ورصد الشمس والقمر مع أجهزة فلكية متطورة ذات دقة عالية جداً، وهو صمم لأغراض علمية بحثية، ويتيح للباحثين والطلبة من خلال المركز رصد وتصوير ودراسة مختلف الأجرام السماوية اللامعة، مثل المجرات والنجوم والكواكب والمذنبات، فضلاً عن رصد الشمس والقمر، خصوصاً أطوار القمر. الحديقة الكونية يتمتع الزائرون للمركز بالمرور بالحديقة الكونية، حيث الجلوس متاح حول مجسمات الكواكب العملاقة، مصل المشتري وحلقات كوكب زحل الجميل، وعطارد والزهرة الدافئين، أو نبتون الأزرق البارد، وغيرها، لتشكل جولة جميلة ومريحة للزائرين. المرصد الفلكي في مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك متوافر للعمل عليه بشكل رئيس من قبل طلبة وأعضاء هيئة تدريس جامعة الشارقة لخدمة احتياجاتهم البحثية والتعليمية. والمرصد مجهز بثلاثة تلسكوبات هي: تلسكوب عاكس بقطر 450 ملم، تلسكوب كاسر بقطر 180 ملم، تلسكوب كاسر بقطر 105 ملم. معرض الكون يجسد معرض الكون في القرآن الكريم عبر لوحة جدارية ضخمة وشاشة عملاقة، وكذلك من خلال ثماني شاشات كبيرة، يجسّد ويحكي قصة خلق الكون من لحظة الانفجار العظيم مروراً بتكون المجرات والنجوم ثم النظام الشمسي، وكذلك نهاية الكون ومصيره بحسب آخر النظريات الكوزمولوجية الحديثة. كل ذلك يعد انسجاما فريدا ما بين ما يراه علماء اليوم وما ذكره خالق الكون في القرآن الكريم منذ 14 قرناً. كما يقوم الزائر للمركز بأكبر جولة علمية لمطالعة أكبر كتاب فلكي، وهو رواية علمية للكون من لحظة الانفجار العظيم وحتى اليوم. في تلك المنطقة التي تكتنز جامعات وكليات ومراكز بحثية متعددة تبرز قيمة المكان الذي يعد أيقونة في مجال البحوث وعلوم الفضاء، ويطوف بمرتاديه إلى أعمق أسرار الكون غموضاً، مستحضراً الكواكب والنجوم وأكثر مشاهد السماء بهجة. ومنذ عام وثلاثة أسابيع يقف مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك كواحد من أحدث المراكز المتخصصة التابعة لجامعة الشارقة على مستوى الدولة والشرق الأوسط، وأحد المشروعات الواعدة التي تتميز بها الشارقة، وتحظى باهتمام لامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ووفقاً لمساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك إبراهيم الجروان، فإن رؤية إنشاء المركز تتمثل في بناء مركز وطني ذي مكانة مرموقة في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء. وأضاف أن المركز يهدف إلى تطوير وتعزيز التثقيف في مجال علم الفلك وعلوم الفضاء في العالم العربي والإمارات بصفة خاصة. يأخذ المركز زائريه في رحلة فلكية إلى أعماق الكون الواسع عبر برنامج مميز يتضمن عرضاً لعدد من الأفلام العلمية المهمة التي لا تتوافر إلا في المركز، بحسب تخصصه وتطوره، ومتابعته لأحدث ما توصل إليه العلم في مجال الفضاء. وتعد القبة الفلكية، وهي أول قبة فلكية في الشرق الأوسط، القلب النابض للمركز، حيث تتولى عملية عرض الصور والأفلام المختلفة الخاصة بالعلوم الفضائية والفلكية والتاريخية والدينية للزائرين. وأوضح الجروان أن القبة الفلكية تحتوي على شاشة عرض نصف كروية مصنعة من صفائح ألمنيوم ومركبة بزاوية ميل، تستخدم لعرض الصور بالغة الدقة عن طريق نظام عرض رقمي متقدم يتكون من 7 قنوات عرض ضوئي من نوع «باركو F35» فائقة الأداء، تعمل بشكل متزامن لإسقاط صور معالجة رقمياً باستخدام أجهزة معالجة صورية فائقة السرعة لتكون الصورة المنتجة متجانسة ومركبة بطريقة تبدو كأنها تعرض من مصدر واحد. وتحتوي القبة في وسطها على عارض نجوم عملاق مُصنّع في اليابان متمركز في قلب مسرح القبة السماوية، ويتيح عرض عدد هائل من النجوم يتجاوز الـ10 ملايين نجم، وهو أداة بصرية مثالية للدراسات الفلكية والفضائية، فضلاً عن عارضات الشمس والقمر والكواكب المشتري وزحل والمريخ وعطارد والزهرة. كما تحتوي القبة الفلكية أيضاً على مجموعة حواسيب بالغة الدقة تغذي عبر واجهة رقمية مرئية ذات وصلة ثنائية ترتبط بأجهزة العرض السبعة. يسع مسرح القبة الفلكية 209 مقاعد تم توزيعها بعناية وبزوايا مدروسة لإتاحة مشاهدة مريحة للزوار، ويحتوي على نظام عرض برامج حديثة يسمى «uniview» تستخدم في عملية محاكاة رقمية للفضاء، تتيح للمشاهد التنقل عبر الكون الفسيح، وتستخدم هذه البرامج بيانات محدثة من الأقمار الاصطناعية والتلسكوبات الفضائية التابعة لوكالات الفضاء الأميركية والأوروبية، وهو برنامج محاكاة مستخدم من قبل أكثر من 150 قبة سماوية حول العالم. ويستخدم داخل القبة السماوية سبعة أجهزة عرض تعرض الشمس والقمر والكواكب الخمسة المرئية بالعين المجردة. وتقدم هذه الأجهزة نموذجاً تفاعلياً للكون المرصود الذي يمتد على مسافة مليارات السنين الضوئية. تعرض القبة الفلكية فيلمها الأشهر الذي أنتجه المركز، وهو فيلم «دين القيّمة»، الذي انطلقت فكرة إنتاجه من صاحب السمو حاكم الشارقة، لإنتاج فيلم وثائقي عالمي يحكي قصة خلق الكون بداية من الانفجار الكبير، مستعيناً بالآيات القرآنية الكريمة: «أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما»، إلى أن ينتهي الكون استناداً إلى قوله تعالى: «يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده»، مروراً ببداية الحياة على هذا الكوكب.
مشاركة :