أوقفت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني/يناير، إلى حد كبير قتالا استمر أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة وتم على اثرها إطلاق سراح رهائن إسرائيليين على خمس مجموعات مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وأفاد الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان أنه "سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15 شباط/فبراير 2025 حتى إشعار آخر"، متهما الدولة العبرية بالفشل في الامتثال إلى بنود الهدنة. وأضاف أبو عبيدة أن استئناف عمليات المبادلة رهن بالتزام "الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي". وتابع "نؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال". صدر البيان بينما كان من المقرر أن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة في قطر لبحث تطبيق المرحلة الأولى للهدنة الممتدة على 42 يوما والمراحل المقبلة التي ما زال يتعيّن إتمام الاتفاق عليها. وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر للهدنة، لكن إسرائيل رفضت إرسال مفاوضيها إلى الدوحة لهذا الغرض. من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين أن إعلان حماس يشكل "انتهاكا كاملا" لاتفاق وقف اطلاق النار، ملمّحا إلى إمكان استئناف القتال. وقال في بيان ان "اعلان حماس بشأن وقف الافراج عن رهائن اسرائيليين يشكل انتهاكا كاملا لاتفاق وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن"، لافتا الى ان الجيش تلقى امرا "بالاستعداد لجميع السيناريوهات". ترامب يسعى لـ"تملّك" غزة تصاعد التوتر منذ صدور المقترح الصادم عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عبر عن رغبته في السيطرة على قطاع غزة ونقل سكانه البالغ عددهم أكثر من مليونين إلى أماكن أخرى. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بمقترح ترامب الذي وصفه بـ"الثوري"، موجّها بيانا بدت نبرته منتصرة بعد عودته من واشنطن. وأثار المقترح الذي اعتبرت الأمم المتحدة وخبراء أنه سيشكل انتهاكا للقانون الدولي، انتقادات واسعة. وأفاد الرئيس الأميركي شبكة "فوكس نيوز" الاثنين بأن الفلسطينيين لن يحظوا بحق العودة إلى القطاع. وقال "أتحدث عن بناء مكان دائم لهم"، مشيرا إلى أن العيش في القطاع المدمر لن يكون ممكنا قبل سنوات. ولدى سؤاله عما إذا كان سيحق للفلسطينيين العودة رد ترامب "كلا، لن يعودوا إذ سيحصلون على مساكن أفضل بكثير". وأشار إلى أنه سيبني "مجتمعات رائعة" لأهالي غزة في أماكن أخرى، مضيفا "في الأثناء، سأملك أنا هذه (الأرض). فكروا فيها كمشروع تطوير عقاري من أجل المستقبل". وبالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولة لإخراجهم من غزة تعيد إلى الذاكرة "النكبة" الفلسطينية التي تلت إعلان تأسيس دولة إسرائيل عام 1948. أحدث ترامب صدمة حول العالم عندما أعلن فجأة الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تسعى "للسيطرة على قطاع غزة" وإزالة الأنقاض والقنابل التي لم تنفجر بعد وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". "سوء معاملة" أشعل حرب غزة هجوم حماس على إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أدى إلى مقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. واحتجز عناصر حماس 251 رهينة ما زال 73 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا. في المقابل، تفيد وزارة الصحة في غزة بأن الحرب أودت ب 48208 أشخاص في القطاع. وبموجب وقف إطلاق النار الحالي، استكملت إسرائيل وحماس خامس عملية مبادلة السبت إذ أطلق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين مقابل 183 معتقلا فلسطينيا. في هذا السياق، اعتبر المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان الاثنين أن "صور الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين الهزلى الذين تم الإفراج عنهم.. مؤلمة للغاية". وأضاف "تظهر الصور التي رأيناها للرهائن الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم في نهاية الأسبوع مؤشرات تدل على سوء معاملة وسوء تغذية حاد، ما يعكس ظروفا قاسية للغاية تعرضوا لها في غزة". وشدّد على "وجوب أن تضمن إسرائيل وحماس معاملة إنسانية، بما في ذلك الامتناع عن تعريض كل من هم تحت سيطرتهما لأي شكل من أشكال التعذيب أو الإساءة". أما "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" فأشار إلى أنه "ناشد الدول الوسيطة المساعدة في المحافظة على الاتفاق القائم وتطبيقه بشكل فاعل".
مشاركة :