أظهرت دراسة طبية حديثة أن النساء اللاتي يتأخر لديهن انقطاع الطمث قد يكن أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية مقارنة بالنساء اللاتي يحدث لديهن انقطاع الطمث في سن مبكرة. الدراسة، التي نُشرت في مجلة متخصصة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تسلط الضوء على العلاقة بين توقيت انقطاع الطمث وصحة القلب، مشيرة إلى أن التأخر في انقطاع الطمث قد يوفر حماية إضافية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية. يعود هذا التأثير إلى دور هرمون الإستروجين في تعزيز صحة الأوعية الدموية وتقليل الإجهاد التأكسدي، الذي يُعد أحد العوامل المساهمة في تلف الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. عندما تنخفض مستويات الإستروجين بعد انقطاع الطمث، تزداد مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وهي عوامل رئيسية في حدوث الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. ومع ذلك، يبدو أن النساء اللاتي يمررن بهذه المرحلة في سن متأخرة يتمتعن بحماية أطول ضد هذه المشكلات الصحية، مما يعزز أهمية توقيت انقطاع الطمث بوصفه عاملًا مؤثرًا في صحة القلب. ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تأخر لديهن انقطاع الطمث كانت لديهن معدلات أقل من تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين وتحسن في وظيفة البطانة الغشائية للأوعية الدموية، مما يقلل من احتمالية تشكُّل الجلطات الدموية. كما أشارت الدراسة إلى أن النساء اللواتي دخلن سن اليأس بعد سن الخمسين أظهرن مؤشرات صحية أفضل للقلب مقارنة باللواتي انقطع لديهن الطمث في الأربعينيات أو قبل ذلك. وفي ظل هذه النتائج، يؤكد الأطباء أهمية المراقبة الدورية لصحة القلب لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، بغض النظر عن العمر الذي يحدث فيه. ويُنصح باتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والتحكم في مستويات التوتر، إلى جانب مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم. ورغم أن هذه الدراسة تقدم دليلًا على ارتباط توقيت انقطاع الطمث بصحة القلب، فإن الباحثين يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات الفسيولوجية التي تربط بين التأخر في سن اليأس وتقليل مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية. وفي الوقت نفسه، يُنصح النساء بمراجعة الأطباء لتقييم صحتهن القلبية واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.
مشاركة :