الدوحة - الراية : كان يوم 15 نوفمبر 2015 يوماً تاريخياً في كرة القدم المجرية بعدما نجح المنتخب المجري في إنهاء 44 سنة من الجفاء مع كأس الأمم الأوروبية حيث تأهل للمرة الثالثة في تاريخه إلى البطولة القارية إثر تفوّقه على النرويج في الملحق التأهيلي قبل ستة أشهر من اليوم. وقد لعب المهاجم كريستيان نيميث دوراً في تأهل منتخب المجر إلى كأس الأمم الأوروبية التي ستنطلق بعد ثلاثة أسابيع بعدما سجّل هدفين في المجموعة السادسة وهو يأمل أن يواصل مع منتخب بلاده التألق خلال الفترة الأخيرة على الرغم من صعوبة المهمة المرتقبة بعدما أوقعت القرعة أبناء المدرب بيرند ستورك إلى جانب البرتغال وأيسلندا والنمسا في المجموعة السادسة. وقال المهاجم ذو السابعة والعشرين من العمر والذي انتقل في يناير الماضي إلى نادي الغرافة في حديث خاص لموقع FIFA.com إنه متفائل بقدرة فريقه على مواصلة التألق الذي تحقق خلال الفترة السابقة وإدخال البهجة مجدداً إلى الجمهور المجري. وقال نيميث "نحن متحمسون والبلد كله متحمس لأن المشاركة في كأس الأمم الأوروبية أمر كبير بالنسبة لنا بالنظر إلى مرور زمن طويل على مشاركتنا في البطولة الأوروبية. لذلك أتمنى أن نستعد بشكل جيد لخوض النهائيات." وعاد المهاجم السابق لنادي سبورتينج كانساس سيتي الأمريكي بالذاكرة إلى اللحظات التي عاشها مع رفاقه على ملعب جروباما أرينا في بودابيست عندما تغلّب الفريق بنتيجة 2-1 النرويج في مباراة الملحق وهي المباراة التي أعطت بطاقة التأهل للفريق المجري. وقال نيميث"كان لدينا مباراتان حاسمتان ضد النرويج وفي النهاية كان الأمر رائعاً. لقد كانت عائلاتنا متواجدة في الملعب والجمهور كان رائعاً طوال فترة كل المباراة ودعمونا بشكل كبير. لقد كان شعوراً رائعاً بالنسبة لنا وبقينا عدة أيام ونحن نعيش هذا الأمر قبل أن نبدأ الاستعداد بعد ذلك للنهائيات." وحول هذه الاستعدادات أضاف اللاعب الذي تنقّل بين إنجلترا واليونان وهولندا والولايات المتحدة وأخيراً قطر "نحن متفائلون وأعتقد بأننا سنستعد بشكل جيد للبطولة والمدرب سيقدّم لنا المعلومات حول الفرق الأخرى. لدينا فريق جيد ونريد أن نحقق نتائج مفاجئة وأتمنى أن نفعل ذلك." وسيبدأ المنتخب المجري مشواره في فرنسا 2016 عندما يلتقي منتخب النمسا في بوردو يوم الثلاثاء 14 يونيو المقبل قبل أربعة أيام من مواجهة منتخب أيسلندا في المواجهة الثانية فيما سيختم مشواره في مرحلة المجموعات بمواجهة مرتقبة مع البرتغال يوم 22 يونيو في ليون. وبينما قد يعتبر البعض أن خصوم المجر في المجموعة السادسة يملكون أفضلية إلا أن نيميث يعتبر أن المنتخب أيضاً "فريق جيد ويجب أن يكون لدينا الثقة لأننا تأهلنا إلى النهائيات بجدارة وليس بسبب الحظ. لقد فزنا على النرويج مرتين ويجب أن نؤمن بحظوظنا وسيكون ذلك كافياً للحصول على النقاط والفوز بالمباريات." وأضاف"كل المنتخبات في المجموعة قوية وبالنسبة لي النمسا تملك نفس مستوى البرتغال ولديهم فريق جيد. لديهم لاعبون ذوو مستوى عالٍ وستكون مباراة قوية أمامهم. ولكننا سنستعد بشكل جيد لهذه المباراة، والمباراتان أمام أيسلندا والبرتغال أيضاً". عودة للأمجاد الغابرة كانت المشاركة الأولى للمجر في كأس الأمم الأوروبية عندما احتل المركز الثالث في إسبانيا 1964 قبل أن يحتل المركز الرابع في البطولة الثانية التي شارك فيها في بلجيكا 1972 وسيكون هناك ضغط كبير على نيميث ورفاقه من أجل تقديم نتائج تليق بتاريخ كرة القدم المجرية التي سحرت الأنظار بقيادة فيرنك بوشكاش. وبينما يعتبر نيميث أن المنتخب الحالي لا يمكنه التفوّق على إنجازات الجيل الذهبي للكرة المجرية، إلا أنه قال إن المنتخب الحالي يستطيع أن يحقق نتائج جيدة ويُفرح الجمهوري المجري. وقال نيميث "أعتقد أننا يمكن أن نجلب المجد لكرة القدم المجرية، لا يمكننا التفوّق على الإنجازات التي حققها الجيل الذهبي ولكن أقل شيء يمكن أن نقوم به الآن هو أن نقدّم مستوى جيداً وأن نحقق نتائج جيدة للجمهور الذي دعمنا بشكل كبير ويستحق أن يفرح". ولا شكّ أن الفرحة المجرية ستكون أكبر في حال عودة المنتخب إلى كأس العالم FIFA والتي غابت عنها الكرة المجرية منذ نهائيات المكسيك 1986 أي قبل ثلاث سنوات من ولادة نيميث الذي كشف أنه كان يحلم بأن يصبح يوماً ما لاعباً في المنتخب الوطني قبل أن يتحدث عن طموحه بقيادة المنتخب إلى العرس العالمي في روسيا 2018. وقال نيميث، الذي يعتبر النجم الإيطالي اليساندرو دل بييرو قدوته في الملاعب"لقد لعبت لمنتخبات تحت 17 سنة وتحت 19 سنة كما شاركت في كأس العالم تحت 20 سنة وكان حلمي هو أن ألعب مع المنتخب والبطولة الأوروبية وهو ما تحقق. المنتخب الحالي يملك مزيجاً جيداً من لاعبي الخبرة ولاعبي الشباب وسيكون هدفنا المقبل هو التأهل إلى كأس العالم". ولكن هذه المهمة لن تكون سهلة بالنظر إلى أن المنتخب المجري سيلتقي مع البرتغال مجدداً في المجموعة الثانية من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى روسيا 2018 وسيواجه أيضاً المنتخب السويسري الذي شارك في النسخ الثلاث الأخيرة من كأس العالم FIFA بالإضافة إلى منتخبات جزر الفارو ولاتفيا وأندورا. وتحدّث الهدّاف الذي سجّل ثلاثة أهداف في كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA قائلاً:"هذه المجموعة قوية وسيتأهل منها فريق واحد مباشرة ما يجعل الأمور صعبة، هدفنا هو أن نقدّم مستويات جيدة وسيكون تركيزنا عليه بعد انتهاء كأس الأمم الأوروبية". ولا شكّ بأن نيميث سيأمل أن يكون التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية 2016 هو خطوة أولى من أجل العودة إلى كأس العالم FIFA وتحقيق الحلم الأسمى للجماهير المجرية.